همسات أرواح

سر إلهي

سارة شوقي
سارة شوقي

‏لا يُمكنك إكتشاف مدى عظمتك من مجرد ظروف إعتيادية، أنت عظيم بمدى صعوبة التجارب التي خٌضتها، سواء نجحت أو لا زالت تفشل ، وحدها الصعوبات التي تجعل منا أشخاص لديهم صندوق أدوات للتعامل مع أيّ شيء قادم .


كثيراً ما نظن أن ما نمر به ونشعر به أقسي من أن يحتمله الآخرين، لكن لسنا وحدنا، فكثيرون يشاركونا الألم والأحاسيس لأنهم قد اختبرو تلك الظروف ذاتها.
‏الصمت والابتسامة والثبات في وجه الصعوبات تجعل منا أناس أقوي لا تغلبهم الضيقات والصدمات والأوقات الحالكة. 


ان الصعوبات تجعل منا اشخاصًا اشد صلابة وقوة اشخاص قادرين على التحمل والتقدم والنجاح ، ربما هي تركيبة بشرية خلقها الله فينا جعل لنا الصعوبات و خلقنا قادرين على تحملها ، كل منا يبتلى بما ينقصه ليصبح مؤهلًا لاستقبال وفهم خبايا الحياة . 


ربما لم تكن الحياة صعبة كما صور لنا ربما تحتاج القليل من الوعي والإدراك والرضا وبعض التأمل والانعزال .
ربما هناك صور اخرى واشياء لم نتمكن من رؤيتها، فلنترك انفسنا ونتعمق في اعماق الحياة لنصل إلى مفاتيح الحياة .
او ربما هي افكارنا السوداوية التي كونت غمام فتدمرت اساس بيوتنا الهشة ، وحين اشرقت الشمس لم نجد سوى الدمار .
ولكني ارى في الحياة التفائل والامل ما يجعلني استمر في تأسيس منزل متين وإنشاء حديقة الزهور.
يملأني الألم والحزن دائمًا ولكن تروي دموعي زهور بساتيني فتخرج قوية صلبة شائكة صعبة الوصول قادرة على مواجهه العواصف والامطار .
جميعنا قادرين على تحويل خرابنا الى قصور خلقنا الله متساوين موحدين به هو الواحد الاحد خالق الانسان القادر على كل شئ .
وحده يختار لنا الخير وحده الذي عند ظنونا به 


لم يخلقنا الله ل نرى التعب والمشقة فهو وحدة الرحيم بنا عالم بسر امورنا قادر مدبر احوالنا كاشف همومنا رغم معصيتنا يسترنا نغضبه ويغفرلنا ورغم الاذى يمر الذي مر وتبقى اثاره عالقة بين ضلوعنا ولكن يبقى الله معنا في كل حين جابرًا للخواطر .


هو حبيبي ورفيقي وسندي وملجأي الوحيد.

 وكما قال ابن الجوزي: 
رأيت نفسي تأنس بخلطاء نسميهم أصدقاء، فبحثت بالتجارب عنهم؛ فإذا أكثرهم حساد على النعم، وأعداء، لا يسترون زلة، ولا يعرفون لجليس حقا، ولا يواسون من مالهم صديقا. 
فتأملت الأمر، فإذا الحق سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل له شيئا يأنس به، فهو يكدر عليه الدنيا وأهلها، ليكون أنسه به. 
اهـ. من صيد الخاطر.

كنت اتعجب حين اسمع ان الله يغار على قلب العبد وأتسأل كيف يخلق الله الانسان ويسكر قلوب عبادة على احبتهم لمجرد الغيرة ورفض التعلق حاشاه لله، واتسال كيف يخلق الله الحب ويمنعنا منه ولكن وجدت الاجابة في كل شئ يحدث حولي في كل الاشخاص والمواقف .

واضاف ابن القيم:
خلقتك لنفسي، فلا تلعب، وتكفلت لك برزقك فلا تتعب. يا ابن آدم اطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا خير لك من كل شيء. 
ويغار على لسانه أن يتعطل من ذكره ويشتغل بذكر غيره، ويغار على جوارحه أن تتعطل من طاعته وتشتغل بمعصيته. 
فيقبح بالعبد أن يغار مولاه الحق على قلبه ولسانه وجوارحه !
وهو لا يغار عليها.
وإذا أراد الله بعبده خيرًا سلط على قلبه وإذا اشتغلت جوارحه بغير طاعته، ابتلاها بأنواع البلاء، وهذا من غيرته سبحانه وتعالى على عبده .
اهـ. روضة المحبين.

ان قلوبنا اذا امتلأت بحب الله هانت جميع الاحزان فحب الله ان ملأ قلبك عوضك عن كل الآلم، ان تجعل الله داخلك دائمًا محاوطك في كل الايام ان تصل إلى الزهد عن كل ما يشغل الانسان ويتصل قلبك به وحده سبحانه وتعالى فترى النور يملأ قلبك فتستنير بصيرتك التي انغمست في ظُلم الايام ، فينير الله طريقك ويجمعك بأشباهك فتنكشف لك أسرار الوجود وتمتلك مفاتيح الاخزان وستصل إلى نهاية المشوار وقتها فقط ستصل إلى اجابة لماذا خلق الله الانسان ؟

فما دام قلب العبد مشتمل على محبة الله يصل إلى مرحلة الايمان بأن كل ما هو من عند الله خير 
فهو يعبده ويقبل على طاعته ويكفر بما دونه هو سر إلهي وقاعدة ذات صلة بأحد أصول الإيمان ن .

وكما قال ابن تيمية: "فمحبة الله ورسوله وعباده المتقين تقتضي فعل محبوباته وترك مكروهاته والناس يتفاضلون في هذا تفاضلًا عظيمًا فمن كان أعظم نصيبًا من ذلك كان أعظم درجة عند الله".

تأخذنا دوامة الأحزان فتعصف على قلوبنا تتغير ملامحنا وتتغير افكارنا ولكن نظل مؤمنين بأن كل ما هو من عند الله خير لنا ، حين يشاء الله يستبدل أسبابًا ب أسباب وحين يشاء الله يغلق أبوابًا ويفتح ابواب ، فلنكن راضين وكأنما نملك كل شئ فكل ما يكتبه الله لنا الطف مما نشاء، ف الحمدلله حمدًا تطمئن به ارواحنا حمدًا يزيد معه رضانا الحمدلله حمدًا يليق بخالقنا الحمدلله على كل شئ.