الإهمال يُضاعف وفيات كورونا 6 مرات.. وخبراء: مبررات عدم التطعيم «كارثية»

أخطر من «كورونا» ..الإهمال يُضاعف وفيات «كوفيد» 6 مرات
أخطر من «كورونا» ..الإهمال يُضاعف وفيات «كوفيد» 6 مرات

«لا مبالاة وإهمال وتراخٍ» هذه الكلمات الثلاث هى ما يمكن به وصف واقع الشارع المصرى خلال الآونة الأخيرة، فبالرغم من اقتراب وصول عدد الملقحين فى مصر إلى 40 مليون مواطن وفقًا لبيانات منظمة الصحة، إلا أن هناك عددًا من الممارسات التى تضيع مجهودات الدولة طوال الأشهر الماضية..

فكانت مظاهر عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية أو بالكمامة أو المسافات هى المشهد المسيطر على الشارع والمقاهى حتى بين الملقحين الذين اعتقدوا أن اللقاح حصانة أبدية من الإصابة، مما أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة فى شهر أكتوبر عام 2021 إلى 6 أضعاف أكتوبر 2020..

وفى هذا التحقيق ترصد الأخبار سلوكيات المواطن فى الشارع خلال هذه الأثناء وأبرز المبررات لذلك، وأخيرًا رأى الخبراء حول هذا الأمر.

مجهودات كبيرة بذلتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية من أجل التصدى للموجات المختلفة لـ «كوفيد 19»، ما بين إجراءات احترازية وتوفير لقاحات لكافة المواطنين، حتى أصبحت أسرع الدول فى تطعيمات كورونا وفقا لتصريحات الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية، والتى أكدت أن أسرع الدول فى المنطقة فى تلقيح مواطنيها هى مصر حيث إن لديها طاقة استيعابية كبيرة فى مسألة اللقاحات وستصل لـ40 مليون شخص حاصل على اللقاح قريبا».


إلا أنه بالرغم من تحقيق مصر لهذا الانجاز وحالة الاستقرار الكبيرة التى نراها فى الشارع المصرى، فإن إهمال بعض المصريين وامتناعهم عن ارتداء الكمامة أو سرعة التوجه للحصول على اللقاح، ألقى بآثاره على ارتفاع حالات الإصابة هذا العام مقارنة بالسابق، ففى محاولة لحصر أعداد الإصابات والوفيات على مدار «شهر كامل»، أحصت «الأخبار» الأعداد ما بين 26 سبتمبر إلى 30 أكتوبر خلال عامى 2020 و2021 مستعينة بالبيانات الرسمية لوزارة الصحة المصرية.


وكانت النتائج مفاجئة ففى الفترة من نهاية سبتمبر إلى نهاية أكتوبر ٢٠٢٠ بلغ إجمالى المصابين ٤٤٧٣ حالة جديدة، و٣٧٨ حالة وفاة، بينما بلغ المصابون فى المدة نفسها من عام ٢٠٢١ نحو ٢٨٩١٩ حالة والمتوفون ١٣٨٦ حالة، أى بزيادة تعدت الـ 6 أضعاف فى الإصابات و3 أضعاف الوفيات.


وتفصيلاً ففى ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٠ بلغت الحالات ١٠٢٧٣٦ والوفيات ٥٨٦٩ حالة لترتفع إلى ١٠٧٢٠٩ حالة إصابة و٦٢٤٧ حالة وفاة فى ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٠، بينما وصلت الحالات إلى ٣٠٠٩٤٥ حالة إصابة و١٧١٤٩ حالة وفاة فى ٢٦ سبتمبر ٢٠٢١ لترتفع على مدار شهر إلى ٣٢٩١٣٦ حالة إصابة و١٨٥٣٥ حالة وفاة فى أكتوبر ٢٠٢١.


