لم تكن تحلم يومًا بأن تصبح نجمة سينمائية، لكن القدر منحها قبلة الحياة الفنية حتى وإن صارت من فنانات الصف الثاني، لكنها باتت وجهًا مألوفا للمشاهد المصري والعربي، خاصة في أدوار الشر.
كانت لولا صدقي تعمل كومبارس في أفلام ستوديو مصر مقابل 50 قرشا في اليوم إذا كان العمل نهارا، وجنيها إذا اضطرها المخرج للبس فستان سهرة.
وعهد إلى «لولا» بدور صغير في فيلم حياة الظلام مقابل عشرة جنيهات، ثم قامت برقصة في فيلم لـ«آسيا» ولم تقبض مليما واحدا وكانت متفقة على عشرة جنيهات، كذلك قامت بدور في فيلم سر أبي مقابل 100 جنيه لم تحصل منها إلا على 50 جنيهًا.
ولدت الفنانة الراحلة لولا صدقي، في 27 أكتوبر عام 1923، في القاهرة، لأم إيطالية وأب مصري، فوالدها هو الكاتب والمؤلف المسرحي أمين صدقي.
اقرأ أيضًا| صور نادرة.. كيف احتفل الفنانون في الستينيات برأس السنة؟
رفض والدها دخولها مجال التمثيل، على الرغم من أن شقيقتها الكبرى «صفية صدقي» كانت تعمل في المجال وشاركت بأدوار ثانوية في العديد من الأعمال.
تمسكت لولا صدقي برغبتها في العمل بالمجال الفني، ووقفت ضد قرار والدها، وعملت في أحد الملاهي الليلية كمطربة تغني باللغتين الإيطالية والفرنسية.
وبعد أن ساءت أحوال الأسرة المادية، اضطر والدها أن يوافق على التحاقها بفرقة دكتور أمين توفيق المسرحية، وقدمت بعض الأدوار المسرحية البسيطة، ودخلت مجال السينما، من خلال المخرج أحمد بدرخان، الذي اختارها للمشاركة في فيلم «حياة الظلام»، والذي يعد أول أعمالها السينمائية.
وبرزت في أدوار المرأة الشريرة، والفتاة العابثة اللعوب، وبرعت في تقديم تلك الأدوار؛ حيث شاركت لولا صدقي في أكثر من 49 فيلما سينمائيا على مدار مشوارها الفني الذي بدأته في الخمسينيات، منها أفلام: الأستاذة فاطمة، حرام عليك، عريس مراتي، أبو حلموس، أحبك انت، عفريتة هانم، المنزل رقم 13، النمر، شهرزاد.
تزوجت لولا صدقي، 9 مرات، كان أول أزواجها محمد راغب، أشهر رسامي الأفيشات السينمائية في الأربعينات، أما الزوج الثاني فكان شاب ثري من عائلة عريقة، وكان زوجها الرابع شاب ثري وانفصلا 3 مرات، وكان الزوج الخامس محللا للزوج الرابع.
أما الزوج السادس فكان رساما فرنسيا، ولم يستمر زواجهما سوى عام، وانفصلا بسبب استدعائه للعودة لباريس، وكان زوجها السابع إيطالياً، يشغل منصب مدير فندقي المقطم والمنتزه، وبعد انفصالهما تزوجت من علي رضوان مدير إنتاج شركتها السينمائية، وبعد انفصالهما تزوجت من رجل أعمال أرمني التقت به في لبنان، وبعدها سافر معه للعيش في روما.
كانت زيجتها السابعة من مصور سينمائي إيطالي يدعى جياني دالماني، أشهر إسلامه وغير اسمه ليكون أمين المهدي على اسم والدها، وذلك من أجل الزواج منها، ولكن حدث الانفصال سريعا بعد 6 أشهر فقط من الزواج.
عاشت لولا صدقي في إيطاليا مع زوجها التاسع والأخير، منذ عام 1964، حتى وفاتها في 8 مايو 2001، عن عمر يناهز 77 عاما، ودفنت بالعاصمة الإيطالية روما.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
