وتساقطت النجوم

هيثم مصطفى
هيثم مصطفى

‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬أن‭ ‬نمر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭ ‬على‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬طوال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬إذ‭ ‬فقدت‭ ‬مصر‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬ثلاثة‭ ‬نجوم‭ ‬كبار،‭ ‬نجوم‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬والإقليمي‭ ‬بحالٍ‭ ‬جعلوهم‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬يظلوا‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬رغم‭ ‬رحيلهم‭ ‬عنا‭. ‬لقد‭ ‬رحل‭ ‬عن‭ ‬دنيانا‭ ‬نجم‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬العربي‭ ‬الأصيل‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬الخلوق‭ ‬أحمد‭ ‬الحجار‭ ‬والذي‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬هدوء،‭ ‬في‭ ‬محرابه‭ ‬في‭ ‬الموسيقى‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة‭ ‬وتصويغها‭ ‬كي‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬ولمستمعي‭ ‬الطرب‭ ‬الأصيل،‭ ‬إذ‭ ‬عاش‭ ‬راهبًا‭ ‬وعاشقًا‭ ‬لعوده‭ ‬وفنه،‭ ‬ينظم‭ ‬ويلحن‭ ‬ويوزع‭ ‬ويساند‭ ‬كافة‭ ‬المواهب‭ ‬التي‭ ‬طرقت‭ ‬بابه،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كثرت‭ ‬فيه‭ ‬ألوان‭ ‬الموسيقى‭ ‬الهابطة،‭ ‬وبقى‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬عهده‭ ‬الأولى‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬وشقيقه‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬علي‭ ‬الحجار‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬والدهما‭ ‬الموسيقار‭ ‬الكبير‭ ‬المرحوم‭ ‬إبراهيم‭ ‬الحجار،‭ ‬ليصير‭ ‬علامة‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬رحلت‭ ‬عن‭ ‬دنيانا‭ ‬نجمة‭ ‬الغناء‭ ‬والتمثيل‭ ‬الفنانة‭ ‬الكبيرة‭ ‬مها‭ ‬أبو‭ ‬عوف،‭ ‬والتي‭ ‬أمتعتنا‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬بغنائها‭ ‬الجميل‭ ‬في‭ ‬فرقة‭ ‬الفور‭ ‬إم‭ ‬مع‭ ‬شقيقاتها‭ ‬وشقيقها‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬عزت‭ ‬أبو‭ ‬عوف،‭ ‬وتوجهت‭ ‬من‭ ‬بعدها‭ ‬للسينما‭ ‬والدراما‭ ‬لتقدم‭ ‬لنا‭ ‬أدوارًا‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬البطولة‭ ‬والتفرد،‭ ‬بل‭ ‬حرصت‭ ‬طوال‭ ‬مسيرتها‭ ‬الفنية‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬في‭ ‬جوهر‭ ‬العمل،‭ ‬فقدمت‭ ‬أدوار‭ ‬الخطيبة،‭ ‬والفتاة‭ ‬المدللة،‭ ‬والأم‭ ‬والحماة،‭ ‬وتنوع‭ ‬أدائها‭ ‬في‭ ‬تلقائيته‭ ‬اللطيفة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬دومًا‭ ‬آسرة‭ ‬لقلوب‭ ‬المشاهدين‭ ‬ومستمدة‭ ‬من‭ ‬طبيعتها‭ ‬المائلة‭ ‬للطيبة‭ ‬وحب‭ ‬الحياة‭. ‬

لقد‭ ‬رحل‭ ‬عن‭ ‬دنيانا‭ ‬نجم‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬الأستاذ‭ ‬وائل‭ ‬الإبراشي‭ ‬بعد‭ ‬صراعه‭ ‬مع‭ ‬مرض‭ ‬الكورونا‭ ‬اللعين،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالقضايا‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬بنبل‭ ‬فارس‭ ‬إعلامي‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يهاب،‭ ‬ففتح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الحساسة‭ ‬والساخنة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬الصحافة‭ ‬مكممة،‭ ‬وكان‭ ‬يتبنى‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنصات‭ ‬الصحافية‭ ‬والإلكترونية،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يتبوأ‭ ‬منبره‭ ‬التلفزيوني‭ ‬كي‭ ‬يعرض‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬عرضه،‭ ‬فكان‭ ‬هو‭ ‬الشجاع‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يخشى‭ ‬سوى‭ ‬وصول‭ ‬الحق‭ ‬لأصحابه،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬خاض‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬فساد‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬مرضى‭ ‬الإيدز،‭ ‬وقضايا‭ ‬الهاربين‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬وغيرها،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬تحت‭ ‬تهديدات‭ ‬عدة‭ ‬لم‭ ‬يبالي‭ ‬بها،‭ ‬ليصير‭ ‬هو‭ ‬المحب‭ ‬لوطنه‭ ‬والمساهم‭ ‬في‭ ‬قضاياه،‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬الأستاذ‭ ‬الكبير‭ ‬وائل‭ ‬الإبراشي‭. ‬وإن‭ ‬رحلت‭ ‬تلك‭ ‬النجوم‭ ‬الغالية‭ ‬فلن‭ ‬يعزينا‭ ‬سوى‭ ‬ذكراهم‭ ‬العطرة‭ ‬فيما‭ ‬قدموه‭ ‬لنا‭ ‬عبر‭ ‬مسيراتهم‭!!‬