مليون قُبلة.. رسائل «خاصة جدًا» بين شادية وعماد حمدي

شادية وعماد حمدي
شادية وعماد حمدي

لُقب عماد حمدي  بفتى الشاشة الأول ووقع في غرامه جميلات السينما المصرية، خلال فترة الخمسينيات والستينيات، تزوج من 3 سيدات، إحداهن دلوعة السينما شادية، والتي ارتبط بها وأحبها منذ الوهلة الأولى حينما وقعت عينه عليها، بعدما تسلل إلى قلبها المحطم والمنكسر، وذلك عقب خسارة حبيبها الأول.

 

كانت قصة الحب بين عماد حمدي وشادية «فريدة من نوعها»، فقد كانا يعملان معا في فيلم أقوى من الحب، وحدث أن سقطت أثناء تصوير المشهد، فبادر عماد بمساعدتها دون تردد، وبهذه الطريقة تسلل لقلبها رغم فارق السن بينهما، وفد انفصل عن الفنانة المسرحية فتحية شريف رغم إنجابه منها ابنه «نادر».

 

واستمر زواج الفنان عماد حمدي وشادية حوالي ثلاثة أعوام رغم رفض عائلتها لأنه يكبرها في العمر بحوالي 22 عاما، وقد تمت الزيجة في عام 1953.  

 

وفي أول زواجهما واجه مشاكل والسبب نفقة زوجته السابقة فتحية شريف التي بلغت آنذاك ألف جنيه مصري، ما عجل بإنهاء زواج شادية وعماد حمدي، بعد أن دبت الخلافات بينهما، بسبب غيرة عماد الشديدة، بحسب ما نشرته مجلة الاتنين والدنيا في خمسينيات القرن الماضي.

 

جوابات غرامية 

 

احتفظت العلاقة بين عماد وشادية برسائل حب متبادلة بينهما، فكتبت له شادية في جواب غرامي له: يا عماد أن قلبي اختارك من بين عشرات ممن طرقوا بابه، وحاولوا أن يقتحموه، أما حيثيات الاختيار فهي سر من أسرار عمري.. لن أبوح به لواحدة حتى لا تخطفك مني، ولن أبوح به لواحد حتى لا يقول: «مجنونة!»

 

حيثيات يا عماد تتعلق بخلقك الكريم ودماثتك، ولكني بعد أن أظلنا سقف واحد استطعت أن أعرف المزيد عنك! .. استطعت أن أعرف أنك شديد الحب للناس، مبالغ في ثقتك بهم.

 

أرجو – وليس هذا من قبيل الغيرة – أن تقتصد في الحب وتقتصد في الثقة فالدنيا لم يعد فيها كل الأنقياء الذين تتخيلهم، ويجب أن يكون للثقة حدودها ومبرراتها أما أنت فتمنح الثقة مطلقة وبلا أسباب !

 

وأنت يا عماد لا توفي جسمك حقه من الراحة، لأنك تعمل كثيرا ولا ينال منك التعب، وتعود للبيت فتقرأ كثيرا، أو تخلق أعمالا تضيع بها الوقت، ولم أرك يوما مسترخيا تحلم أو نائما في غير الآوان.

 

 

وزملاؤك من أهل الفن لا يستيقظون قبل أن ينتصف النهار، وأدهش لك لأنك تصحو قبل أن يتنفس الصباح، وتسبق الناس إلى المواعيد التي تضربها لهم، وتجاملهم ولو على حساب راحتك.. ارحم نفسك يا عماد، وخذ قسطك كاملا من متعة الدنيا وبهجة الحياة !

 

ولا تنس يا عماد أنك زوج وفنان، وأن عليك أن تضع صفتك كزوج قبل صفتك كفنان، ومعنى هذا أن توفي زوجتك التي هي أنا حقوقها عليك، تخرجان للنزهة وتذهبان في رحلات قصيرة أو طويلة حسبما تسنح الفرص وتسند رأسك وتشكو لزوجك ما بك وتفضي لها بما عندك، فستجد عندها – أقصد عندي – دائما قلبا متفتحا ليبذل لك الحب ويخفف عنك المتاعب.

 

وأنا أعرف أن عملك يحتم عليك أن تعرف هذه الفتاة وتلك ولا بأس من هذا عندي، فالأمر أمر ثقة، وثقتي فيك لا تحد.. وأنا أيضا أصادف نفس ما تصادف، إذ يحتم عملي أن أتعرف إلى هذا وذاك، ويقيني أن ثقتك في لا تحد. 

