قلم حر

شكرا ايتو .. ولا تذبحوا كيروش !!

ياسر عبد العزيز
ياسر عبد العزيز

على مدار تاريخها الحديث، وبالتحديد منذ عام ١٩٨٢ اى من ٤٠ سنة، لم تبتسم أفريقيا مرتين لبطل كأس الأمم الكروية؛ إلا ثلاث مرات جمع خلالها منتخبات: نيجيريا ١٩٩٤ و٢٠١٤ والكاميرون ٢٠٠٢ بين الحسنيين «الفوز باللقب والصعود للمونديال» فى نفس العام، مع الوضع فى الاعتبار أن أفريقيا ٢٠١٤ كانت قد أقيمت فى ٢٠١٣، وباستثناء الحالات الثلاثة، لم تبتسم أفريقيا مرتين  للبطل، ففى عام ٨٢ توجت غانا بالبطولة القارية وصعد الجزائر والكاميرون إلى المونديال، وعام ٨٦ فازت مصر بالبطولة القارية ولم تصعد للمونديال عكس عام ١٩٩٠ الذى شهد صعود مصر والكاميرون للمونديال بينما غابت الجزائر بطل أفريقيا، ونفس الوضع فى بطولة بوركينا فاسو ٩٨ عندما فازت بها مصر وغابت عن المونديال، وفى بطولتى ٢٠٠٦ و٢٠١٠ فازت مصر بالبطولة الأفريقية لكنها لم تصعد للمونديال، وفى عام ٢٠١٧ فازت الكاميرون بالبطولة القارية بينما شهدت قائمة المتأهلين لمونديال ٢٠١٨ تواجد مصر وتونس والمغرب ونيجيريا والسنغال، هذه الإحصاءات والأرقام التاريخية الموثقة على جدران ذاكرة البطولة القارية العريقة، تجعلنا لا نبالغ فى طلباتنا من مستر كيروش المدير الفنى لأحفاد الفراعنة، وليس من المعقول أن نشاهد مجموعة من الهتيفة على مصاطب السوشيال ميديا، يطالبون بذبح الرجل إذا ما فشل فى تحقيق حلم التتويج القارى والصعود للمونديال معا، ليس هكذا تدار كرة القدم، أحلام الساحرة المستديرة لا تتحقق بالضربات القاضية، ولكن تتحقق بالتخطيط السليم والهادف، مصر مع كيروش لا تزال فى مرحلة تكوين جيل كروى جديد، من الممكن أن يخرج إلى النور، ووارد وأده فى المهد إذا استمرت مطارق هؤلاء الهواة فى ملاحقته، لذلك اتمنى أن نتعامل بعقلانية مع جيل كيروش، أما عن الامنيات فأنا شخصيا اتمنى أن تجمع مصر بين لقب البطولة وتصعد للمونديال وتفوز به أيضا.
وعلى ذكر البطولة القارية فإننى أتمنى من الفريق البطل ايا كان اسمه، ان يهدى كأس البطولة إلى الأسد الكاميرونى ايتو.. لأنه فى تخيلى هو البطل الحقيقى لهذه النسخة من البطولة، لولاه لما أقيمت البطولة التى خطط انفانتينو ورجالات أوروبا والمكسورة أعينهم من قيادات الكاف لنسفها بالتأجيل ثم الإلغاء، ايتو الوحيد الذى زأر فى وجه القاسية قلوبهم فى التوقيت الذى استحل فيه طيور الظلام دماء أفريقيا.. ايتو دفعنى لمزيد من الفخر والاعتزاز به واثبت للدنيا كلها أن لأفريقيا رجالا يدافعون عن حقوقها واحلامها، وأعتقد أن صرخته التاريخية دشنت مشروع رئيس جديد للكاف يليق بأفريقيا.. شكرا ايتو، وأرجوكم لا تذبحوا كيروش !!