بدون أقنعة

يا جامعات مصر .. حرام عليكم

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

فى الحقيقة محتاج أعرف .. لماذا تتأخر جامعاتنا فى إصدار شهادات التخرج  للطلاب وتتسبب فى ضياع فرص للعمل أو الالتحاق بجامعات فى الخارج .. محتاج أعرف كم يوما تستغرقها الجامعات لاستخراج الشهادة .. مع العلم أنها تتكلف مبالغ كبيرة  يدفعها ولى أمر الخريج صاغرا ورغم ذلك لا تصدر الشهادات بسرعة .. تصوروا شهادة فى جامعة حلوان تستغرق أكثر من أسبوعين وكأنها تكتب بماء الذهب !
لماذا تصر معظم جامعاتنا إن لم تكن كلها على تأخير إصدار شهادة لا يحتاج العمل فيها أكثر من يومين فقط .. وإليكم هذه الحكاية الغريبة ..

تقدم خريج بجامعة القاهرة لاستخراج شهادة تخرجه للتقدم لوظيفة وإذا بالشهادة تصدر بعد 10 أيام لأن عميدة الكلية والوكلاء غير متواجدين بمكاتبهم ولابد من توقيعهم حتى يتم ختمها بخاتم الكلية .. لماذا تأخذ الشهادة كل هذا الوقت .. كيف يحدث هذا فى جامعات مصر التى من المفترض أن تقود منظومة التحول الرقمى فى مصر .. متى نصل إلى تمكين الطالب أو الخريج من التقدم إلكترونيا وهو فى بيته للحصول على الشهادة مقابل دفع الرسوم عبر الدفع الإلكترونى.. يفترض أن تواجه الجامعات بإصرار مثل هذه الأعمال وأن تقوم بالتيسير على طالبى الخدمة وترحمهم من عذاب التأخير والانتظار الممل علما بأن بيانات الخريجين متوافرة على أجهزة الكمبيوتر وخاصة الخريجين الجدد .. بعض الجامعات تحدد مدة أقلها أسبوعان لإصدار الشهادة بدون مبرر منطقى للتأخير .. نقول هذا والجامعات تمتلك أجهزة إدارية وموظفين تفوق أعدادهم المهام الموكولة لهم .. يعنى مش قلة أيدى عاملة .. والأهم هو إذا لم يكن العميد موجودا على رأس العمل فهناك 3 وكلاء بكل كلية ينوبون عنه فلماذا يقتصر التوقيع على شخص بعينه لختم الشهادة .. وفى بعض الأحيان يغيب العميد أو العميدة وتتعطل مصالح الناس بالأيام .. الموظف لا يملك إلا أن يقول: «فوت علينا بعد بكرة» والخريج أو ولى أمره يكتم غيظه وهو يدعو على كل مسئول يتسبب فى تعطيل الأمور .. جامعاتنا تحتاج إلى «هزة عنيفة» .. إلى نوبة صحيان .. إلى إدراك أهمية الوقت عملا وقولا .. إلى نوع من الاهتمام والمراقبة بدلا من هذا التسيب والإهمال فالجامعات تفعل ما يحلو لها دون أن تقيم وزنا لمصلحة الخريج المضطر إلى الصمت ليحصل على شهادته ..


يا كل رؤساء الجامعات .. يا كل عمداء الكليات .. ارحموا الطلاب والخريجين .. يسروا ولا تعسروا وكونوا القدوة ولا تجعلوا كل طالب خدمة يلعن اليوم الذى اضطر فيه للحضور لاستخراج شهادة أقسم بالله العظيم لا تستغرق أكثر من يوم واحد .


فى إحدى كليات جامعة القاهرة .. شاهدت بعينى خريجة تبكى فى شئون الطلاب لأنها لا تستطيع الحصول على شهادة تخرجها وهى متقدمة لإحدى الكليات العسكرية .. والموظفة تقول لها : شهادتك خلصانة والعميدة غير موجودة .. تعالى بكرة وجربى!
سألت الفتاة وعرفت منها أنها تأتى منذ 5 أيام من محافظة فى بحرى لكى تحصل على الشهادة وأنها تعانى معاناة شديدة فى الحضور والعودة إلى بيتها وأنها صعدت إلى مكتب العميدة وطلبت من مدير مكتبها أن يرسل شهادتها إلى منزل العميدة للتوقيع عليها كحل لمشكلتها لكنه رفض بشدة مساعدة الفتاة وأضاع عليها التقدم للاختبارات فى الموعد المحدد بل وتعامل معها بعجرفة وكأنها عزبة أبوه !
خلاصة كلامى .. من لا يستطيع خدمة الناس فليترك موقعه فورا ويجلس فى بيته .. أيا كان منصبه .. حرام فعلا تعطيل مصالح الناس وليعلم كل مسئول أنه خدام للشعب قبل أن يكون مسئولا .. لا تجعلوا الشباب يشعر بعدم الانتماء لبلده وبفضل وطنه عليه بإهمالكم .