علي الأحزاب التسعين مجتمعة لا استثني منهم أحدا، أن يحلوا أنفسهم بأنفسهم ،أو يصيغوا برامج تليق بمستقبل مصر...أو يجري استفتاء شعبي علي إلغائهم وتغييربرامجهم .. بدأت رحلة مصرمع الحياة النيابية في عام 1883 بصدور القانون النظامي الخديوي ،بإنشاء مجلس شوري القوانين،في عشرينيات القرن التاسع عشر،مهمته فقط هي أن يطلب من الحكومة، تقديم مشروعات القوانين، وليس من حقه اقتراح القوانين، وكان يتكون من 30 عضوا ،نصفهم من المعينين والنصف الآخر من المنتخبين، يختار منهم خديوي مصر الرئيس ووكيلا من المعينين، وآخر من المنتخبين ...برلمان يحقق حلم الحقبة الخديوية، لتصبح مصرقطعة من أوروبا...أبي المصريون ألا تكون مصرإلا مصر...عرفت مصر الثورات الشعبية وبقيادة رجال من صفوفها، علي رأسهم عمائم الأزهروالكنيسة ... اندلعت ثورة 1919وخرج معها دستور 1923،تكون علي أثره مجلس للنواب، جميع أعضائه من المنتخبين لمدة خمس سنوات، يقابله مجلس للشيوخ من المنتخبين والمعينين ويتولي سلطة التشريع وإقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، يمارس الرقابة علي أعمال السلطة التنفيذية. جاءت حكومةاسماعيل باشا صدقي،وخدام أهدافها من الاخوان المتأسلمين، بدستور1930بشرته به الجماعة(واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد نبيا) وألغي دستور 1923 ... خرجت أول ثورة للشباب 1930- 1933بقيادة عبدالحكم الجراحي ،تنادي بسقوط دستور 1930 وعودة دستور 1923 وكان لهم ما أرادوا ...في 23 يوليو 1952 قامت ثورة مصرية ،غيرت صفحات التاريخ... راحت مصر من خلالها تبحث عن الاستقلال، ليس لها وحدها وإنما لكل إفريقيا وآسيا، ولتأكيد الهوية العربية ، فكان دستور 56 المؤقت. دساتيرعدة ومن بعدها مجالس شتي  مجلس( 1976) ...تعالت  فيه أصوات ترفض اتفاقيات (كامب ديفيد), مجالس تشكلت بالتزوير والتدليس ،لكل مجلس منهما ونوابهما فضائح تزكم رائحتها العفنة الأنوف... كنت أتمني ألا أعتمد علي الذاكرة فيما أوردت ،ولعل غيري يأتي من بعدي ليخرج إلينا بدراسة عن الحياة البرلمانية المصرية ما لها وما عليها .  علي البرلمان القادم أن يثبت لشعب مصر، أنه قادر علي تشكيل حياته كيفما يريد، لا كما يراد له من خبث النوايا...أن يثبت من حمضه النووي أنه الابن الشرعي، لثورتي 25 يناير و30 يونيو ... يلفظ ويسقط المضاربين في بورصات السياسة ... ألا يكون مجلسا للأعيان، مقتنصي اللقمة من أفواه الشعب ...أن يحرم زواج السلطة ورأس المال، وقد كانت وبالا علي مصر لأكثر من 40 سنة خلت... الأحزاب المبتسرة ،من جاءت برامجها ممهورة بخاتم لجنة الأحزاب بمجلس الشوري، الساقط بثورة 25يناير لا تصلح... برامجها إصلاحية ، تكونت عن يمين الحزب الحاكم وعن يساره ووسطه، لا تمثل بحال أيا من طوائف الأمة...الخلاص من أحزاب السَنة الغبراء (مقلة أو محمصة) تسالي قعدات الإخوان الشياطين،ورسم خطط الإرهاب ومحو الهوية، لحساب خلافة مزعومة ما زالت تعشش في أدمغة الأفاقين. كفانا عمليات نصب سياسي،وحتي لا يغلق الشعب نفسه كباريه الاحزاب رغما عنهم.. علي نواب مصر الجدد أن يضعوا وبأنفسهم، وبعيدا عن أحلام المراهقة الحزبية، عليهم أن يضعوا برامج للخمسين سنة القادمة، لبناء مصر الحديثة ...عليهم أن يغيروا ما بأنفسهم ،حتي يغيروا القوانين السيئة السمعة ، المهدرة للحريات، والقوانين التي فرضتها اتفاقيات كامب ديفيد، وعلي رأسهما قوانين التعليم من المهد إلي الجامعة . وإن لم تفعلوا فعليا التسعين ماأنتم نافعين.