تبريرات المواطنين


فى جولة أجرتها الأخبار فى الشارع برر المواطنون عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، بتهاون بعض المواطنين فى التعامل مع فيروس كورونا وعدم التزام المواطنين الكمامات والاقبال على تدخين الشيشة فى المقاهى، رغم مناشدات وزارة الصحة المتكررة للالتزام بالإجراءات الوقائية للحماية من العدوى.


فى البداية يقول وليد يوسف سائق ميكروباص، انه يشعر بأن الحياة عادت إلى طبيعتها بشكل كامل، وكانت فترة الالتزام بالإجراءات الوقائية وقت الحظر فقط ، وأغلب الناس لا تلتزم بالإجراءات الاحترازية ، فى بداية الأزمة كان هناك التزام من المراكز التجارية والمقاهى حيث كان يجلس على الطاولة ثلاثة أفراد فقط ولكن الآن كل ذلك اختفى، حتى انه وقت تشديد فرض عقوبة على عدم ارتداء القمامة، كنت بلبس الكمامة غصب عنى خوفًا من دفع غرامة مالية ، أما فى الوقت الحالى زحمة الشوارع كفيلة تموت أى حد حتى اذا كان يرتدى كمامة، وأشار قائلاً: أصبحت أشعر بأن فيروس كورونا اختفى تماماً، أما عن اللقاح يقول «أنا مش هموت نفسى بأيدى معظم الناس» خايفة «من تلقى اللقاح الحالى».


اضاف محمد عارف-موظف على المعاش-ان اغلب المواطنين يتهاونون فى الاجراءات الاحترازية ، والامر لا يقتصر فقط على المواطنين فى الأماكن العامة المفتوحة فقط، فهناك مؤسسات حكومية لا يرتدى فيها الموظفون كمامات ولا يطبقون أية إجراءات احترازية» ، أما عن اللقاح يقول «أنا راجل كبير فى السن وسمعت من بعض الجيران أن اللقاح يؤثر على المناعة وأنا سنى لا تتحمل مضاعفات اللقاح وإذا لزم الامر سأضطر الى اخذ اللقاح « لأن أزمة المتحور الجديد «أوميكرون « اصعب من الكورونا بمراحل.


تقول زيزى عيد - ربة منزل: أصبحنا متعايشين مع الكورونا ، حيث ارتدى الكمامة، وبعد قرار منع صرف المعاش لغير الحاصلين على لقاح كورونا توجهت الى وحدة التطعيم سريعا وتفاجأت من عدم وجود استمارة تسجيل وبعد ذلك ذهبت الى اقرب محطة مترو الانفاق للحصول على التطعيم لكى أتمكن من صرف المعاش.


اضافت دنيا محمود-طالبة جامعية: هناك فئة من الناس، ليست قليلة، لديها حالة إنكار وجود الخطر، وهؤلاء يستندون إلى أن حالات كثيرة كانت بين من يتبعون الإجراءات الاحترازية، ومنهم من أصيب ومنهم من مات بسبب الفيروس، مشيرة إلى أنه منذ ثلاثة شهور كنت فى الساحل الشمالى، وهناك اكتشفت غيابا كاملا لكل الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا لدرجة أننى شعرت بأنه لا يوجد خطر ولا فيروس ولا وباء».


أكد احمد عبد التواب موظف: ينتابنى إحساس بأنه لا يوجد فيروس كورونا عندما أكون فى الأماكن العامة، لا أرى التزاما بالاجراءات الاحترازية من تصرفات الناس المحيطة بى، ولا يقتصر الأمر على القاهرة، فقد سافرت مع اصدقائى الى الاقصر واسوان و شرم الشيخ، ولمست هناك أيضا غيابا كاملا للوعى.


كان من أبرز المبررات التى دفعت عدداً من المواطنين للتخلى عن الكمامة أو أى اجراءات احترازية هو اعتقادهم أن اللقاح يمنحهم مناعة كاملة أبدية ضد «فيروس كرورنا»، وهو ما نفته منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة فوفقا لتصريحات الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر فإن فترة مناعة الجسم بعد اللقاح هى من ستة أشهر إلى سنة، وشددت أنها لا تنصح حتى الآن بالحصول على الجرعة المنشطة لأن «عدالة التوزيع فى اللقاح لم تتم كاملة».


