حكايات| على الطراز الإيطالي.. أول مول تجاري مصري بالقرن العشرين

أول مول تجاري مصري بالقرن العشرين
أول مول تجاري مصري بالقرن العشرين

في بداية القرن العشرين، خرجت محلات سيمون ارزت في بورسعيد إلى النور من أجل الصيادين والبحارة الأجانب الذين يمرون على السفن  من الممر الملاحي لقناة السويس، والذي تأسس في أوائل القرن العشرين بتصميم هندسي ليس له مثيل في العصر الحالي إلا في نابولي.

 

وصاحب هذا المتجر هو سيمون ارزت، مزارع تبغ أوروبي وصل إلى بورسعيد سنة 1869 لكي يستثمر أمواله في مصر، وهو نفس سنة افتتاح قناة السويس فافتتح مصانع للتبغ في القاهرة والإسكندرية، خلال الفترة من 1907 إلى 1913، وكان يصنع سجائر خاصة به وهناك نوع من السجائر باسمه كماركة هامة في هذا الوقت.

 

لكن بعدما ذاع صيته في القاهرة والإسكندرية، بدأ سيمون ارزت رحلته مع محافظة بورسعيد وانتقل إليها وأنشأ المحل الكبير والذي  يعتبر أول مول على الطراز المتعارف عليه أمام الممر الملاحي لقناة السويس سنه 1923، وحمل اسمه «سيمون أرزت».

 

 

بعد ذلك توسع «أرزت» في نشاط المتجر الكبير وأصبح واحدًا من أكبر المتاجر في عصره ونقطة جذب على مستوى العالم، وبدأ يبيع كل شيء بداية من الطربوش والملابس الجاهزة ومستحضرات التجميل والشامبوهات والأحذية لكي يلبى احتياجات السفن التي تعبر القناة، وكانت البضائع مستوردة من مالطا والصين بينما الفضة من دمشق، بالإضافة إلى المطرزات والملابس المصرية والهندية.

 

اقرأ أيضًا| ميدان المجذوب.. بوابة أسيوط القديمة 

 

وعندما زادت شهرة المحل أكثر وأصبحت زبائنه من كل الجنسيات والسفن ترسو خصيصاً لكي يتمكن البحارة من ارتياد المحل، قرر مالكه تخصيص زي موحد لونه أبيض في أحمر لكل العاملين في المتجر مع ارتداء «شابو» وهو غطاء رأس مميز لهم ومن يخالف كان يتم توقيع عقوبة إدارية وخصم مالي.

 

أما التصميم الهندسي لمحلات سيمون أرزت فقد اختفى تماما في العصر الحالي، ولم يعد هناك سوى مبنى واحد من الطراز المعماري الأثري إلا مبنى واحداً فقط شبيه للمبنى الموجود في بورسعيد، وهو متجر أثري في نابولي بإيطاليا يتبع عائلة سيمون أرزت أيضًا. 

 

 

ببساطة تم بناء متجر سيمون أرزت في بورسعيد على طراز أوروبي يضاهي متاجر «جاليريا فيتوريو ايمانويل الثانى» بمدينه ميلانو ونابولي بإيطاليا تم إنشاؤه على مساحه ألفين متر مربع مع واجهة الشارع من 40 مترا وكان يتألف من قاعة مستطيلة مع صالات العرض على دورين.

 

سقف أرزت ببورسعيد كان من الزجاج الملون لأن المهندسين الذين بنوه صمموه لكي يسمح للإضاءة الطبيعية تدخل له من كل مكان، وظلت مواعيد العمل به ترتبط بمواعيد وصول البواخر لميناء بورسعيد فلم يكن من الغريب أن تراه مفتوحًا ويعمل في أي وقت من أوقات اليوم.

 

ليس هذا فحسب بل كانت تباع في المحل أفخم وأحدث المنتجات التي كانت تأتي من كل مكان في العالم وكانت البضائع مستوردة من مالطا والصين، والفضة من دمشق، بجانب المطرزات والملابس المصرية والهندية!

 

 

 كما كان له فريق يقوم بالصعود على سطح السفن العابرة للترويج لبضائعه وبيعها للمسافرين بما يشبه البيع بالتوصيل للأماكن أو الديليفري الذي يعرف حديثاً هذه الأيام؛ حيث كان المسافر في طريقه إلى إفريقيا والهند والشرق الأقصى يتوفر له كل ما تحتاجه طالما باخرة الركاب تكون في مرساها على رصيف الميناء.