«دموع صامتة».. «عبدالمنعم إبراهيم» يودع والديه خلف الكاميرا

دموع صامتة.. عبدالمنعم إبراهيم يودع والديه خلف الكاميرا
دموع صامتة.. عبدالمنعم إبراهيم يودع والديه خلف الكاميرا

ظل الناس يتحدثون عن خفة دمه وأدواره المؤثرة في كل أعماله مهما كان حجمها داخل العمل الفني ويصفقون له ويتزاحمون على أفلامه والمخرجون يتسابقون إلى التعاقد معه.. ببساطة هو الفنان عبدالمنعم إبراهيم.

قفز عبدالمنعم إبراهيم إلى صفوف ملوك الفكاهة في مصر ولكن ما لايعلمه جمهوره إن وراء هذا الكوميديان الكبير قصة حزينة، حيث كانت حياته مليئة بكثير من الآلام ورغم تفوقه الفني وقدرته البارعة في إضحاك الكثير إلا إنها تركت أثر كبيراً بداخله وكان ذلك سبب في عبوسه الدائم والتفكير المستمر في المسئولية التى تحملها منذ صغره وكلما كبر كبرت معه مسئولياته. 

ومن أكبر أحزانه عندما كان يبلغ من العمر 17 عاماً وكان يمثل دوراً ضاحكاً وبينما هو على خشبة المسرح ويمثل دوراً ضاحكاً وصل إليه خبر وفاة والدته، ومع ذلك أكمل دوره دون أن يشعر أحد من الحاضرين بدموع قلبه.

ومع مرور شهور ليست بكثيرة تكررت المأساة وأمطر قلبه دموعاً للمرة الثانية حين وصل إليه خبر وفاة والده ولكنه هذه المرة كان يقف أمام الكاميرا لأداء دوراً يسعد به الناس كعادته ولكنه استطاع السيطرة على حزنه واستكمال دوره بكل براعة مما أدى إلى تصفيق المخرج له.

كان حب التمثيل بالنسبة للفنان عبدالمنعم إبراهيم حباً فطرياً، حيث كان يجري في عروقه منذ طفولته وتعلق به وكان يلازم والده ويبكي له كى يذهب معه مسرحيات نجيب الريحاني وعلي الكسار؛ إذ انضم لفريق التمثيل برئاسة الطالب عدلي كاسب الذي لمع اسمه مع نجوم المسرح في ذلك الوقت، بحسب ما نشرته مجلة الجيل في 26 نوفمبر 1957.

ولعل أشهر أدوار الفنان عبدالمنعم إبراهيم فى هذه الفرقة دور "عم خليل" لمسرحية "عبدالستار أفندي" وحصل على دبلوم الصناعات الميكانيكية وعين في وظيفة حكومية بوزارة المالية ولكن هذه الوظيفة لن تشغله عن تعلقه بهوايته المفضلة، حيث كان على اتصال دائم بإصدقائه من هواة التمثيل.

ولعبت الصدفة دوراً هاماً في حياته وأنشئ المعهد العالي للتمثيل والتحق به عبدالمنعم إبراهيم مع مزاولة عمله الحكومي في نفس الوقت، وحصل على الدبلوم عام 1949م وفي نفس السنة كانت بداية فرقة المسرح المصري الحديث، وانضم إليها وأصبح من نجوم الصف الأول.

عبدالمنعم إبراهيم من مواليد 24 أكتوبر 1924 ولد بمدينة بني سويف وجذوره من بلدة ميت بدر حلاوة محافظة الغربية، تزوج فى سن مبكره وأصبح أبا لثلاثة أطفال كلهن إناث.

وتوفي الفنان عبد المنعم إبراهيم في يوم الثلاثاء الموافق 17 نوفمبر عام 1987 إثر إصابته بأزمة قلبية عندما كان متوجهًا إلى مسرح السلام لإجراء البروفات النهائية لمسرحية "خمس نجوم" ليرحل عن عمر يناهز 62 عاماً، وقد خرجت جنازته من المسرح القومي بناءً على وصيته وشارك في جنازته عدد كبير من رفقائه ومحبيه لينتهي مشوار حياته.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |61 عاماً على رحيله ومازال «التونسى» يمتعنا بأزجاله