مجرد فكرة

المسافة صفر

محمود سالم
محمود سالم

خلال إحدى زيارات د. هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسى للولايات المتحدة استمعت إلى خطاب لأحد الرؤساء الأمريكيين وقد هالها كلامه فسألت: ماهذا الكلام .. هل هذا هو الذى يحكم أمريكا .. وعلى الفور جاءها الرد : الرئيس لا يحكمنا .. تحكمنا الصفوة والباقى مثل عرائس الماريونيت .. لقد كانت تريد القول إن الجيش هو القادر على ضبط الأمور مثلما حدث أيام ترامب الأخيرة وقت اقتحام أنصاره للكونجرس ، ولسان حالها يقول كذلك أن «المسافة صفر» بين الجيش والشعب المصرى ، وأضافت أن الجيش المصرى هو الوحيد الذى لا يضم مرتزقة ، وقد قالها جمال حمدان إن الشعب المصرى يرتدى الكاكى «الزى العسكرى» عندما يحتاج الأمر ويخلعه وقت الحاجة .

لقد تابعت بشغف ما قالته د. هدى خلال لقاء نظمه مركز عدالة ومساندة ومنتدى الصفوة برئاسة د. هالة عثمان أستاذة القانون الجنائى وأداره المؤرخ ورئيس تحرير كتاب الهلال السابق محمد الشافعى وشارك فيه عدد من أبطال القوات المسلحة خاصة البحرية وفى المقدمة اللواءات محمود متولى وأسامة راغب ومحمد عبد القادر وإيهاب إبراهيم والربان صالح إبراهيم والعميد محمد يوسف موسى والرائد سمير نوح والمقاتل محمد خضر بجانب كل من بسنت عثمان المدير التنفيذى للمؤسسة ود. على نور الدين خبير تخطيط المياه ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى سابقا ود. رمضان الحضرى أستاذ الأدب والبلاغة والنقد بالإضافة إلى نخبة من المهتمين بالشأن العام . لقد كان الهدف هو التأكيد على عدم وجود مسافة بين الجيش والشعب وأن مصر تستطيع مقاومة المراوغات وأن القوة المصرية الناعمة ضاربة فى جذور التاريخ والأمر يحتم الحفاظ على استمرارها .

والمهم أن أستاذة الاجتماع تريد التأكيد على وهم الديمقراطية الأمريكية فقد أشارت إلى أن المواطن المصرى البسيط يردد دائما «محمد نبى وعيسى نبى وموسى نبى واللى له نبى يصلى عليه» وتلك هى المواطنة الحقيقية ، ولم تنس القول إننا سوف نظل نبحث عن وزير ثقافة مثل ثروت عكاشة فقد كان عسكريا .. ولهؤلاء الذين يتفوهون بالسؤال عن مبرر قيام مصر بدعم قواتها المسلحة بسخاء لم يجد اللواء محمود متولى صعوبة فى توجيه رسالة تطالبهم بإغلاق أفواههم ، قال إن الأمن القومى المصرى يهدف إلى الحماية الكاملة لثرواته بالبحار ومن ثم تحقيق الاستقرار والتنمية مشيرا إلى أن القوات البحرية تحمى 127 هدفا على عمق 157 ميلا بحريا بجانب حماية مجرى قناة السويس وفرض قوانين الدولة وحمايتها من مختلف العمليات الإرهابية بجانب عمليات الإنقاذ ومنع الصيد الجائر .. لهذا وذاك فإن المسافة بين الشعب والجيش المصرى كانت وسوف تظل إلى الأبد صفر .