فيلم الكاهن.. الماسونية بلمسة مصرية !

فيلم الكاهن
فيلم الكاهن

محمد كمال 

هل تحولنا إلى أسرى التقدم التكنولوجي؟، هل تمثل الهواتف الذكية خطورة على البشرية؟، هل أصبحت أدق تفاصيل حياتنا في يد المجهول؟، هل يمكن لشخص أو جهة أن تسيطر حين تستحوذ على معلوماتنا السرية؟.. أسئلة طرحت خلال تتر وبداية فيلم “الكاهن” الذي يشارك في بطولته الأردني إياد نصار والتونسية درة وفتحي عبد الوهاب وحسين فهمي ومحمود حميدة وجمال سليمان ومن تأليف محمد ناير وإخراج عثمان أبو لبن، فكرة قد تبدو لوهلتها الأولى واعدة حتى وأن كانت قدمت من قبل في أفلام مصرية أو عالمية، لكننا نبقى ونتظر ونتسأل هل سيقدم فيلم “الكاهن” طرح مختلف عن سابقيه.


تأتي نهاية التتر بصورة الهرم أو المثلث المرسوم على “الدولار” والذي من خلاله تبدأ الأحداث والتي تأتي معها تبدد التوقعات بمشاهدة تجربة مغايرة وان الإحساس بالأمل في وجود فكرة جيدة قد تلاشى تماما، خاصة بعد المشهد الخاص بالمحاضرة الطويلة المملة التي يلقيها د.مصطفى (محسن محيي الدين)، حتى وأن حاول المخرج استخدام القطع المتوازي.


في تلك المحاضرة عاد بالتاريخ إلى عصر الكهنة وصراعهم مع فكرة التوحيد حتى يتم وضع الفيلم في قالب تاريخي، وأن الصراع ممتد منذ أكثر من 4 آلاف عاما، وأن كهنة المعبد مستمرون في مسيرتهم الشريرة، لكن بالطبع اختلفت الأدوات مع تباين العصر، حتى أن شكلهم أصبح مغاير تماما عن صورهم التي شاهدناها في الكتب وعلى المعابد، فلم يعودوا حليقي الرأس ولا يضعون “الكحل” حول أعينهم.
كهنة اليوم هم كبار المسئولون في الأنظمة الرأسمالية ورجال الأعمال ويمتلكون شركة عالمية تسمى “سايرش” من المفترض أنها شركة اتصالات وبرمجة إلكترونية يمثلهم صلاح (حسين فهمي) ومحاميه يحيى (محمود حميدة) وصراعهم مع مجلس الإدارة على من سيكون خليفة الكاهن بعد وفاته.


ندخل صراع الكهنة من خلال 3 شخصيات، الصحفيان حسن (إياد نصار) وزوجته السابقة فيروز (درة) ومعهما المحامي علي (فتحي عبد الوهاب)، فالثلاثي يمثل مقولة الرجل الثان حيث يعمل الأخيرة لصالح يحيى، ويعمل حسن لحساب أكمل (جمال سليمان)، وهو رجل الأعمال الذي يعمل في الإعلام ويمتلك شبكات ومواقع إلكترونية، ويظهر أن للثلاثي ماضي سابق معا مع تلك الشبكة التي تضم صراع بين صلاح ومحاميه يحيى وبين أكمل.


تناسى صناع الفيلم المدخل أو التمهيد للفيلم الذي هو مرتبط بتحكمات التكنولوجيا لتنتقل، الأحداث فجأة إلى تقديم فيلم عن “الماسونية” لكن بلمسة مصرية، والحقيقة أن هذا المصطلح بمعانيه ومشتقاته هو مسار اختلافات ووجهات نظر متباينة ولا يوجد له توصيف دقيق حال تعريفه، فهو عالم يمثل بحر واسع من الأفكار والمعتقدات والحركات، وكعادتنا نحن المصريين عندما نتعامل مع الأفكار لا نتعامل معها إلا من خلال منظور ضيق الأفق.

 

تعامل معظم المصريين مع الماسونية جاء من خلال منظور (المؤامرة) فقط، وهو ما كرس له الفيلم من خلال وجود منظمة تتحكم في العالم حيث تستحوذ على البيانات الإلكترونية لكل شركات الاتصالات لها مجلس إدارة بينهم صراعات على منصب الكاهن، واستخدم هذا الإسم لإحداث الربط حول فكرة صراع الكهنة الذي جاء في محاضرة البداية.


تقدم تلك المنظمة السرية أو الشبكة على قتل د.مصطفى، ثم محاولة التخلص من فيروز،ليتحول الفيلم بعد ذلك إلى الهروب والصراع من أجل كشف الحقيقة بقيادة الثلاثي (حسن – علي – فيروز)، لكشف المؤمراة الماسونية الكبرى، والتي بالتأكيد جنحت الحبكة في النهاية إلى استخدام الإلتواء لخداع الجمهور، لكن (التويست) لم تقل سذاجته عن التناول الأساسي لموضوع الفيلم من البداية، برغم أن الفيلم يحتوي على مجموعة ممثلين من العيار الثقيل، وهم الرباعي حسين فهمي ومحمود حميدة وإياد نصار وفتحي عبد الوهاب، إلا أن موهبتهم لم تسعف لإنقاذ تلك التجربة السطحية، ومازال جمال سليمان - ورغم مرور أعوام - لديه مشكلات مع اللهجة المصرية التي تقف حاجز كبير أمام الأدوار التي يقدمها، فلم يعد الأمر مقتصر على أدائه المتراجع فقط.