أخصائية علاقات أسرية: العنف ضد الأطفال يهدد أمنهم ويعوق نموهم

شيرين محمد
شيرين محمد

العنف الأسرى فى التعامل مع الأطفال سلوك مهدد لأمنهم وسلامتهم، حيث ينتهك حقوقهم النفسية والبدنية ويستمر أثره فى ذاكرة الطفل، وفى مراحل حياته المختلفة، فما هو العنف الأسرى ضد الطفل وأنواعه وتأثيره وكيف تعامل الإسلام معه؟.

تقول شيرين محمد أخصائية العلاقات الأسرية: العنف هو كل ما يوقع الأذى والضرر على الطفل سواء كان هذا الضرر جسديا أو نفسيا ومعظم أشكال العنف ضد الأطفال لا تخرج عن سوء المعاملة اللفظية بالشتم والإهانة والعقاب البدنى بالضرب والإهمال الشديد من قبل الوالدين.

وأيضا التسلط على الطفل فى كل أفعاله وانفعالاته وهذا سلوك عدوانى على شخصيته وتكوينه، كل هذه الأشكال تترك أثرا سلبيا وسيئا على الطفل يستمر معه فى ذاكرته أحيانا، وفى مراحل حياته المختلفة فمن آثار العنف الوفاة أحيانا أو القتل الخطأ، نتيجة الضرب المبرح، ويضعف العنف النمو العقلى ونمو الجهاز العصبى للطفل إذا تعرض له فى مرحلة عمرية مبكرة، هذا بالإضافة إلى تأثيره على نمو الإدراك فيؤدى إلى تأخر التحصيل الدراسى والإنجاز المهني.

وتؤكد أن أثر العنف يصيب الطفل بسلوكيات ذميمة مثل التدخين وتناول الكحوليات والهروب من المدرسة، ما يجعله يواجه صعوبات فى الحصول على فرصة عمل فى الكبر ويجعل العنف الطفل يقوم بأعمال عدائية تجاه الآخرين.

وتشير إلى أن الإسلام قد نهى عن العنف بكل أشكاله وأنواعه؛ لأنه مصيبة وأى مصيبة أن يتعرض الطفل للإيذاء من أقرب الناس منه وأن يتحول والداه الى وحش كاسر لا يرحم ولا يشفق.

وقد قدم الإسلام من خلال نبيه صلى الله عليه وسلم النموذج والقدوة فى التعامل مع الأطفال فقد كان صلى الله عليه وسلم يعد تقبيل الطفل من الرحمة ومن تركه يعد عكس ذلك، ولقد قبَّل النبى صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين حفيديه وكان عنده الصحابى الأقرع ابن حابس فقال له: إن لى عشرة من الأبناء ما قبلت واحدا منهم، فنظر إليه النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم، ومن يتأمل سيرته صلى الله عليه وسلم وطرق معاملته للصغار يقف عند آية من آيات الرحمة والرأفة والعطف فقد كان صلى الله عليه وسلم يداعب الأطفال يمازحهم ويتحمل ما يصدر عنهم، وقد كان  صلى الله عليه وسلم يعلم الصغار ويعظهم، فيجوز للأبوين تأديب الطفل حتى لو كان دون العاشرة سواء ذكرا أو أنثى بغير ضرر بالضرب الخفيف جدا أو اللوم أو الحرمان من شيء يحبه لكن دون أن يلحق به أذى بدنى أو نفسي، كما أمر الإسلام بالعدل بين الأطفال فى القول والفعل، حتى تصبح نفسيتهم سليمة دون بغض أو حقد على بعضهم البعض.


وتختتم: لقد حملنا الإسلام مسئولية مهمة هى رعاية أطفالنا لإخراجهم للحياة عناصر سليمة صالحة تخدم نفسها وتبنى وطنها ثابتة متينة لا تتزلزل أمام أى عاصفة.

اقرأ أيضا | نصائح لطفلك| أساليب للتعامل مع سلوكيات الأطفال