خواطر

ماذا عن أمن واستقرار ليبيا بعد تعطيل الانتخابات الرئاسية

جلال دويدار
جلال دويدار

تطورات الأحداث فى الشقيقة ليبيا تشير الى ان الاوضاع السياسية تسير نحو المجهول. ان ذلك يتمثل فى عدم اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية التى كان محددا لها أن تبدأ أول أمس الجمعة الماضى ٢٤ ديسمبر. كان من المفروض ان تمهد هذه الانتخابات -التى تقررت بتوافقات ليبية وتدخلات دولية وأممية - لتشكيل المؤسسات الدستورية إيذانا بعودة كيان الدولة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار الغائبين منذ مايزيد عليه عشر سنوات .
مايحدث حاليا - وفقا لما هو متداول- ومعلن محوره تمسك عبد الحميد الدبيبة رئيس الوزراء الحالى بعدم التخلى عن السلطة . هذا الموقف يلقى معارضة من بعض الأطراف ومن البرلمان الليبى الذى مقره بنى غازى والمدعوم بالجيش الوطنى. لم يكتف الدبيبة بذلك وانما سعى الى استقطاب تأييد بعض الميلشيات المسلحة لدعم بقائه فى السلطة .
التعليقات على هذا الوضع .. تضمن الخوف من العودة الى المربع الاول من التنازع والصراعات وهو ما سوف يعوق تفعيل انهاء حقبة الضياع والمعاناة الناتجة عن سيطرة الميلشيات المسلحة .
كان من المقرر انهاء وجود هذه التنظيمات المسلحة والارهابية .. على أساس وجود جيش وطنى بالاضافة الى تشكيل اجهزة امنية موحدة هذه الخطوات تأتى تنفيذا لما كان قد تم الاتفاق عليه بين الفرقاء الليبيين من خلال الوساطات والمؤتمرات الدولية .
من المؤكد ان وراء تفاقم الوضع الليبى .. دورا خفيا للقوى الأجنبية الخارجية وبعض التنظيمات المتطرفة المتحالفة .. وهو ما يمثل فى مساندة هذه التطورات . إنها تأمل من وراء ذلك الاحتفاظ بوجودها ونفوذها ومنافعها على حساب مصلحة الشعب الليبى .
ليس من سبيل لعودة الأمور الى نصابها الصحيح والسليم .. سوى بالتدخل الحاسم والفاعل من القوى الدولية من أجل استعادة العودة للالتزام بالاتفاقات التى كان قد تم التوصل اليها والعمل على اجراء الانتخابات .
الأمل معقود حاليا.. على انهاء الخلافات والاستجابة لمفوضية الانتخابات التى حددت مهلة شهرا لهذه الانتخابات. فى نفس الوقت توالت الدعوات من الامم المتحدة ومن العديد من الدول مطالبة بضرورة واهمية سرعة توافق الاطراف الليبية على تحقيق هذا الهدف .
تواصلا أبدت الجامعة العربية اهتماما بالغا بمجريات الاحداث بليبيا . جاء ذلك فيما صرح به الامين العام احمد أبو الغيط .. بضرورة تعبير الليبيين عن ارادتهم بحرية من خلال العملية الانتخابية . طالب بحتمية التوافق ومراعاة المصلحة الوطنية التى يجب أن تكون فوق أى شئ آخر .. حفاظا على وحدة الوطن الليبى وسياده دولته.