صباح الفن

عفوًا فيلسوف السينما

إنتصار دردير
إنتصار دردير

هل السينما المصرية لم تعد قادرة على صنع أفلام تشبه «الكيت كات، أرض الخوف، بداية ونهاية، الزوجة الثانية، الأرض، باب الحديد، غزل البنات، سواق الأتوبيس، المومياء»؟، ولماذا تخلينا بكامل إرادتنا عن قوتنا الناعمة التى اكتسحت العالم العربى فى الخمسينيات والستينيات، وكانت سببًا فى انتشار لهجتنا المصرية، وعكست ارتباط الجميع بكل ما هو مصرى من خلال سينمانا؟.

هل أصبحنا فى دائرة مغلقة، مع دعم شركات الإنتاج التى تفرض أموالها بشروط، والتوزيع الخارجى الذى يتحكم فينا، والاقتباس من أفلام لمجاراة السينما الأمريكية التى تسبقنا بسنوات، والسير على نهج تصنيفاتها لأن هناك من رفع شعار «الجمهور عاوز كده»، فانتهت مع جمهور الأفلام التجارية، قدرتنا على صناعة سينما حقيقية؟.

عفوًا أستاذ داود عبد السيد، نعتذر لك على ما وصلنا إليه، وأننا فى هذا الزمن أصبحنا لا نعتد بأى قيمه، لأننا مشغولون بأفلام منقوله، ونبحث فقط عن كل ما يشكل الـ«تريند» ويدر الملايين، وأصبحنا لا ننظر فى مرآة الحياة لأننا لم نعد نشبه أنفسنا كما كانت.

عفوًا أستاذ داوود عبد السيد، قاعات السينما لم تعد موجودة فى الأحياء، لأن سينما المولات لا تسمح بمنافس، لذلك جاءت فلوس التسلية وأصبحنا نسمع ونقرأ عن إيرادات بعض الأفلام التى تتخطى الـ20 مليونًا، فى الوقت الذى لا يجد فيه مخرج بحجمك وقيمتك القدرة على تقديم متعة فنية وفكرية، رغم كتابتك لعشرات السيناريوهات الجاهزة للتنفيذ.

عفوًا أستاذ داوود عبد السيد، أننا أجبرناك على الاعتزال، ومنعناك من العطاء، رغم أن الفنان فى دول أخرى يتخطى عمر الـ 90 ويحرصون على إبداعه مثل كلِينت إيستُوود، أو أنتونى هوبكنز الذى حصد أوسكار أفضل ممثل العام الماضى عن دوره فى فيلم «الأب».

عفوًا أستاذ داوود عبد السيد، لا نريد إخفاقات جديدة مثلما تخلينا سابقاً عن توفيق صالح الذى كان محاولة ريادية إنتهت بسبعة أفلام اختفت مع الواقع السائد، الذى نسى أو تناسى «المخدوعون، يوميات نائب فى الأرياف، درب المهابيل، والمتمردون».

عفوًا فيلسوف السينما، أتمنى من كل قلبى آلا يكون قرارك نهائيًا، رغم أنك أكدته، فمصر ليس لديها سوى داوود عبدالسيد واحد.