 

إذا، تعال نتعاهد على ألا تفسد الوشاية الرخيصة الثقة المتبادلة بيننا، وتعال نصم الآذان عما يعوق الناس، فالحاسدون يقتلهم غيظا أن يروا موكب السعداء ونحن فيه!.. هذه يا عماد بعض خواطري أردت أن أبوح بها لك.. فهي نابعة من أعماقي، منبعثة من حبي.. وإليك تحياتي.. ومليون قبلة !

 

أما رد عماد فجاء:

 

شادية.. اخترت أن أقول «زوجتي شادية» فقط، لأنني لا أريد أن أقول زوجتي العزيزة.. فكلمة العزيزة ليست تكفي، ولأنني لا أريد أن أقول زوجتي ومهجة قلبي وقرة عيني.. فهذا كلام شعراء يرصعون به خطاباتهم ولو لم يقصدوا معانيه!

 

ولكني اخترت أن أقول «زوجتي» فقط، لأن فيها كل المعاني السامية التي يعنيها الرباط المقدس، وكل ما يترتب على المشاركة الأبدية من حب وتفان وإخلاص.

 

زوجتي شادية.. تعلمين يا شادية أنني كنت أقدرك كفنانة تخلص لعملها، ثم انقلب تقديري لفنك إلى حب لك، لأنني أعرف أن من في طبعها الإخلاص، تتمسك به في كل أمور حياتها.. تخلص كزوجة، وتخلص كأم، وتخلص بأي صفة تختارها لنفسها، وبعد شهور يا شادية تصبحين أماً، وأنت الآن زوجة، وأحسب أن الإخلاص للفن قد يتعارض مع الإخلاص لواجبات الأم.

 

إذ ذاك أشير بأن تبذلي أقصى الجهد للأمومة، وتصرفي أكثر الاهتمام للبيت، فهو جنتنا وعش حبنا، وسعادتنا فيه أضعاف أضعاف سعادة المجد والشهرة!

 

وأنا أعرف أن عقلك لن يجد مشقة في سبيل التوفيق، وإعطاء ما للفن للفن، وما للبيت للبيت.. وأعتقد أن عملك في السينما قد علمك الكثير، فنحن في كل يوم نقف أمام الكاميرا لنلقي للناس بالعبر والعظات، التي يجب أن نطبقها نحن، ولقد عرفت كيف يجب أن ينشأ الأطفال.. فافعلي، واجعلي منهم – وأعتقد أنهم سيكونون كثرة – رجالا وفتيات نفخر بهم وبهن! 

 

 

وعليك أيضا أن تقرأي كثيرا.. فالعلم ماء وهواء، ولا تقولي لي في عصبيتك المحبوبة أن متعلمة، فأنا أعلم هذا، ولكني أعلم أيضا أن العلم بحر واسع المدى، لا تبلغ العين مداه، ولا يسبر العقل غوره!.. وعلينا أن نستفيد من أخطاء الماضي ولكل إنسان في ماضيه أخطاء، ووراءه قصة فشل فلنجعل من الماضي درسا، ولنتخذ من عبر الفشل وسيلة للنجاح.

 

هذا يا شادية، ما أردت أن أقوله، وعندي لك الكثير، ولكني لن أبوح به كله أمام القراء والقارئات.. لك حبي ولك قلبي.

 

أما النهاية في علاقة شادة وعماد فقد جاءت بعدما «صفعها» أمام أصدقائهما في إحدى الحفلات، وبالفعل قررت شادية الانفصال عام 1956 رغم محاولات عماد حمدى للرجوع لها، ولكن كان الانفصال في الحياة العامة فقط، واستمرت في السينما، وتحولت علاقتهما إلى زمالة عمل واشتركا في عدة أفلام بعد الانفصال منها «ارحم حبي» و«المرأة المجهولة».

 

لكن مشهد طلاقهما لا يمكن نسيانه فبعد أن وقع عماد وشادية على وثيقة الطلاق في منزل والد شادية المهندس بوزارة الزراعة وهو كمال الدین شاکر كان مندوب جريدة الأخبار حاضر معهم وسجل لحظة بكاء شادية فيما كان عماد حمدي يجفف دموعها، وعندما يبكي هو كانت شادية تجفف دموعه.

 

وبعد توقيعهما لإنهاء الإجراءات المالية التي يعقبها الطلاق عند المحامي نظرا لبعضهما البعض في ألم وحسرة شديدة ونسيا وجود المحامي ومندوب الأخبار وتبادلا قبلة الوداع الدامعة، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 16 مايو 1956.

 

انصرفت شادية من مكتب المحامي وحدها، حيث قضيت الليلة في منزل عائلتها، بينما انتظر عماد حمدي بعض الوقت ثم الصرف وهو يبكي كطفل كبير قائلا: أنا لا أدري إلى أین سأذهب؟!

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم