احتفالات الميلاد ..والترانيم الكنسية

أ.د.إلهام سيف الدولة حمدان
أ.د.إلهام سيف الدولة حمدان

يُعد‭ ‬الترنيم‭ ‬ركناً‭ ‬مهماً‭ ‬وعنصرا‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬العبادة‭ ‬المسيحية‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬تشترك‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬الجماعة‭ ‬لتعبِّر‭ ‬عن‭ ‬مشاعرها‭ ‬وتجاوبها‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬نعمة‭ ‬الله‭ . ‬لقد‭ ‬استخدمت‭ ‬الكنيسة‭ ‬منذ‭ ‬عصورها‭ ‬الأولى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬كوسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬إيمانها‭ ‬ومعتقداتها‭ . ‬وتحتل‭ ‬الموسيقا‭ ‬والترنيم‭ ‬مكاناً‭ ‬خاصاً‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الفنون‭ ‬،‭ ‬وبه‭ ‬أعلنت‭ ‬الجماعة‭ ‬المسيحية‭ ‬تأكيدها‭ ‬لمحبة‭ ‬الله‭ ‬وعبادته‭ ‬،‭ ‬وتأكيدها‭ ‬على‭ ‬وحدتها‭ ‬وشركة‭ ‬أعضائها‭ ‬معاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الموسيقا‭ ‬والترنيم‭ .‬

ولا‭ ‬توجد‭ ‬أمَّة‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعزي‭ ‬لنفسها‭ ‬أصل‭ ‬الموسيقا‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬إنَّ‭ ‬جميع‭ ‬الشعوب‭ ‬تعرف‭ ‬شكلاً‭ ‬أو‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الموسيقا‭ ‬،‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬الحزن‭ ‬والفرح‭ ‬والانتصار‭ ‬والانكسار‭ .. ‬الخ‭ . ‬لأنَّ‭ ‬للموسيقا‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬،‭ ‬أنها‭ ‬تؤثِّر‭ ‬على‭ ‬شعورنا‭ ‬وعواطفنا‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬تغيِّر‭ ‬من‭ ‬طريقة‭ ‬تصرُّفاتنا‭ ‬أحياناً‭ . ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬الأبحاث‭!‬

‭  ‬و‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬سالف‭ ‬الزمان؛‭ ‬قد‭ ‬رددوا‭ ‬مقولة‭ : ‬“لا‭ ‬يُفتَى‭ ‬ومالكٌ‭ ‬في‭ ‬المدينة”‭ !‬،‭ ‬بمعنى‭ ‬أهمية‭ ‬وضرورة‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬رأي‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬بعد‭ ‬حيرتهم‭ ‬في‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬قضية‭ ‬فقهية‭ ‬معينة‭ ‬ـ‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬مكان‭ ‬سردها‭ ‬ـ‭ ‬فإنني‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حديثي‭ ‬عن‭ ‬الألحان‭ ‬والتراتيل‭ ‬والترانيم‭ ‬الكنسيَّة؛‭ ‬أقول‭ : ‬لعل‭ ‬الدافع‭ ‬القوي‭ ‬لهذا‭ ‬الحديث؛‭ ‬هو‭ ‬حصاد‭ ‬ماحضرته‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬احتفاليات‭ ‬موسيقية‭ ‬رائعة‭ ‬أقامها‭ ‬المركز‭ ‬الكاثوليكي‭ ‬للسينما‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬الأب‭ ‬بطرس‭ ‬دانيال‭ ‬رئيس‭ ‬المركز‭ ‬،‭ ‬وأحد‭ ‬الرهبان‭ ‬الفرنسيسكان‭ ‬فى‭ ‬مصرنا‭ ‬المحروسة؛‭ ‬حارسة‭ ‬وحاضنة‭ ‬الأنبياء‭ ‬والرسُل‭ ‬ـ‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬دياناتهم‭ ‬ومعتقداتهم‭ ‬ـ‭ ‬مذ‭ ‬نشأت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الله‭ ‬الواسعة‭ .‬

