مجرد فكرة

مخاوف متفائلة

محمود سالم
محمود سالم

بقلم/ محمود سالم

عندما يقترن الحذر بالتفاؤل تصبح المشاكل قابلة للعلاج وفى متناول صانع القرار وهنا تصبح المخاوف مشروعة ومتفائلة فى نفس الوقت. أتحدث عن المخاوف من الركود الاقتصادى التضخمى وهو وضع اقتصادى يتسم بارتفاع الأسعار مصحوبا بتراجع النمو فى ضوء تحديات كورونا .

وسط انشغال بعض الدول بمشاكلها الاقتصادية وسريان حالة من عدم اليقين فإن الحقيقة تشى بأن هناك اختلافا فى تقدير الموقف فالبعض يرى أن الخطر كامن ومن الممكن ظهوره فى أى وقت بينما يرى آخرون أن مصر لم تدخل بعد مرحلة الخطر وهناك طرف ثالث يرى الانتظار لنرى ، وهو ما دعا منتدى سياسات المستقبل بجامعة المستقبل إلى دق أجراس الحرص من الآن ولذا حشدت د. شيرين الشواربى عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة كلا من د. نجوى سمك أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة ود. ندى مسعود المستشارة الاقتصادية لوزيرة التخطيط وهانى توفيق الخبير المالى على طاولة للحوار حول تلك القضية وموقف مصر من هذه المخاوف . والحقيقة أن د. ندى عبرت عن تفاؤلها بالقول إن الدولة تعد استراتيجية لتحديد دورها ودور القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى من خلال معايير معينة بحيث تكون هناك أنشطة يعمل بها القطاع الخاص دون منافسة وأخرى مشاركة مع الدولة وثالثة تقتصر على الدولة فقط ، وقالت إن تلك الاستراتيجية كان من المفترض الانتهاء منها أوائل يناير الحالى لكنها ربما تتأخر قليلا ليتم التشاور بشأنها مع عدة جهات حكومية ، مؤكدة هذا التفاؤل بقولها : نحن متيقظون ، وعموما الدولة كان لابد أن تلعب دورها فى الأنشطة الاقتصادية ولكن آن الأوان لتوسيع المساحة للقطاع الخاص .. وسؤال مهم : هل مواجهة الركود التضخمى تتم من خلال زيادة حجم الدعم وخفض الأسعار؟ .. ترد بقولها إن ذلك يؤدى إلى تشوه السوق فالدعم من الممكن أن يتم من خلال أشكال أخرى مثل تكافل وكرامة .

بينما ترى د. نجوى سمك أن العلاج يتم من خلال زيادة إنتاج السلع والخدمات وخاصة فى قطاعى الصناعة والزراعة مما يحسن الأوضاع بالسوق . وبدورها لم تنس د. الشواربى التأكيد على أهمية الإصلاحات الهيكلية ودعم القطاع الخاص فى إطار خطة بالتنسيق مع مختلف الأطراف فيما يمكن تسميته بالــ « الحياد التنافسى « . كما لم تنس مطالبة الحكومة بإتاحة المعلومات والوثائق للباحثين للإطلاع عليها بهدف مساعدتهم فى مواجهة مختلف التحديات . أما هانى توفيق فقد ضرب مثالا طريفا وواقعيا عندما طرح تقديره لمواجهة الأوضاع المحتملة بقوله إن المطلوب وقت الزلزال هو الابتعاد عن مكان الخطر وليس الانهماك فى لملمة ما تكسر من أكواب أو فازات ، المهم تقليل الخسائر .. ربنا يكفينا شر الزلازل وخسائرها .