رفعت الجلسة | سرٌّ مع أبى

رفعت الجلسة سرٌّ مع أبى
رفعت الجلسة سرٌّ مع أبى

لا يمر يوم إلا وأسمع اشقائى وزوجاتهم يتمنون موت أبى، أرى فى عيونهم ذلك، الكل يبحث عما يخفيه ذلك العجوز فى خزائنه
فلا يهمهم سوى المال، أما العطف عليه فى أيامه المعدودة وزيارته فى شقته، تجد أعذارهم تلاحقك من كل اتجاه.


كثيرا ما حاولت أن أزيل الجشع والطمع من نفوس إخوتى وزوجاتهم تجاه أبى، لكننى بالفعل عجزت،  فكلما نظرت إلى حال كل منهم وجدت الديون قد تراكمت عليه، والظروف تقف ضده، فلا يجد أمامه سوى انتظار ما يخفيه ذلك العجوز فى جعبته بعد عمر طويل، فقد يكون المنقذ لهم من براثن الفقر.


أنا أعلم أبى جيدا هو لا يخبر أحدًا عن سره، لكنه كان يستثنى من ذلك والدتى التى توفاها الله منذ عامين، فقد كانت كاتمة أسراره ومنقذته من طلبات وجشع أشقائى المتواصلة منذ زواجهم،


كانت تقف لزوجاتهم بالمرصاد، وتضع حدًا لحديثهم عن الأموال التى يخفيها والدي
تعرض أبى لضغوط كثيرة من أشقائي، كثيرا ما طالبوه ببيع شقته والانتقال إلى شقة صغيرة تسعه بمفرده، وتوزيع أموالها بينهم، لكنه كان يرفض لحاجة فى نفس يعقوب أخفاها.


أكثر ما يؤلمنى أن أبى اليوم أصبح ضحية لنظرات إخوتى الثلاث وطمعهم فيما يملك، أشاهده يوزع الأمانى ويطبطب عليهم، ليس حبا فيهم، ولكن خشية من ردة فعلهم عندما يخبرهم أنه لا يملك ما يطمعون فيه.


كثيرا ما تحدث أبى معى، وكشف لى جشع أشقائى، وعن خشيته منهم، وعدم رغبته فى تحديهم، لكنه كان عازما على إخبارهم أن كل ما لديه هو ملك ذلك الشاب الصغير الذى لم يتزوج ولم يكن له منزل مثلما فعل والدى معهم


لكن بعد أن داهمه المرض اللعين مؤخرا، كشف لى السر الذى يخفيه عن الجميع، أخبرنى هاتفيا، أن الأموال التى يضعها فى البنك هى أموالى.
قال لى إنها حقى حتى تعيننى على الزواج، وإن المنزل الذى يسكن فيه هو منزلى مثلما اشترى لأشقائى منازلهم،
أكد أنه قام بتدوين كل ذلك باسمى دون أن يعلم أحد سوى مدير البنك الذى كان زميله فى العمل
، لكنه عاهدنى ألا اخبرهم سر الأموال إلا بعد وفاته
أشقائى الآن تسيطر على عيونهم غشاوة لا يرون سوى أموال أبى، يتجاهلون كونى أننى لم أتزوج مثلهم وليس لى بيت سوى هذا المنزل الذى دونه أبى باسمى.


حقيقة لا أريد هذه الأموال، فأنا أعلم أنها ستفجر بركانًا يأكل الأخضر واليابس ويحطم استقرار عائلتى، أنا لا أعلم رأى الشرع والقانون فى ذلك، لكن كل ما أعلمه أن أشقائى إذا علموا سيرفضون، ويثورون وبعدها ينتقمون كل على شاكلته وسأكون أنا الضحية، فى حين ستلاحق دعوات اللعنة ابى فى قبره.


انا الآن مسافر للعمل فى إحدى دول الخليج، أحاول بقدر الإمكان العمل من أجل توفير مستقبل جيد لى بعيدا عن أموال أبى، لكن ما يؤرقنى هذا الصدام القادم لا محالة بينى وبين أشقائى بعد عمر طويل لأبى.

 الحل بيدك

أعلم من حديثك أن والدك يخشى عليك من تقلبات الدنيا، فأنت أصغر أبنائه، وليس لديك عمل، وسافرت للخارج من أجل تأمين مستقبلك، وعلى الجانب الآخر إخوتك تزوجوا من مال أبيك وأصبح لدى كل واحد منهم عمل، لكن الشرع والقانون واضحان كما سردت الدكتور منى طه عامر المحامية بالنقض من أن حق الأب يجوز له أن يمنحك ثلث التركة هبة، غير ذلك سيسأل أمام الله، بجانب أن ذلك سيخلق نزاعًا قضائيًا خاصة أن والدك مصاب بمرض الموت مما سيدفع أشقاءك بالطعن على كل إجراء اتخذه والدك أمام القضاء.. لكن دعنى أهمس فى أذنيك، أنت حريص على استقرار عائلتك، لذلك لا تنظر لهذه التركة، خذ نصيبك منها مثل اخوتك بعد عمر طويل، وأنصح والدك أن يعيد الأمور لنصابها إما بتوزيع التركة بينكم قبل وفاته أو تركها توزع بالشرع بعد وفاته، لأن ما فعله والدك يخلق عداوة وقطيعة بينك وبين إخوتك إلى حين تصحيح الأوضاع.

 

اقرأ ايضا | رفعت الجلسة | أشباه رجال