غـدر الحياة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: عمرو شاكر

إننى هنا يا سيادة القاضى  أقف داخل محراب القضاء حتى أدافع عن حق من حقوقى كامرأة وأيضاً لبناتى فلذات أكبادى من أب لا يعرف معنى اﻷبوة الحقيقية، بل وافق أن يترك الطفلتين بلا مأوى فى عش الزوجية  الذى هو من حقى أنا وبناتى. كنت ميسورة الحال ﻷننى أعمل فى مكان مرموق فتركت له المنزل ولم أطلب منه نقوداً تغنينا عن السؤال. كنت راضية بما قسمه الله  لى ولكن بعد أن ضاقت الحياة الزوجية بيننا وجدت  أن الانفصال فورا والذهاب للمأذون أنسب طريق حتى يتربى أولادى فى جو هادئ بعيد عن المشاحنات الزوجية التى كانت طوال اليوم فى عرض مستمر لا يتوقف.

اقرأ أيضاً | مذكرة تفاهم بين وزارتى «العدل والأوقاف» لتأهيل المأذونين والأئمة

شاهدت بين ليلة وضحاها سيادة القاضى أتحمل مسئولية طفلتين فى غاية البراءة لم يتجاوز عمرها اﻷربع سنوات كانتا نتاج زواج فاشل بينى وبين أب يريد أن يتمتع بحلاوة الدنيا فقط دون أن يعرف للمسئولية  مسلكا أو طريقاً فترك لى مليكة وملك أربيهما بمفردى وأرعى مصالحهم دون شريك الحياة الغافل عن حقوق اﻷسرة. ومنذ ذلك الحين وأنا أحتضن هاتين الملاكين بين أضلاعى وأراقب عن شغف خطواتهما وهما يكبران يوماً تلو الآخر نصب عينى.

لا يمر يوم إلا واحتضن فيه بناتى الصغيرات فقد أعطتانى اﻷمل فى الحياة. حاولت أن أرسم  لهما مستقبلا لحياتهما القادمة ونسينا ذلك اﻷب الذى قرر النزول من قطار الحياة دون أن يصل معى إلى آخر محطة أنا وبناتى وبدأت فى الادخار من عملى، لهم ولكن غدر الدنيا لا يترك أحداً. وفجأة وجدت نفسى بلا عمل ﻷنه يريد تفرغاً بشكل كبير فقرر أصحاب العمل الاستغناء عنى ونقودى أوشكت على النفاد والبيت الذى قررت العيش فيه أنا والبنات تم خروجنا منه لأننى أصبحت غير قادرة على دفع أجرته وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن.

تواصلت مع زوجى وأنا أحكى له ما ألم بى أنا والبنات وأننى فى حاجة إلى مسكن للحضانة ونفقة مالية حتى أستطيع أن أكمل مسيرة المشوار مع بناتى الصغيرات، وبمجرد أن تقابلنا وجدت برودا فاترا منه عما حدث لنا وأنه قال لست مسئول عما حدث.

فقررت اللجوء إلى القضاء حتى أنقذ بناتى من الضياع وبالفعل قررت المحكمة على الزوج أن يوفر مسكنا للحضانة لى ونفقة وكان ذلك برئاسة المستشار أحمد سعيد وعضوية المستشارين حسن البدوى وإيهاب أسامة وأمانة سر محمد السيد.