د. سحر شوقى «مصرية تراقب الأمان النووى العالمى»

د. سحر  شوقى
د. سحر شوقى

لا يتواضع إلا من كان واثقاً بنفسه، ولا يتكبر إلا من كان عالما بنقصهِ، واملك من الدنيا ما شئت، لكنك ستخرج منها كما جئت، فازرع دَاخِل الجَميع شَيئاً جميلا فإن لم يكن حبا فليكن احتِراما.. هكذا يمكن أن تكون بداية الكلام عن الدكتورة سحر محمد شوقى، التى تتبوأ منصب كبير المفتشين لشئون الضمانات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشحة للفوز بلقب «شخصية العام للتحكم فى انتشار التسلح» هى والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجموعة التى تعمل ضمنها، وتعتبر المصرية الوحيدة ضمن فريق العمل، ولذلك كانت من أهم مصادر وأسباب سعادة المصريين بها وبعملها ونجاحها.

هذا الترشيح هو تتويج لإنجازات كثيرة حققتها الدكتورة سحر، ويعكس الدور المهم الذى تلعبه هذه العالمة المصرية فى نشر السلام ومراقبة الأمان النووى فى العالم، حيث إنها تشارك كمنسق لعمليات التفتيش والتحقق من المواد النووية والتفتيش على المنشآت النووية فى العديد من الدول مثل اليابان، كوريا، وتايوان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك منذ عام 2004 وحتى الآن، وصحيح أنها إحدى عالمات هيئة الطاقة الذرية المصرية، إضافة لعملها ككبير المفتشين فى فريق التفتيش الدولى على البرنامج النووى الإيرانى.


والعمل فى هذا المجال ليس بالأمر السهل بل صعب للغاية، فالتفتيش هنا يعنى التأكد من دقة ما تقدمه الدولة عن برنامجها النووى من معلومات تتسم بالدقة، والتأكد من احترام الدولة لبنود الاتفاقيات الدولية لتحقيق السلامة النووية، وحظر انتشار الأسلحة النووية، من خلال الإجراءات التى تتم باستخدام المواد النووية مثل الشحن والاستلام والتسليم لتكون فى إطار قواعد اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية بشكل دورى، لكن الأجمل أننا أمام صورة ونموذج للسيدة المصرية - الأم والزوجة والأخت والابنة - بكل صفاتها «الجدعنة.. الشهامة.. القدرة على التحمل.. الصبر.. الكفاح.. حب الوطن والأسرة لدرجة التضحية بنفسها»، بل وخفة الدم التى تلمسها بمجرد الحديث معها.


فعلى عكس بنات جيلها اللاتى التحقن معها بكلية العلوم جامعة القاهرة، اختارت الالتحاق بقسم الفيزياء الحيوية (Biophysics)، وكان قسما جديدا وصعباً للغاية لكنها أحبت الدراسة فيه وتفوقت، وبعد التخرج عينت فى الهيئة المصرية للطاقة الذرية، وكانت رسالتها لنيل درجة الماجستير، هى وضع خريطة إشعاعية لمصر، بهدف إجراء مسح إشعاعى لمناطق الدلتا والساحل الشمالى فى التربة والمياه والترسيبات المائية، وذلك فى أعقاب حادثة تشرنوبيل عام 1986، أثناء مرحلة الإعداد لنيل درجة الدكتوراه وكانت عن بحيرة ناصر، حصلت على منحة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية للدراسة بمركز البحوث النووية فى مدينة يوليش الألمانية لمدة ستة أشهر، وبعد انتهاء تلك المدة طلب منها رئيس المعهد الاستمرار فى العمل، وتسجيل الدكتوراه هناك، فسجلت لشهادة الدكتوراه بألمانيا فى موضوع له علاقة بالتلوث البيئى، وارتباط ذلك بشكل غير مباشر بالإشعاع، وأتمت الدراسة فى ثلاث سنوات فقط بعدها عادت لمصر.


وكعالمة مصرية، ترى أن المشروع النووى المصرى سيضع مصر فى مصاف الدول الكبرى، لذلك لا بُد من التوسع فى تخريج متخصصين وفنيين فى مجالات الهندسة النووية، وعندما تنطق الدكتورة سحر شوقى بلسان الست المصرية - بكل صفاتها الجميلة وبعمق ما حققته عبر تاريخها فى كافة العصور- تقول: لقد أردت النجاح وكان سندى هو زوجى الدكتور هانى عامر الذى ظل يدعمنى حتى وصلت لما أطمح إليه.


تتابع: لا أنسى كذلك فضل مصر.. كنت مقيمة بالخارج وأجوب العالم من شرقه لغربه كمفتشة دولية بالوكالة الدولية للطاقة، أرى ما لا يراه من بالداخل بوضوح، أرى نهضة لم أرها من قبل، أرى مدناً جديده وشبكة طرق عملاقه لا تقل عن أى بلد متقدم، ومشروعات كانت فى عداد الأحلام والخيال، أرى محاولات جدية وجهود رائعة فى الصناعة والزراعة والصحة والتعليم بعد عقود من الإهمال، أرى معاش «كرامة» وحمله «مليون صحة»، وأماكن للعلاج من ڤيروس «سى» بالمجان ووحدات غسيل الكلى للجميع.. إلخ.


وتضيف: أرى من يعمل جاهداً للنهوض بالبلد والبنية التحتية لبلد كان على حافة الانهيار وأقل ما نقدمه هو أن نساند ونصبر فلا أحد يحصد أثناء الزرع، ونشكر الله على ما رزقنا وأن سخر لنا من يرى الـ100 مليون مصرى وليس نفسه ومصلحته فقط.

 

اقرأ ايضا | «الطاقة الذرية»: مصر ساهمت في دعم الدول العربية لإنشاء مفاعلات الأبحاث