«كنا واحد».. الإنسانية في مواجهة المجهول

الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته
الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيدة قرينته، الأسبوع الماضى العرض الافتتاحى لمسرح شباب العالم من خلال مسرحية «كنا واحد»، فى إطار فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، قاد العرض المخرج الكبير خالد جلال، بمشاركة فريق يضم فنانين شباب مصريين من طلاب وخريجى مركز «الإبداع الفني» ومختلف الجامعات، بالإضافة إلى فنانين متعددى الجنسيات من الولايات المتحدة الأمريكية، والسويد، وروسيا، والبرازيل، وتونس، والمغرب، ومالاوي، وطاجيكستان، والبرتغال، وصربيا، وبيرو، واندونيسيا، واليمن.

مسرحية «كنا واحد» استعرضت الحالة التى آلت إليها الإنسانية، حيث شوهت الأحداث المتلاحقة والحروب الفطرة الأصلية للإنسانية المحبة للسلام، وفى مواجهة «المجهول الجديد» الذى يمثل تحديًا عالميًا يطرح مقدمو العرض تساؤلاً مفاده هل ستنتصر الإنسانية على الخلافات والصراعات العالمية أم لا؟.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، استمرت الورش التحضيرية للشكل النهائى للعرض، واستعداد الفريق للوصول إلى أداء فنى صادق وثرى يعبر بعمق عن منتدى شباب العالم ومحاوره الأساسية التى تعلى قيم السلام والإبداع والتنمية.

وفي تصريحات خاصة لأخبار الأدب، قال المخرج خالد جلال إن هذا العمل «كنا واحد» يعتبر ثالث عمل مسرحى يقدمه على مسرح منتدى شباب العالم، سبقه فى الدورات السابقة تقديم «الزائر» ثم «المحاكمة» وفى الأخير نال التكريم من الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأشار خالد جلال إلى أن التحدى الحقيقى فى هذا العمل كان التعامل مع هذا العدد الكبير من الشباب من 15 دولة من عدة قارات، يتحدثون لغات مختلفة، «مطلوب منك أن تخرج عملا يشاهده رئيس الجمهورية وضيوفه من شتى أنحاء العالم فى منتدى شباب العالم»، وقال إن الأمر استلزم تنظيم ورش عمل وورش كتابة وارتجال مكثفة لمدة أسبوعين قبيل انطلاق أعمال المنتدى.

وأضاف أن المشاهد التى ظهرت فى العرض كانت نتيجة ارتجال الشباب، وكان يقوم بمساعدة وحيد أسامة وعماد عبد المحسن، وبالتعاون مع الشاعر محمد بهجت قمر بإعادة كتابة ما يتم ارتجاله، وتنسيقه وتنقيحه لكى يخرج بالصورة التى ظهر بها فى العرض ونال استحسان الجميع.

وردًا على تحد تنظيم وإخراج عمل أبطاله يتحدثون لغات مختلفة، قال «جلال»: «هذه هى آلية ومنهج عملى، فأنا أترك كل مشارك فى العمل يتحدث بلغته، دون ترجمة ولكن السياق العام والأداء المسرحى سوف يمكن الحضور من فهم الرسالة ببساطة، مثلا مشهد التضرع إلى الله لكى يرفع عنا الوباء الذى كان بالعربية، ثم أعقبه دخول الشباب من كل بلاد العالم يتضرعون إلى الله كل يدعو بلغته، مثل هذه المشاهد لا تحتاج الى ترجمة».

وقال إن هذا العمل وعلى مدار 45 دقيقة سعى إلى استعراض توحد دول العالم لأول مرة لمواجهة وباء عالمى أجبر الجميع على البقاء فى منازلهم، وفى مواجهة خطر الموت، مشيرًا إلى أنه تمت معالجة الفكرة، لتبدأ منذ خلق الله آدم عليه السلام ثم حواء، ثم ظهور الحدود ونشوب الصراعات، ثم الإرهاب والتنمر، إلى أن وصل الحال بالبشرية إلى هذا الوباء الذى اكتشفنا جميعا على اختلاف عقائدنا ودياناتنا ولغاتنا أنه لا مخرج لنا منه إلا باللجوء إلى الله الخالق لكى يحمينا من هذا الخطر الذى يتهدد الجميع.. وكان لابد من تطعيم هذه الفكرة بمشاهد كوميدية لإيصال الفكرة مثل مشهد الخبير الذى يشرح كيفية ارتداء «الماسك» وهو بالمناسبة من ضمن المشاهد التى نالت استحسان الرئيس.

كما تعرض العمل لمشكلة الشائعات بصورة ساخرة: شائعة أن كورونا يموت فى الجو الحار، ومرة ثانية يموت فى الجو البارد.. إلى غير ذلك من المشاهد، ملخصها أنه لا بديل عن توحدنا جميعا، سواء على مستوى الوطن الواحد أو على مستوى دول العالم، لمواجهة هذا الخطر المحدق بالجميع.

شارك فى المسرحية كل من وحيد أسامة وعماد عبد المحسن ومحمد بهجت، عمرو عبد الله «الديكور»، والأزياء مروة عودة، والألحان أحمد كيكار، وأحمد طارق يحيي، والمخرج المنفذ علا فهمى فاروق الشريف والاء على وياسمين سمير وياسمين السراج «فريق تصميم الاستعراضات» وكريم شهدى «الموسيقى التصويرية». 


كما شهد مسرح شباب العالم فى نسخته الجديدة تقديم مجموعة من الشباب أغنية بـ خمس لغات مختلفة، كما قدم الساحر الفرنسى مولا عرضًا ترفيهيًا،  فى حين قدمت فرقة «نودولوفو يوث شوا» الأفريقية الشهيرة من جنوب أفريقيا عرضًا غنائيا استعراضيًا، حيث تضم تلك الفرقة مجموعة من المواهب الشابة الرائعة التى تجمع بين الرقص والغناء فى إطار استعراضى مبهج، وقدمت مجموعة مميزة من الأغانى المشهورة عالميًا.

افتتاح مسرح منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة، جاء تحت شعار «الفنون لإحياء الإنسانية»، حيث تُقدم العديد من العروض الحصرية والجديدة، استكمالًا لمسيرة النجاح التى حققها المسرح فى عروضه السابقة.

ومسرح شباب العالم هو نقطة التقاء جديدة أسسها الشباب من أجل الشباب؛ تجمع الفنانين الواعدين من جميع أنحاء العالم لتقديم مواهبهم الفائقة والتعبير عن ثقافاتهم عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية. 

وانطلق مسرح شباب العالم فى نسخته الأولى بمنتدى شباب العالم لعام 2018 وحقق نجاحا غير مسبوق مما دفع بإدارة المنتدى بتكرار التجربة فى النسخة الثانية من مسرح شباب العالم عام 2019، وعلى مدار عامين ضم مسرح شباب العالم 300 موهبة من 27 جنسية مختلفة وقدم 44 عرضًا، كما استضاف المسرح أكثر من 127 جنسية، وقد تقرر عقده فى نسخته الثالثة لعام 2021، حيث يعد مسرح شباب العالم بمثابة منصة إبداعية لشباب العالم لعرض أفكارهم وقضاياهم ومناقشة مشكلاتهم وخلق مساحة من التفاعل وعرض الحلول من خلال العروض الفنية والثقافية.

اقرأ ايضا | منتدى شباب العالم| خالد جلال: إشادة الرئيس السيسى بعرض «كنا واحد» تقدير لدور الفن