وقبل‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬هذا‭ ‬البحر‭  ‬الواسع‭ ‬والزاخر‭ ‬بكم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬والمتعة‭ ‬والشفافية‭ ‬الروحية‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬ضفاف؛‭ ‬فلا‭ ‬يُفتَى‭ ‬والأب‭ ‬بطرس‭ ‬دانيال‭ ‬راعي‭ ‬الفن‭ ‬بالمركز‭ ‬االكاثوليكي‭ ‬للسينما؛‭ ‬والمشرف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالات‭ ‬السنوية‭ ‬بيننا‭ ‬ليدلي‭ ‬بدلوه‭ ‬فلنستمع‭ ‬إلى‭ ‬رأيه‭ ‬كواحدٍ‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬حيث‭ ‬قال‭:‬

“‭... ‬إن‭ ‬الأناشيد‭ ‬الروحية‭ ‬والترانيم‭ ‬والألحان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬المسيحية،‭  ‬بل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسيحية،‭ ‬فمنذ‭ ‬عصر‭ ‬النبى‭ ‬داود‭ ‬بُنيت‭ ‬المزامير‭ ‬على‭ ‬الألحان،‭ ‬وكانوا‭ ‬يستخدمون‭ ‬الآلات‭ ‬الوترية‭ ‬التى‭ ‬تشبه‭ ‬“الهارب”،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدفوف‭ ‬والرق،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬بدأت‭ ‬الكنيسة‭ ‬تستخدم‭ ‬هذه‭ ‬الآلات،‭ ‬وتضيف‭ ‬إليها‭ ‬آلات‭ ‬أخرى‭ ...‬”‭  ‬و‭ ‬“‭... ‬نوع‭ ‬الآلات‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬طائفة‭ ‬الكنيسة‭ ‬وطقوسها،‭ ‬ففي‭ ‬الشرق‭ ‬هناك‭ ‬الطقس‭ ‬الشرقي‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الدف‭ ‬والناقوس،‭ ‬أما‭ ‬الكنيسة‭ ‬القبطية‭ ‬فلا‭ ‬تستخدم‭ ‬الأورج‭ ‬والبيانو‭ ‬داخلها،‭ ‬وفي‭ ‬الطقس‭ ‬اللاتيني‭ ‬الذي‭ ‬تتبعه‭ ‬الكنيسة‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬تستخدم‭ ‬آلات‭ ‬موسيقية‭ ‬مختلفة،‭ ‬مثل‭ ‬الأورج‭ ‬والأورغن‭ ‬والجيتار‭ ‬والكمان،‭ ‬والطقس‭ ‬اللاتيني‭ ‬يتسم‭ ‬بتنوع‭ ‬الأصوات‭ ‬حسب‭ ‬قوة‭ ‬الكورال‭ ‬وعدده‭ ‬وكفاءته‭ ... ‬“‭ ‬،‭ ‬و”‭ ... ( ‬من‭ ‬يرنِّم‭ ‬يصلِّى‭ ‬مرَّتين‭ )! ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬المسيحية‭ ‬أو‭ ‬الإسلام‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬دين،‭ ‬فمن‭ ‬يقرأ‭ ‬قراءة‭ ‬عادية‭ ‬يختلف‭ ‬عمَّن‭ ‬يقرأ‭ ‬بالتلحين‭ ‬والتجويد،‭ ‬وتفرق‭ ‬في‭ ‬نفسية‭ ‬القاريء‭ ‬والمتلقي‭ ‬معًا،‭ ‬فكلما‭ ‬سمعت‭ ‬ترانيم‭ ‬جميلة‭ ‬ازدادت‭ ‬علاقتي‭ ‬بالصلاة‭  ...‬”‭ !‬

ولنلق‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬الراقي؛‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬المشاهيرفي‭ ‬عالم‭ ‬الموسيقا‭ ‬والغناء‭ ‬من‭ ‬فناني‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬والعالم‭ ‬كله،‭ ‬بداية‭ ‬مما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سفر‭ ‬التكوين‭ ‬أن‭ ‬“يوبال”‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬قايين‭ ‬ابن‭ ‬آدم‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬قبل‭ ‬الطوفان‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬سنة‭ ‬ق‭.‬م‭. ‬أنه‭  ‬أول‭ ‬من‭ ‬عزف‭ ‬على‭ ‬العود‭ ‬والمزمار؛‭ ‬مرورًا‭  ‬بـ‭ ‬“زرياب‭ ‬العباسي”‭ ‬نديم‭ ‬الخليفة‭ ‬هارون‭ ‬الرشيد؛‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬موسيقار‭ ‬الأجيال‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬والأخوين‭ ‬رحباني‭ ‬و”فيروزتهم”‭ ‬المغرِّدة‭ ‬على‭ ‬إيقاعات‭ ‬هذه‭ ‬الترانيم‭ ‬والتراتيل‭ ‬الملائكية‭ ‬المحلقة‭ ‬في‭ ‬سموات‭ ‬الأرواح‭ ‬والأفئدة‭ .‬

