كرم من الله السيد يكتب: ما لم يقله الرئيس

كرم من الله السيد
كرم من الله السيد

بنفس الأنامل التي كانت معارضة للرئيس أكتب.. وبنفس القلب الذي كان صارخاً برفضه أقول.. وبشجاعة ثائر كان يوماً يحلم بوطن دافئ أصيغ هذه الكلمات.. فبعد إنجازات حفظت وطن من الوقوع.. وسياسات حمت سمعة دولة من الضياع.. وبعد رؤى وطموح للرئيس حُققت في وقت أدهشنا وأفحم المتربصين.. وبعد أن رأينا فلسفة إدارة "ابن البلد" والتي ستدرس يوماً للعالم أجمع.. سرحت بخيال كاتب يحبو بقلمه المكسور بين أقلام كبار الكتاب ووصل بي خيالي إلى أن تخيلت أن الشعب كله تجسد دفعة واحدة في هيئة رجل يمشي في الطريق مع الرئيس ودار بينهما هذا الحوار..

حيث رأيت فيما يرى أصحاب الخيال ومن مسافة تتيح لي سماع الحديث، رأيت وكأن الرئيس يمشي في طريق طويل مع رجل وفهمت من مشيتهما أن الرجل يتأهب لسماع سؤال من الرئيس وخلف شجرة مثمرة جلست أترقبهما، ورأيت الرئيس يربت على كتف الرجل وسمعته يقول له: أعلم أنك لم تكن تؤمن برؤيتي لمصر وشككت في فكري وسياساتي الحالمة للوطن.. فنظر الرجل إلى الرئيس وهم بالرد عليه وفجأة تبسم الرئيس والحق ابتسامته بسؤال رئيس منتصر  سؤالا لا يحمل  في طياته سوى التواضع وقال لهذا الرجل: وماذا الآن؟ 

ثم  اردف  الرئيس قائلاً لهذا الرجل ولكن عليك قبل أن تُجيب علي هذا السؤال  أن تعرف أن هذه الإجابه تتوقف علي قدرتك علي الوقوف أمام نفسك بقوة وبصدق وبتجرد وبرجولة  أيضاً ..

ثم ادرت عدسة عيناي بدقة نحو الرجل فرأيته  صامتاً في فلك من الحيرة  يفكر في الإجابة  وفجأة اعتذر منه الرئيس بأدب جم ليقف علي خريطة جديدة لأحد المشروعات القومية .. فهمت انا من هذا أن الرئيس ترك للرجل المجال للوقف مع نفسه وفتح حوار هادئ وصادق معها ..

وفي الخيال استطعت أن اكون قادراً علي سماع مايدور في سريرة الرجل الحائر وسمعته وكأنه يصرخ ويقول  :لن أكون قادر علي  أن ألوم الرئيس اذا قال لي :قلت لك يوماً أني سأشكوك الي الله ولم يكن في يده سوي الإيمان بالله  ثم بالوطن و بالعمل وسخرت من مقولته ولم افهما؟ 

ولن استطيع  أن أثبت عيناي الآن في عيّني الرئيس لو طرح عليّ الأسئلة التالية: كم مرة طلبت منك الوقوف بجانبي وتكاسلت ؟ كم مرة وقفت في صفوف المعارضه المخادعة دون وعي وصبرت عليك؟ كم مرة قلت لك أن هدفي هو الحفاظ علي الدولة المصرية وأن توليتي السلطة كان واجب وطني محتم عليّ ولم تصدقني؟ .. 

ولماذا لم تصدقني عندما قلت لك بأني سأضع بين يديك آلاف المشاريع خلال سنوات وجيزة ؟ سخرت من اهتمامي بالطرق والكباري  فما رأيك الآن بعد أن كانت مصر من أكثر الدول خطورة في مجال الطرق ووصلت  الآن الي الترتيب 45 عالمياً في مجال أمن وجودة الطرق  ؟

 الكهرباء التي كانت تزور المناطق كضيف خفيف الآن الاستثمار فيها بلغ أكثر من تريليوني جنيه  ووصلت الي  اكثر من 25 الف ميجا وات وبمصر أكبر بنيان للطاقة الشمسية  وقد تم بناء  28 محطة طاقة فهل مازلت تسخر من طموحاتي للوطن ؟ وقناة السويس الجديدة التي حولت مصر الي مركز تجاري ولوجيستي عالمي والتي قامت بإنجاح  مشروع محور التنمية بمنطقة قناة السويس هل فهمت قيمتها وقيمة الفكرة  والمعلومة ودقة دراسة خريطة المنطقة الآن؟و مشروعات الأنفاق وربط سيناء بالوطن الأم اصحبت حقيقة الآن أم لا؟ الطفرة في السكك الحديد والقطارات ووضع الموانئ المصرية علي الخريطة العالمية حلم تحقق علي أرض الواقع  أم لا؟ قدمت لك الف مشروع اسكاني ومصر كادت أن تكون بلا عشوائيات فهل رأيت بأم عينك هذا؟ 

خمسة مطارات في سبع سنوات كيف تري هذا؟ 

مليون ونصف فدان للحفاظ علي الأمن القومي الغذائي كانت فكرة هل رأيت تحقيقها علي أرض الواقع ؟ ثلاث الاف مدرسة تم انشائها في سبع سنوات هل حدث هذا أمام عينيك أم لا؟  ..

وفجأة  توقف الرجل عن التفكير ثم سريعاً ما عاد اليه ثانية وقال :ماذا لو همس في اذني الرئيس  الآن بسؤال مختلف وقال : هل احتل  الإقتصاد المصري المركز الثاني كأكبر معدل نمو اقتصادي عالمي في 2020 بنسبة 306% متجاوز توقعات صندوق النقد الدولي أم لا ؟ 

وماذا لو جلس الرئيس ببساطته بجواري واضاف سؤال آخر عميق قد لا يشغل بالي مدي اهميته والسؤال هو  هل تعلم أن الإحتياطي النقدي لمصر إرتفع الي 40.3 مليار دولار لهذا العام؟

و ماذا لو اختبرني الرئيس عن مدى معلوماتي عن وضع مصر خارجياً قبل تولية وبعده؟ 

وماذا سيكون رد فعلي عندما يُعلمني الرئيس أن مصر مدت جسورها الي جميع الأشقاء العرب وعاد الجميع الي حضن القاهرة من جديد؟ وكيف سيكون ردي عندما يسألني الرئيس عن مجهوده لإعادة مصر الي عمقها التاريخي وعن فهمي لحنكته السياسية في تحويل القاهرة الي قبلة للأشقاء الأفارقة؟

ثم انتفض جسد الرجل عندما تذكر سخريته من مقولة   الرئيس " الشعب يريد من يحنو عليه " وتساءل فماذا لو قال لي الرئيس الآن اليس كل هذه الإنجازات والمشروعات والأمن والآمان والاستقرار من مظاهر الحنو  أم لا؟

أفاق الرجل علي وقع خطوات الرئيس الواثقة وأفقت أنا من خيالي  ووجدتني أقول : هذا قليل من كثير لم يقوله الرئيس للشعب ولن يقوله ..فمن يؤمن بالوطن يري كل انجازاته واجب وطني لا يحتاج الي شكر من أحد عليه.. وقلت بيقين لن يطرح الرئيس هذه الاسئلة علي أحد  فالرجل ممتلئ بالإيمان بالوطن وموقن بدوره تجاهه وسيفه هو العمل ودرعه التوكل علي الله .