كما أنه لم يتم التأكد حتى الآن من فعالية اللقاحات الحالية مع متغير كورونا الجديد «أوميكرون»، والذى أدرجته منظمة الصحة العالمية على أنه متغير جديد لفيروس كورونا «يحتاج إلى الاهتمام»، وأنه قد أظهرت الدراسات الأولية أن سلالة الأوميكرون الطافرة تزيد من خطر إعادة إصابة جسم الإنسان بالفيروس.


وعالميا لا زال رؤساء شركات تصنيع اللقاح على عدم يقين من فعالية اللقاحات الحالية مع المتغير الجديد، فقد أكد الرئيس التنفيذى لشركة موديرنا الأمريكية لتصنيع اللقاحات ستيفان بانسيل، إن اللقاحات الحالية قد لا تكون ذات فعالية فى مواجهة سلالة أوميكرون الجديدة، وإن تطوير لقاح جديد سيستغرق شهورا، وأوضح فى مقابلته الأخيرة مع صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية إن البيانات الخاصة بمدى فعالية اللقاحات الحالية ستتاح فى الأسبوعين المقبلين، لكن العلماء ليسوا متفائلين.


أما ألبرت بورلا ، الرئيس التنفيذى لشركة فايزر الأمريكية لصناعات الأدوية ، أشار فى مقابلة مع شبكة «سى إن بى سي» التليفزيونية الأمريكية إلى أنه «لا يزال هناك الكثير من الغموض» بشأن المتحور الجديد، كما أشار مؤخرا إلى أنه واثق من أن الحبوب التى طرحتها الشركة «باكسلوفيد» والتى طورتها الشركة لعلاج المصابين بكورونا، قادرة أيضًا على التصدى والحماية من المتحور الجديد.


ضرورة قصوى


ردا على تبريرات المواطنين لعدم التزامهم، تواصلت الأخبار مع د.ماهر الجارحى، استشارى الأمراض الباطنة والحساسية أن مبررات المصريين ليست لها دليل علمى وما هى إلا محض معلومات خاطئة تدفعهم للإهمال فى الحرص على صحتهم وصحة من حولهم.


وأكد الجارحى أنه بالرغم من عدم وصول متغير «اوميكرون» لمصر حتى الآن إلا أن ذلك لا يعنى أن نهمل فى الحصول على جرعات اللقاح اللازمة، خاصة وأن الفيروسات تنشط فى فترة الشتاء، موضحا أن الدولة تبذل كل جهدها من أجل توفير اللقاح فى كل المنافذ لكافة الفئات، وأنه على المواطنين أن يدركوا أهمية اللقاح فى تخفيف مضاعفات الإصابة لكورونا وهذا ما لمسه كافة الأطباء على المرضى فى الفترة الأخيرة، فمن أخذ اللقاح من قبل لم يعان من مضاعفات كغيره كما أن سرعة استجابته للعلاج كانت أسرع حتى إذا كان كبيرا فى السن..

وأشار الجارحى إلى أن التخلى عن الكمامة بحجة الحصول على اللقاح من قبل، أو إهمالا من المواطن فهو أمر غريب وعلى الجميع أن يرفعوا وعيهم بخصوص استخدام الكمامة فبعيدا عن كورونا فالكمامة تحمى الإنسان فى فصل الشتاء من الفيروسات المختلفة التى يمكن أن يكون مصابا بها فى أى وقت.


وأنهى حديثه قائلا «فصل الشتاء تنشط فيه الفيروسات لذا الحصول على اللقاح والالتزام بالكمامة ضرورة قصوى من أجل عدم تفاقم الأمر مستقبلا».
 

إقرأ أيضاً|رئيس جامعة بنها يشدد على الالتزام بالإجراءات الإحترازية في الامتحانات