حكاية غريبة لم تعرفها الصحافة.. كيف أصبحت «أمينة السعيد» صحفية؟‬

أمينة السعيد
أمينة السعيد

حكاية أمينة السعيد مع الصحافة حكاية طويلة، بدأت في عام 1933، وهي في تفاصيلها تختلف تمامًا عن غيرها من الحكايات، فحكايتها لم تتدخل فيها الصدفة، ولم تصنعها الفرصة، ولم تخلقها حاجة البحث عن عمل، فهي حكاية غريبة لم تعرفها الصحافة قبلها، ولا  ستعرفها بعدها.

 

وكل ذلك لأن أمينة السعيد أصبحت صحفية، وأصبحت محررة في دار الهلال بناء على طلب القراء، بحسب ما تم نشره في مجلة آخر ساعة في 20 ديسمبر عام 1970 فهذه هي القصة.

 

كانت مجلة المصور تنشر ضمن مواد صفحتها أحد الأبواب الصحفية بعنوان «اسأليني»، ومهمة هذا الباب هي الإجابة على أسئلة القراء التي تحمل مشاكلهم ومتاعبهم، وكان يقوم بالرد على الرسائل بعض الأدباء وذوي الرأي والخبرة، وكانوا يتناوبون في كتابة هذه الردود بالدور.

اقرأ أيضا| مصطفى كامل.. طفل تنبأ له وزير المعارف بالزعامة

وعندما جاء الدور على أمينة السعيد ونشرت المجلة ردودها على أسئلة القراء فوجيء المسئولون في دار الهلال بأن عدد خطابات القراء قد تضاعف إلى أكثر من أربعة أضعاف، وأن معظمهم يطلبون عرض مشكلتهم على أمينة.

ولم يجد أصحاب الدار وقتها ما يفعلونه غير إجابة القراء إلى طلبهم، وتقرر تعيين أمينة محررة بها، وأن تختص دون غيرها بالرد على أسئلة القراء، ونالت أمينة بالأسلوب الذي تعالج به مشاكل الناس ثقتهم جميعًا.

أمينة السعيد هي في الأصل ناشطة حقوق المرأة، عاشت طفولتها وسط مجتمع أسيوط المغلق عندما كان نضال هدى شعراوي وزميلاتها من أجل المساواة قد وصل إلى ذروته، وما ان بلغت أمينة عمر الرابعة عشر، حتى انضمت إلى الاتحاد النسائي، ثم في عام 1931 التحقت بجامعة فؤاد الأول ضمن أول دفعة تضم فتيات.

عملت أمينة بعد تخرجها في مجلة المصور وظلت تكتب عمودها بانتظام حتى قبيل وفاتها، واشتهرت بباب "اسألونى"، ثم أصبحت امينة رئيسة لدار الهلال.

وأمينة هي أول سيدة تتولى رئاسة تحرير مجلة حواء، وكان يصل توزيعها إلى 175 نسخة، وكان دفاع أمينة عن المساواة بين الرجل والمرأة هو وقود كتاباتها، وتوفيت أمينة السعيد عام 1995.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم