بيني وبينك

عشر نساء وكاتبة

زينب عفيفي
زينب عفيفي

بقلم/ زينب عفيفي

المرأة أكثر المخلوقات قدرة على التحول إلى شخصيات متعددة، بحكم طبيعتها، فهى الأم والزوجة والابنة والأخت، وعندما تحب فإنها تتحول إلى خمسين شخصية فى وقت واحد، وقد تتقلب ما بين لحظة وأخرى إلى امرأة طيبة وحنونة، شرسة، لطيفة، عاصية، منتقمة، مستسلمة وشخصيات تتفجر منها دون أن تعلم عنهن شيئا!، ربما تكتشف نفسها أكثر فى حالات الغضب والفرح والحزن والألم، ومن هنا كان لها أعداء وعشاق قد يجتمعون فى شخص واحد!
 إنها لغز كما وصفها الأدباء!

إذا كانت المرأة كاتبة فهى تستطيع أن تخرج ما بداخلها فى حالة صدقها مع ذاتها وهى حالات تحدث للمرأة المبدعة دون الأخريات وهذا من حسن حظها.
 الكاتبة التشيلية مارثيلا سيرانو، فى روايتها «عشر نساء» وصفها كارلوس فوينتيس بأنها شهرزاد العصر، لأنها تدور حول تسع نساء لا يعرف بعضهن بعضا، طباعهن مختلفة، اجتمعن بصحبة امرأة عاشرة تعمل «معالجة نفسية» تسرد كل منهن قصة حياتها للأخريات، بينما العاشرة وهى التى رتبت لهذا التجمع هى الخيط المشترك بينهن، تؤمن بأن جراحهن لن تطيب إلا عندما يبدأن بكسر أغلال الصمت. كل واحدة تحمل عبئا من الخوف والشك وعدم الأمان والوحدة، لكن ما يبعث فيهن الطمأنينة هو إحساسهن بأنهن معا، استطاعت الكاتبة أن تفرقهن وتجمعهن فى عمل أدبى واحد، حيث رأت كل منهن على حدة، ممثلة فى وجوه كل نساء العالم اللاتى غالبا ما يجتمعن فى واحدة هى الكاتبة نفسها!

كلهن وجوه متعددة لوجه واحد هو وجه حواء بشكل ليس له علاقة باللون أو الديانة أو بالوطن نساء العالم اتحدن بالفعل ليس على طريقة ماركس، ولكن على طريق ما رثيلا للوقوف فى وجه الرجل.