عاجل

فى الصميم

مصر وموقفها الثابت فى أزمة ليبيا

جلال عارف
جلال عارف

تواصل مصر جهودها لكى تصل ليبيا الشقيقة إلى بر الأمان. الاتصال الهام أول أمس بين الرئيس السيسى والرئيس الروسى «بوتين» هو خطوة فى هذا الاتجاه روسيا طرف فاعل فى الأزمة الليبية وجهدها مطلوب لمنع تداعيات الموقف إلى منطقة الخطر بعد تأجيل انتخابات الرئاسة فى ليبيا.


موقف مصر المبدئى من الأزمة لا يتغير. من البداية أكدت أن قضية ليبيا قضية أمن قومى بالنسبة لمصر، وحين وضعت الخطوط الحمراء كانت تؤكد أن الحل فى ليبيا لابد أن يكون سياسيا، ولابد أن يكون ليبيا يعكس إرادة شعب ليبيا ويحفظ وحدة البلاد واستقلالها.


فى الاتصال مع «بوتين» أكد الرئيس السيسى أن مصر مستمرة فى جهودها لتقريب وجهات النظر بين الاشقاء الليبيين حتى يتسنى لليبيا عبور المرحلة الانتقالية الحالية وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبى الشقيق فى اختيار قيادته وممثليه.


وفى البيان الرسمى أنه تم التوافق بين الجانبين المصرى والروسى على أهمية تكثيف الجهود المشتركة والتنسيق المتبادل بين مصر وروسيا لتسوية الازمة الليبية وتحقيق طموحات الشعب الليبى فى مستقبل افضل، ومكافحة وتقويض الميلشيات المسلحة والتنظيمات الارهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة فى الشأن الليبى».


الموقف فى ليبيا دقيق، وعبور المرحلة الانتقالية بسلام يستدعى توافقاً داخليا بين الاشقاء الليبيين، ويستدعى أيضاً حشد الجهد الدولى بعيداً عن صراعات المصالح لأن الخطر سيكون على الجميع إذا نجح المتآمرون فى قطع الطريق على المسيرة السلمية لإنهاء الازمة وإعادة ليبيا إلى نقطة الصفر حيث حكم الميلشيات وتحالف الارهاب مع الطامعين فى بقاء نفوذهم غير الشرعى على حساب استقرار ليبيا واستقلالها.
رسالة مصر واضحة كما كانت دائماً.. جهدها كله لدعم شعب ليبيا الشقيق لعبور المرحلة الانتقالية وفرض ارادته الحرة لتستعيد الدولة من الفوضى والدمار ودعمها الكامل لتحقيق التوافق بين القوى الوطنية لعبور المرحلة الصعبة، وللتنسيق مع القوى الكبرى من أجل موقف دولى داعم لشعب ليبيا ورافض لمحاولات ميلشيات الارهاب والقوى الخارجية الداعمة لها لإبقاء ليبيا رهينة فى يدها.. وهو ما لم تسمح به مصر ولن تسمح، فليبيا الشقيقة ستظل على الدوام قضية أمن قومى لمصر، وإرادة شعبها الحرة لابد أن تنتصر مهما كانت العقبات.