لا يمكن بأي حال أن نمر مرور الكرام على الأحداث التي حدثت طوال الأسبوع الماضي، إذ فقدت مصر والوطن العربي ثلاثة نجوم كبار، نجوم أثرت في المجتمع المصري والإقليمي بحالٍ جعلوهم يستحقون أن يظلوا في قلوبنا رغم رحيلهم عنا. لقد رحل عن دنيانا نجم الموسيقى والغناء العربي الأصيل الفنان الكبير الخلوق أحمد الحجار والذي عاش في هدوء، في محرابه في الموسيقى العربية الأصيلة وتصويغها كي تتماشى مع الذوق العام في ربوع الوطن العربي ولمستمعي الطرب الأصيل، إذ عاش راهبًا وعاشقًا لعوده وفنه، ينظم ويلحن ويوزع ويساند كافة المواهب التي طرقت بابه، في زمن كثرت فيه ألوان الموسيقى الهابطة، وبقى هو على عهده الأولى الذي نشأ عليه هو وشقيقه الفنان الكبير علي الحجار تحت رعاية والدهما الموسيقار الكبير المرحوم إبراهيم الحجار، ليصير علامة هامة في عالم الفن.
لقد رحلت عن دنيانا نجمة الغناء والتمثيل الفنانة الكبيرة مها أبو عوف، والتي أمتعتنا في الماضي بغنائها الجميل في فرقة الفور إم مع شقيقاتها وشقيقها الراحل الكبير عزت أبو عوف، وتوجهت من بعدها للسينما والدراما لتقدم لنا أدوارًا بعيدة كل البعد عن البطولة والتفرد، بل حرصت طوال مسيرتها الفنية على العطاء في جوهر العمل، فقدمت أدوار الخطيبة، والفتاة المدللة، والأم والحماة، وتنوع أدائها في تلقائيته اللطيفة والتي كانت دومًا آسرة لقلوب المشاهدين ومستمدة من طبيعتها المائلة للطيبة وحب الحياة.
لقد رحل عن دنيانا نجم الصحافة والإعلام الأستاذ وائل الإبراشي بعد صراعه مع مرض الكورونا اللعين، بعد مسيرة حافلة بالقضايا والصراعات التي خاضها بنبل فارس إعلامي كبير لا يهاب، ففتح العديد من القضايا الحساسة والساخنة في زمن كانت فيه الصحافة مكممة، وكان يتبنى القضايا الإنسانية من خلال المنصات الصحافية والإلكترونية، بل كان يتبوأ منبره التلفزيوني كي يعرض ما لم يتمكن غيره من عرضه، فكان هو الشجاع الذي لم يخشى سوى وصول الحق لأصحابه، هو من خاض في شأن فساد الحكومات السابقة، وهو من تحدث عن قضايا مرضى الإيدز، وقضايا الهاربين في لندن وغيرها، كل هذا تحت تهديدات عدة لم يبالي بها، ليصير هو المحب لوطنه والمساهم في قضاياه، رحم الله الأستاذ الكبير وائل الإبراشي. وإن رحلت تلك النجوم الغالية فلن يعزينا سوى ذكراهم العطرة فيما قدموه لنا عبر مسيراتهم!!