محمد عبدالوهاب يخرج في «عز البرد» ليستمع لصوتها.. فمن هي؟

عفاف راضي
عفاف راضي

فتاة هادئة، رقيقة وخجولة، صغيرة الحجم وقليلة الكلام، درست في الكونسرفتوار، وقال عنها أستاذها في المعهد أن صوتها «سوبرانو» فيه قوة وجمال ويستحق أن يكون صوتًا عالميًا.

فتاة لم يتجاوز عمرها التاسعة عشر اسمها عفاف راضي تغني على مسرح البالون في «عصفورة الجنة»، صوت جميل وقوي سمع عنه الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، فذهب إلى البالون «في عز البرد» ليستمع إلى صوتها.

وبعد العرض صعد موسيقار الأجيال إليها وحياها، وشجعها وأبدى إعجابه بصوتها، وقال لها «صوتك حلو.. وقوي.. وفيه نبرات جميلة».

اقرأ أيضا| «يا رقاصة يا بلاش».. هاجر حمدي تفاجئ جمهورها في رأس السنة

واستطاعت البنت الصغيرة عفاف أن تملأ بصوتها القوي مسرح البالون الكبير الذي تضيع فيه أصوات كثيرة، ومع أن «الميكرفون» ضروري لمعظم المطربين والمطربات إلا أنه غير ضروري لعفاف، فهي لا تحتاج إلى «جواز مرور» فصوتها يصل إلى الناس بدون موصل، فهي قادرة على الغناء بدون ميكروفون حتى لو كان ذلك في مسرح البالون الكبير.

وفي حوار تم نشره في مجلة «آخر ساعة» في 25 ديسمبر 1968، قالت الكاتبة الصحفية إيريس نظمي لعفاف راضي أن صوتها مكسب للأغنية العربية وهو أيضًا صوت أوبرا ممتاز، وعليها أن تختار بينهما.

 ابتسمت عفاف وقالت: «لا أريد أن ابتعد عن الأغنية العربية ولا عن الأوبرا، اتمنى أن أستمر في المجالين، والاختيار صعب، واتمنى أن تكون عندنا في الوقت القريب أوبرا مصرية».

فقالت لها الكاتبة الصحفية: «عندما سمعت صوتك تذكرت على الفور فيروز، فقالت عفاف: "كثيرون قالوا لي نفس الكلام، وقد يكون ذلك تشابهًا طبيعيًا غير مقصود مني، ومع أني أحب صوت فيروز جدًا، إلا أني لا أحب أن أقلدها، أريد أن تكون لي شخصيتي المستقلة".

ولدت عفاف عبدالحليم راضي في المحلة الكبرى، ثم أتت إلى القاهرة وعملت في برامج الأطفال، ثم لمعت في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات وغنت الأغنيات العاطفية وأغنيات الأطفال، ومن أشهر أغانيها بتسأل يا حبيبي، مصر هي أمي، هم النم، سوسة سوسة.

كما عملت في مسرحيات غنائية، ولها فيلم واحد في السينما هو مولد يا دنيا، وعمها هو المخرج الراحل السيد راضي، وسبب غيابها عن المشهد الفني خلال السنوات الماضية هو اختلاف المناخ في الوسط الغنائي.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم