سنة على «بايدن» في البيت الأبيض.. بعيون عربية

محمود عباس أثناء لقائه مع بلينكن وزير الخارجية الامريكى فى رام الله
محمود عباس أثناء لقائه مع بلينكن وزير الخارجية الامريكى فى رام الله

لعل القراءة المتأنية للموقف الأمريكى تجاه القضية الفلسطينية خلال عام على تولى جون بايدن الرئاسة يكتشف وبسهولة شديدة أنها حريصة كل الحرص على عدم الانخراط بشكل جدى فى تناول الأزمة عازفة عن الخوض فيها، وتحاول علاج بعض الكوارث التى قامت بها إدارة ترامب الجمهورية.

التغيير الوحيد فى مواقف الإدارة تزامن مع معارك سيف القدس واندلاع المواجهات العسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وفى القلب منها حماس وإسرائيل وقدرة تلك الفصائل على فرض معادلة جديدة فى الصراع بعد وصول صواريخها الى كافة المدن الإسرائيلية خاصة تل أبيب حيث لم تهتم الإدارة ببداية الأزمة عندما قررت سلطات الاحتلال إجلاء سكان الشيخ جراح ومنع المصلين والاعتداء عليهم داخل المسجد الأقصى مما ساعد على تفاقم الوضع بعد تهديد حماس لها وبدأت المواجهات فى العاشر.

من مايو الماضى حيث أنهت الإدارة حالة الإهمال والخوف من التورط فى الأزمة إلى الانغماس المباشر فى الأزمة عن طريق استثمار أطراف فاعلة فى المنطقة خاصة مصر فى التوصل إلى وقف إطلاق النار وهو ما نجحت فيه بالفعل فى ليلة ٢١ مايو.

وخلالها قام الرئيس بايدن بالاتصال بقادة المنطقة خاصة الرئيس عبدالفتاح السيسى شاكرا له جهود مصر فى هذا المجال وهو ما فعله مع أطراف أخرى ومنها محمود عباس كما قام بارسال وزير الخارجية انتونى بيلنكن الى المنطقة فى زيارة استمرت يومين زار خلالها القاهرة وعمان وتل ابيب ورام الله فى محاولة لبناء تفاهمات ترسخ لوقف إطلاق النار دون التخلى عن الفكرة الحاكمة التى تكشف عن حقيقة السياسية الأمريكية والتى أعلنها بنفسه وهى أن الوقت غير مناسب للانخراط فى ممارسة الضغوط باتجاه حل الدولتين يومها أعادت واشنطن الإعلان .


أما قبل هذا التاريخ وبعده فظل الموقف على حاله لم يتبدل أو يتغير فقد اقتصر التغيير فى المواقف على بعض الخطوات المحدودة دون ان يمثل ذلك تغييرا كبيرا فى السياسات الاساسية حيث اعلن فى بداية دخوله البيت البيضاوى فى يناير من العام الماضى عن حزمة من الاجراءات والمواقف انه يختلف عن سابقه.. كما كان واضحا منذ البداية ان ادارته لن تسعى ابدا للوساطة بين الطرفين مع اتخاذ مواقف مختلفة عن ادارة ترامب منها الاعلان عودة تدفق ضخ المساعدات الامريكية الى البرامج الاقتصادية والتنموية والإنسانية للشعب الفلسطينى والعزم على إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن والذى اغلقه سلفه ترامب وإعادة فتح قنصلية القدس الشرقية لتسهيل التعامل مع الفلسطينيين وكلها أمور تبدو محدودة.


أمريكا كما قال بايدن فى كلمته فى سبتمبر الماضى أثناء انعقاد أعمال الدورة السنوية للأمم المتحدة أنها تؤمن امن اسرائيل وهى لاتختلف فى ذلك مع كل الادارات السابقة سواء كانت من الجمهوريين او من الديمقراطيين وانها مع دعم حل الدولتين دون ان تقوم بأى اجراء للسعى الى ذلك بل احال الامر.. خلاصة القول انه وبعد عام فان واشنطن تقوم بادارة الصراع دون وجود رغبة او نية لطرح حل نهائى للازمة.

اقرأ أيضا | الكونجرس يوافق على زيادة ميزانية الدفاع