أحب هذا الرجل

السيناريست عبدالرحيم كمال يكتب: أحب هذا الرجل

الكاتب والسيناريست عبدالرحيم كمال
الكاتب والسيناريست عبدالرحيم كمال

رجل لم أره يجامل ـ ضاحكاً ـ رجال الأعمال، ولم أره يجلس فى الاحتفالات الكبرى ليبتسم لأولئك الفنانين الذين يلهجون باسمه ويعددون محاسنه الشخصية ويذكرون موطن نشأته المبارك كما اعتدنا قبل، لكنه يجلس فى الاحتفالات الوطنية الكبرى ليحتفل معنا بمصر.

أنا أحب هذ الرجل، وحينما أتكلم عن المحبة فإننى أتكلم بمشاعرى وقلبى، هذا الرجل رأيته صبورا مبتسما بشوشا يهمس للطفلة التى تجاوره عن يمينه فى بلاد النوبة حتى تبتسم، ويواصل الهمس لها حتى تضحك، ثم يلاحظ أن الطفل الذى عن يساره ربما يغار فيهمس له حتى يضحكه أيضا، رأيته يصبر ويبتسم للأطفال (أصحاب اللطف الربانى) الذين ميَّزهم الله بالاختلاف وكيف كان سعيدا بشوشا ضاحكا يتحمل شقاوتهم ودلالهم وحبهم الفطرى له، وهؤلاء لا يحبون إلا المحبوب، رأيته (يشخط) ويعنف فقط بعضًا من رجاله من أجل التسريع فى إنجاز المنوط بهم من خدمة الناس، بينما هو نفسه يتحرك مسرعا ليحضر كرسيا تجلس عليه فتاة بسيطة، صدقت نبرته وصوته حينما تكلم عن تلك البلاد بحب وأمل، مرة واحدة فقط شعرت بالقلق حينما كثر الكلام عن العاصمة الإدارية الجديدة، وهمست فى توتر: وماذا عن الفقراء؟

صحيح أنها عاصمة إدارية ضرورية وستنقذنا كمواطنين من الكثير من التشتت والجرى خلف المكاتب والمقرات والهيئات المتعددة، لكن أين الفقراء؟ وظل السؤال يتردد داخلى بقوة كل يوم مع إعلانات العاصمة الإدارية المتوالية، ليأتى المشروع القومى الذى أعاد لى توازنى مشروع (حياة كريمة)، إذن لقد آن الأوان لرئيس مصرى أن يلتفت للأغلبية الكبرى، للمواطنين الفقراء، لسكان الصعيد والدلتا الذين يعانون ضيق الحال، وسوء المسكن، سكان القرى الذين يعتمدون فى صرفهم الصحى على (الطرنشات) فى القرن الواحد والعشرين، إنه المشروع الأهم من وجهة نظرى والأنفع والأبقى وغير المسبوق فى تاريخنا الحديث، لم يأت من قبل من يفكر فى المعيشة اليومية للمواطن المصرى الفقير، هنا اكتملت مشاعرى تجاه هذا الرجل الصادق الذى أصفه منذ البداية بصفة الرجل وليس السيد الرئيس لأن الرجولة معنى يتجلى ليشمل كل معنى جميل.

رجل لم أره يجامل ـ ضاحكاً ـ رجال الأعمال، ولم أره يجلس فى الاحتفالات الكبرى ليبتسم لأولئك الفنانين الذين يلهجون باسمه ويعددون محاسنه الشخصية ويذكرون موطن نشأته المبارك كما اعتدنا قبل، لكنه يجلس فى الاحتفالات الوطنية الكبرى ليحتفل معنا بمصر.

صارت مصر فى الصدارة ورئيسها رجلاً يسعى هو وإدارته بكل ما يملكون من طاقة وموارد وجهد وصحة من أجل تحسين وضع البلاد سنة بسنة وشهراً بشهر ويوماً بيوم وساعة بساعة ودقيقة بدقيقة، جاءت جائحة كورونا وقالوا إن بلادنا ضعيفة الموارد عديمة الشفافية وبلا مظلة صحية، ولكن ذلك لم يحدث، دائما هناك المتربصون ودائما هناك المرجفون فى المدينة والذين فضحهم الله فى كتابه العزيز ووصفهم وصفًا دقيقًا.

وقال إنهم يخوفون المؤمنين ويثيرون الفزع ويتوعدونهم بالفشل والخذلان، لكن الله دائما كان حليفا للمخلصين الصادقين وهذه شهادتى على هذا الرجل العظيم، الذى يحب بلاده ويحارب من أجلها أعداء مرئيين وغير مرئيين، بصبر وعزيمة وجلد، رجل لم تجعله بذاءات أعدائه وسفالة وانحطاط خطابهم وفجرهم فى الخصومة إلا أكثر أدبا فكان صاحب لسان عف.

وكان رده الوحيد على سوء أدبهم هو المزيد من الاستقرار لتلك البلاد ومزيدا من التنمية، تنمية يشهد بها الجميع، قابلت أصدقاء عربا فى الخليج وفى لبنان وفى تونس والمغرب، جميعهم منبهر بما يجرى فى مصر وكل ذلك جعلنا نطمع فى المزيد، نعم المزيد، إنها فرصة تاريخية عظيمة أن يكون هذا الرجل على رأس الإدارة المصرية لنطلب المزيد والمزيد، ليس فقط فى العمران والتنمية والتقدم، ولكن فيما يلزم لبناء روح الإنسان المصرى من ثقافة وفنون ومعارف، وهى أشياء تليق بمصر وتليق بطموحها وطموح من يقودها، فى هذه الفترة يا سيدى هناك أم كلثوم أخرى ونجيب محفوظ آخر وأحمد زويل وطه حسين ويحيى حقى ويوسف إدريس وعبد الرحمن الأبنودى آخرون ولا أُبالغ حينما أقول ربما هناك من يظهر أفضل منهم أيضا وبكثير، وأنت رجل تملك من الحلم والطموح والثقة أن تفتح الأبواب كما فتحتها وستفتحها وكفانا الله وكفاك وكفى مصر شر المتربصين والمتنطعين والمرجفين والمنافقين وقدامى الفكر وقليلى الموهبة وجعل حولك كل من هو مخلص وموهوب ووطنى ومؤمن بهوية ذلك البلد العظيم السمح الذى يستحق مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى كل ما هو يليق بالحلم الكبير.

إقرأ أيضاً | التجربة المصرية.. فن إدارة الأزمات