حصاد 2021| «نفق الحرية».. الهروب من سجن جلبوع أعاد قضية الأسرى الفلسطينيين للواجهة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قضية الأسرى هي واحدة من أبرز صور القضية الفلسطينية، والتي تظل شاهدةً على صمود الشعب الفلسطيني في أرضه وتحديه بكل جلدٍ لكل من يقف في طريق وجوده على أرضه أرض الجدود، فكان الفداء عنوانًا بارزًا في صفحة كثير من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين زُجوا بهم في سجون الاحتلال.

وقضية الأسرى في فلسطين مستمرة منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين التاريخية، وقد تجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين، الذين قبعوا في سجون الاحتلال منذ حرب الخامس من يونيو عام 1967 حاجز المليون أسير.

ولكن ما ميز قضية الأسرى هذا العام أنها عادت إلى الواجهة مجددًا، بعدما كانت قد قلّ الضوء المسلط تجاهها بعض الشيء خلال السنوات الماضية.

وكان السبب في ذلك "نفق الحرية"، الذي شقوه أسرى فلسطينيون بوسائل بداية داخل واحد من أشد سجون الاحتلال حراسةً، ليتمكنوا من تحرير أنفسهم.

واقعة الهروب 

وتمكن ستة أسرى فلسطينيين من الهروب من سجن "جلبوع" شديد الحراسة، في 6 سبتمبر الجاري، في ضربةٍ قويةٍ للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلا أن قوات الاحتلال أعادت اعتقالهم، بدايةً من اعتقال أربعة منهم، مساء 10 سبتمبر وفجر 11 سبتمبر، بشكلٍ متتابعٍ.

والأسرى الستة هم محمد العارضة ومحمود العارضة وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري ومناضل يعقوب نفيعات وأيهم فؤاد كمامجي.

وظل الأسيران مناضل نفيعات وأيهم كمامجي حرّين طليقين، إلى أن تم اعتقالهم فجر الأحد 19 سبتمبر، في جنين.

ومثل الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم آنفًا، في 11 سبتمبر، أمام محكمة "الناصرة" الإسرائيلية، والتي قررت تمديد اعتقالهم مثلما جرى الأمر لاحقًا مع آخر أسيرين معتقلين.

وقبل يومين من اعتقال أي أسير من الستة، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: إن "عملية مطاردة الأسرى الستة هي الأكبر في تاريخ إسرائيل"، مشيرةً إلى أنها تشارك فيها 730 مركبة شرطة وطائرات مروحية ومسيرة.

وتحدثت الصحيفة، عن أن الجيش الإسرائيلي يستخدم قدرات غير مسبوقة من مجسات ومنظومة رقابة في البحث عن الأسرى الفارين من سجن "جلبوع".

ورغم تمكن قوات الاحتلال من إعادة الأسرى الستة إلى الأسر مجددًا، إلا أن قصة هروبهم ظلت حدثًا بارزًا هذا العام، ولا تزال تؤرق أجفان إدارة السجون الإسرائيلية.

قصة تُدرس

وقال قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في تصريحاتٍ سابقةٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن "خطة هروبهم تدرس مستقبلًا كعمل بطولي خارق للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، ونحن اعتبرناها قصة بطولة، وهي نجاح كبير للحركة الأسيرة".

وأشار أبو بكر إلى أن عملية الهروب أعطت دلالة على مستوى الأسرى وكذلك على مستوى القضية الفلسطينية والمستوى الخارجي وكذلك جعل العالم يغير من موقفه.

وتابع قائلًا: "يجب أن نستغل ذلك على صعيد الأسرى خاصةً مع الأوضاع السيئة للأسرى خاصة بعد هذه الواقعة، التي سادت وانعكس ذلك على الأوضاع السيئة داخل السجون.. تنقلات من سجن لآخر ووضعت قسم في الزنازين ووضعت العالم كله أمام حالة الأسير الفلسطيني، وكانت محطة إعجاب من كل العالم والناس المتعاطفة مع القضية الفلسطينية عربيًا ودوليًا".

اقرأ أيضًا: في محاكم الاحتلال.. قصة المحاكمة «الأطول عددًا» في التاريخ