تأمين الغذاء

مصر بكرة أد التحدي.. «توشكى» و«الدلتا الجديدة» والـ1.5 مليون فدان تحقق الاستقرار

الرئيس عبدالفتاح السيسى اعاد مشروع توشكى للحياة
الرئيس عبدالفتاح السيسى اعاد مشروع توشكى للحياة

«من لا يملك غذاءه لن يملك قراره».. مبدأ أساسى آمنت به الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، فكان أحد أهم الملفات التى أولاها الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماماً هو عودة الدولة لاستصلاح الأراضى فى مختلف المحافظات، وذلك اعتمادا على مصادر مياه جديدة ومتنوعة، بهدف تقليل فجوة الاستيراد، والحفاظ على استقرار الأسعار فى مواجهة أى أزمات، وهو الأمر الذى أثبت صحته خلال جائحة كورونا، حيث عانت كثير من الدول من نقص حاد فى السلع وارتفاع أسعارها، فى حين كان الوضع فى مصر مغايرا تماما، فالسلع كانت متوافرة بشكل طبيعى ولم تشهد الأسعار تحركاً كبيراً.

إقرأ أيضاً | مصر بكرة أد التحدي | «حياة كريمة» أيدِِ بيضاء تحقق أحلام البسطاء

مؤخرا فوجئ المصريون بافتتاح الرئيس السيسى لمشروع «توشكى الخير» وذلك بعد سنوات طويلة من الإهمال والمعاناة، واعتبر الخبراء أن هذا المشروع بمثابة سلة غذاء جديدة للمصريين من أجل التوسع فى زراعة عدد كبير من المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح مما يسهم فى تقليل معدلات الاستيراد من الخارج.

«توشكى الخير» يمكن اعتباره أحد أهم المشروعات القومية للتغلب على الفجوة الغذائية وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالى ٥٠٠ ألف فدان تصل فى المستقبل إلى مليون فدان مع تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية، مما يساعد فى تقليل العجز فى الميزان التجاري، وتوفير فرص عمل للشباب خاصةً من شباب صعيد مصر، بالإضافة إلى التشجيع على إعمار وإسكان وتنمية هذه المناطق وتخفيف الضغط البشرى على وادى ودلتا النيل.

وتم حتى الآن استصلاح ٨٥ ألف فدان من إجمالى ١٠٠ ألف فدان وزراعة ٢.٣ مليون نخلة على مساحة ٣٧ ألف فدان، تم منها زراعة ١.٣٥ مليون نخلة على مساحة ٢١ ألف فدان، بالإضافة إلى بعض الزراعات التجميلية حول أشجار النخيل، كما  تم حفر وتبطين ٢ ترعة بإجمالى أطوال ٣٨ كم بإجمالى كميات حفر تقدر بـ ٩ ملايين متر مكعب، وتم إنشاء ٢ محطة رفع بإجمالى (١٠) طلمبات  بطاقة إنتاجية ٣ ملايين  م٣ / اليوم.

لم يكن ذلك هو الحدث الزراعى الوحيد خلال الفترة الماضية، بل جاء إعلان الرئيس قبل عدة شهور عن مشروع «الدلتا الجديدة»  ليكون بمثابة نقلة جديدة للاستصلاح الزراعى فى مصر، وهنا أيضا فوجئ المصريون بأراض مزروعة مثمرة، حيث يقع المشروع بالساحل الشمالى الغربى عند منطقة محور الضبعة، وأكدت الدراسات جاهزية تلك الأراضى للاستصلاح الزراعي، وذلك فى إطار المشروع وبمساحة مليون فدان زراعي، والذى يضم فى نطاقه مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعي، وتم حتى الآن استصلاح 200 ألف فدان.

موقع المشروع فريد من نوعه ويقترب من الدلتا القديمة وبه شبكة قوية من الطرق، ويقترب من الموانئ، وهو الأمر الذى يدعم الصادرات الزراعية إلى الأسواق العالمية، فيما أكدت الدراسات أن المنطقة يمكن أن تستوعب زراعة مليون و100 ألف فدان منها نصف مليون فى مشروع «مستقبل مصر»، و600 ألف فدان أخرى فى محور الضبعة، كما أن المشروع يهدف إلى استيعاب الزيادة السكانية فى الدلتا والوادى.

ثم يأتى مشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية، حيث إنه يمكن اعتبار المشروع هو الأكبر فى الشرق الأوسط  لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتعظيم الاستفادة من الأراضى الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الرى بنسبة تتراوح ما بين ١٥% إلى ٢٠%، وهو يعادل فى إنتاجه ما يقرب من مليون فدان من الأراضى الزراعية العادية.

وبطبيعة الحال كان باكورة كل هذه المشروعات هو المشروع القومى لاستصلاح الـ 1.5 مليون فدان، والذى يستهدف زيادة الرقعة الزراعية من 8 ملايين فدان إلى 9.5 مليون  فدان بنسبة زيادة 20 %، بالإضافة إلى توسيع الحيز العمرانى واستيعاب النمو الطبيعى للسكان بإنشاء مجتمعات عمرانية عصرية متكاملة مما يسهم فى زيادة المساحة المأهولة بالسكان فى مصر من 6% إلى 10 %.