رحلة سقوط "الهانم" ملكة الاستروكس في مدينة نصر

سقوط "الهانم" ملكة الاستروكس
سقوط "الهانم" ملكة الاستروكس

ضياء جميل

المخدرات أنواع .. ولكل نوع منها زبائنه ، ومن أحدث أنواع المخدرات التي انتشرت بشكل مكثف وسريع خلال الفترة الأخيرة مخدر الاستروكس الذي جذب عددًا كبيرًا من المدمنين لرخص سعره، فسعر الكيس الواحد منه يبلغ 100 جنيه وبسبب هذا السعر يتعاطاه عدد كبير من المدمنين.

 ولترويج هذا السم قواعد خاصة وشروط يجب توافرها في «الديلر» للاستحواذ على ثقة المدمنين أهمها المظهر والأناقة وهى القواعد التى اتبعتها ريهام فى توزيعها الاستروكس على زبائنها بمدينة نصر حتى لقبت بـ»الهانم».

 فى السطور التالية تفاصيل ترويج الهانم للمخدرات على الأثرياء والقبض عليها.

ريهام شابة على قدر كبير من الجمال فى منتصف العقد الثالث من عمرها، كانت تعيش فى منطقة عشوائية مع أسرتها لا يعرف الناس عنهم شيئا، حياتهم صعبة وظروفهم شبه معدمة، فوالدها ووالدتها مسنين بالإضافة إلى أن جميع الأمراض حاصرت جسمهما بالكامل إلى أن توفى والدها، فكانت بالنسبة لها صدمة كبيرة، وبعد مرور أشهر قليلة توفيت أيضا والدتها.

جلست وحيدة بالمنزل في حالة حزن شديدة وفي الوقت ذاته تفكر في عيشتها والهروب من الفقر بعد أن فشلت فى الحصول على عمل مناسب تعيش منه فقررت استغلال جمالها فى ترويج المخدرات؛ اختارت الاستروكس تحديدًا باعتباره مخدر جديد واسع الانتشار بحثًا عن المكسب السريع. 

وضعت ريهام خطتها بشراء ملابس من ماركات عالمية وشهيرة واختارت منطقة مدينة نصر لتكون نقطة انطلاقها فى تجارة المخدرات وتعرفت على شاب يدعى محمد، أفهمته طبيعة عملها وأنها تحتاجه ليكون ذراعها اليمين في تجارة الاستروكس.

 تردد محمد في بداية الأمر ولكن بعد إلحاح منها وافق وعرضت عليه أن يكون شريكها في هذا العالم المشبوه.

 هنا بدأت ريهام تخطط لطريقة لجلب الاستروكس، وبعد رحلة بحث طويلة قررت أن تذهب إلى القليوبية اتفقت مع التجار على شراء صفقات كبيرة من الاستروكس نقلتها داخل سيارة بالاشتراك مع محمد وقامت بتخزينها بمدينة نصر.

 استمر هذا الحال عدة أشهر، كانت ريهام تذهب إلى زبائنها يوميًا تعطيهم ما يريدونه من الكيف حتى استطاعت تكوين ثروة كبيرة واشترت شقة في إحدى المدن الجديدة وسيارة حديثة.

 وبمرور الأيام قررت ريهام توسيع نشاطها وأن تصبح أكبر تاجرة استروكس في القاهرة وبدأت تتفق على صفقات كبيرة وتقوم بترويجها حتى ذاع صيتها يوم تلو الآخر وهو ما تسبب فى سقوطها طبقا للقاعدة ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع.

تحريات

عقارب الساعة تجاوزت الواحدة صباحا بينما كان المقدم أحمد البنداري رئيس مباحث قسم ثالث شرطة مدينة نصر يتابع الحالة الأمنية بدائرة القسم فجأة همس في أذنه أحد المصادر السرية وأخبره بأن هناك سيدة اسمها ريهام تدير عصابة للإتجار في الاستروكس بدائرة القسم.

 معلومة خطيرة منذ بدايتها وأخطر رئيس المباحث اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة الذى أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء نبيل سليم مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة للقبض على المتهمة في حالة تلبس.

النهاية

وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن الرواد محمد مجلي، ومصطفى أرز، وأحمد العوضي، وأحمد ماهر، ومصطفى ياسين، ضباط مباحث قسم ثالث شرطة مدينة نصر من ضبط المتهمة وصديقها مقيمين بدائرة القسم وعثر بحوزتهما على كمية من مخدر الاستروكس وزنت 2 كيلو جرام، كمية من مخدر الآيس، 2 ميزان حساس، 2 هاتف محمول، مبلغ مالي وبمواجهتهما أمام اللواء محمد شرقاوي نائب المدير العام والعميد علاء خلف الله مفتش المباحث اعترفا بحيازتهما للمواد المخدرة بقصد الإتجار والمبلغ المالي من متحصلات تجارتهما غير المشروعة والهواتف المحمولة لتسهيل الاتصال بعملائهما.

في البداية ظلت المتهمة ريهام تبكي بشكل هستيري إلى أن هدأت وقالت؛ أنا مش عايزة حد يسألني عن المخدرات لكن اسألوني عن الظروف الصعبة اللي خلتنى أعمل كده مضيفة؛ «أنا عشت حياة صعبة جداً مع أهلى بسبب ظروفهم، وبعد وفاتهما قررت الاعتماد على نفسي فى كل شيء وبعد كل الصعوبات التى واجهتها في حياتي من عدم وجود عمل يناسب جمالي رفعت شعار الغاية تبرر الوسيلة، تلبية ما أريده فكنت دائما أريد ملابس وفلوس وأشياء كثيرة تنقصني.

 تسترجع ريهام شريط ذكرياتها في ذلك اليوم قائلة؛ طلبت منى إحدى السيدات استروكس وقتها لم أعلم أنني مراقبة من قبل رجال المباحث إلى أن تم القبض على ومعي صديقى محمد ومعانا المخدرات.

تحرر محضر، وأمر اللواء أحمد عطية مساعد فرقة مدينة نصر، والعميد مصطفى الطنايحي مأمور قسم ثالث مدينة نصر، والمقدم أحمد عبده نائب المأمور بإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.