خالد أبو بكر يكتب.. في مصر الآن لا أحد فوق الدولة وعاوز تجرب قرب 

خالد أبو بكر
خالد أبو بكر

بعد ما مصر وقفت على رجليها وده من وجهة نظري حصل في ٢٠١٧ مثلًا،  بدأت تظهر ملامح الحكم في مصر.


كيف تتصرف الإدارة السياسية؟ كيف تحكم؟ وما قواعدها؟


الحقيقة إن السمة الواضحة للجميع أن الدولة أصبحت قويةً.. قوية في سلطتها ونفوذها وتنفيذ أوامرها.. وأرادت الإدارة السياسية الحالية أن تكون هناك رسائل للجميع إنه لا مجاملة وإن الدولة لن تقف مع طرف ضد آخر مهما كان الأمر.


ده معناه ببساطة إن لو في خناقة كبيرة بين شركتين أو حادثة حصلت لرجل أعمال كبير أو لحد من أولاده.. فالدولة مالهاش في الموضوع، وحتى لو كان الناس دي من أقرب الداعمين للدولة؛ لأنه الأصل أن تدعم بلدك في كل الأحوال بغض النظر عن ماذا سيعود عليك من هذا الدعم؟


ولم يصرح لك أحد إنك معفي من العقاب في الجرائم لإنك من الذين يحبون الإدارة السياسية ويدعمون توجهها.


تستعجب أحيانًا تجد شخص ملئ السمع والبصر (مؤتمرات وسفريات وتصريحات وأخبار صحفية) وفجأة ده مقبوض عليه!


ليه؟ خالف القانون.. طب ده كان أمبارح قاعد مع الناس كلها وده باشا يعني 
ليه؟ خالف القانون.. طب ده وزير أو محافظ أو أو ... مالناش فيه طالما خالف القانون.
طيب وهو بيتقبض عليه كلم فلان بيه وفلان باشا؟ آه كلمهم بس اكتشف إن مافيش في أيديهم حاجه تتعمل. 

لن اتطرق إلى قضايا تخص أصحابها ومنظورة حاليًّا أمام القضاء لكن بات واضحًا للجميع مافيش شلة مافيش أشخاص مميزين مافيش أنصار مافيش حد فوق القانون.

طيب ولما أشوف حد وأحس إنه قريب من الدولة؟ إيه المانع 


بيشاركها، بيتبرع لها، بيحضر مؤتمرات.. كل ده عادي ولا يعطيك أي انطباع أنه له ميزة، ولو لقيته خالف القانون بلغ عنه حتى لو كان من اللي قاعدين في الصف الأول.  

الله.. طيب ما كده ممكن يقولوا إن اللي بيحكموا البلد ماعندهمش عزيز ولا غالي؟


على فكرة ومن وجهة نظري همَ قاصدين يقولوا كده لأنه مش عاوزك تدعمه هو.. هو عاوزك تدعم البلد، وفي نفس الوقت لا تنتظر إن أحد يدعمك عندما تخالف القانون. 


بس كده يعني مايبقاش في جماعة أو فريق.. ما ده المطلوب؟


إن كلنا نبقى الجماعة وكلنا نبقى الفريق.. اللي كان بيحصل قبل كده هو كان الغلط بعينه إنما دلوقتي وفيما يتعلق بسيادة القانون.. لا، الأمر أصبح مافيهوش هزار. 

وللتاريخ : 
أنا ما بتكلمش عن الحياة السياسية عشان الكلام يبقى واضح لأن فيها كلام تاني يتقال 

إنما في مسألة الحفاظ على المال العام واحترام القانون الأمر أصبح واضح للجميع إنه لا تهاون في ذلك. 
لكن ردع الدولة استطيع أن أصفه بالقوي وأحيانًا بالعنيف، لكن في كثير من الأحيان أجد أن هذه القوة في تنفيذ القانون مطلوبة لإرساء قواعد تحترم بعد عدة تقلبات سياسية، وعلينا النظر إلى موضوع الأراضي التي استعادتها الدولة من سيطرة مغتصبيها وجميعهم من أسماء كبيرة.. وبالمناسبة مافيش إدارة سياسية في مجتمعات شبه مجتمعاتنا تنفذ القانون بالقوة دي إلا إذا كانت إدارة واثقة من تصرفاتها ولا تريد شيء إلا الصالح العام. 

طيب هل ينفذ القانون مائة بالمائة وبالعدل على الناس؟
الإجابة: طبعًا، لا. 
؛ لأنه مازالت في الطبقات اللي في الوسط مجاملات وتقديرات بعضها صحيح وبعضها خاطئ ولسه في تكتلات عائلية ونفوذ مالي. 

وده تحدي تاريخي ودائم.. أمام هذه الدولة القوية، إنه مازال هناك موظف مرتشي وهناك شخص يتعامل بالواسطة وآخر بالخواطر، ودول موجودين في مجتمعنا وبيشتغلوا ومازالوا. 

لكن الدولة وحدها لن تستطع التعامل مع هؤلاء بمفردها، ولن تنتصر عليهم بمفردها، لابد أن تتعاون الجموع كي نخلق حالة من الردع لكل هؤلاء
وهذا يبدأ بأن لا يخاف المواطن من الإبلاغ عن أي مخالفة يراها وأن يشعر أنه في أمان تام، وأنه لن يتم تعطيله بسبب أنه تطوع للإبلاغ عن جريمة، هذا التحدي لابد أن نكون فيه جميعًا ونقف وقفة قوية.

لكن الصورة حلوة وشكلنا في الوطن العربي (في النقطة دي) حلو ومبشر ويوم بعد يوم مع أخبار التنمية اللي بتحصل ناس كتير بتاخد مصر مثال جيد ويحتذى به. 

طبعًا مش كل حاجة صح، ومش كل حاجة كما يجب.. لكن شغل سبع سنين فيه بوظان كان سبعين سنة يبقى الإجابة: لحد دلوقتي إننا ناجحين نجاح معقول.. لِمَ مر بنا من ظروف غير طبيعية خلال السبع سنوات الأخيرة.

لكن عندي إحساس قوي إن السنوات القادمة أحسن في الكام حاجة اللي فاضلين،  عشان التاريخ هيكتب كل حاجة والصورة الجميلة دي ماينفعش يبقى فيها شوية خطوط مش مفهومة وأحيانًا تؤثر على جمال الصورة.