ويقولون‭ : ‬إن‭ ‬من‭ ‬رأى‭ ‬خيرٌ‭ ‬ممن‭ ‬سمع‭ ‬؟‭ ‬فما‭ ‬بالكم‭ ‬بمن‭ ‬رأى‭ ‬وسمع‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬معا‭ ‬؟

فلقد‭ ‬أسعدني‭ ‬الحظ‭  ‬بالاستماع‭ ‬إلى‭ ‬“كورال‭ ‬سان‭ ‬جوزيف”‭ ‬بقاعة‭ ‬مسرح‭  ‬المركز‭ ‬الكاثوليكي‭ ‬للسينما‭ ‬بالقاهرة؛‭ ‬ثم‭ ‬بكنيسة‭ ‬“سانت‭ ‬كاترين”‭ ‬العريقة‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬الكنائس‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬بمدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬قبل‭ ‬عامين؛‭ ‬وحظيت‭ ‬بأمسية‭ ‬روحية‭ ‬رائعة‭ ‬مع‭ ‬الأصوات‭ ‬الملائكية‭ ‬التي‭ ‬ضمت‭ ‬أعدادًا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المرنِّمين‭ ‬الكبار‭ ‬والأطفال؛‭  ‬حيث‭ ‬استمتعت‭ ‬بأكثرمن‭ ‬عشرين‭ ‬ترنيمة‭ ‬وأنشودة‭ ‬للميلاد‭ ‬والسلام‭ ‬بلغاتٍ‭ ‬عدّة،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الأب‭ ‬بطرس‭ ‬دانيال‭ ‬ومؤسسة‭ ‬هذا‭ ‬الكورال‭ ‬الرائع‭ ‬“المايسترو‭/ ‬الآنسة‭ ‬ماجدولين‭ ‬ميشيل”‭ ‬؛‭ ‬وعن‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الكورال‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬مضت؛‭ ‬ومنذ‭ ‬بدأ‭ ‬أولى‭ ‬حفلاته‭ ‬بالخارج‭ ‬في‭ ‬سويسرا‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬كندا‭ ‬2008،‭ ‬وفي‭ ‬إيطاليا‭ ‬،‭ ‬بترانيم‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬والميلاد‭ ‬السعيد،‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬هذه‭ ‬الترانيم‭ ‬من‭ ‬كلاسيكيات‭ ‬الكنيسة‭  .‬

وقد‭ ‬تابعت‭ ‬أداءات‭ ‬هذا‭ ‬الطقس‭ ‬الراقي‭  ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬ترانيم‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‭ ‬‮٢٠٢٢‬‭ ‬السنوي‭ ‬لكورال‭ ‬سان‭ ‬جوزيف‭ ‬

‭  ‬احتفالاً‭ ‬بميلاد‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬عبربث‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬قناة‭ ‬سات‭ ‬7،‭ ‬حيث‭ ‬قدم‭ ‬فريق‭ ‬الكورال‭ ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬‮٤٥‬‭ ‬مرنماً‭ ‬وسبعة‭ ‬عازفين‭ ‬18‭ ‬ترنيمة‭ ‬وأنشودة‭ ‬للميلاد‭ ‬بعدّة‭ ‬لغات‭ ‬بقيادة‭ ‬الأب‭ ‬بطرس‭ ‬دانيال‭ ‬والمايسترو‭  ‬ماجدولين‭ ‬ميشيل،‭ ‬وجاءت‭ ‬الاحتفالية‭ ‬للعام‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تصريح‭ ‬نيافة‭ ‬الأب‭ ‬بطرس‭ ‬والإجراءات‭ ‬الإحترازية‭: ‬“وتحديات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬المعتاد‭ ‬تقليل‭ ‬الحضور‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬نتيجة‭ ‬تطبيق‭ ‬إجراءات‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كما‭ ‬التزم‭ ‬الجميع‭ ‬بارتداء‭ ‬الكمامات‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬تواجدهم‭ ‬داخل‭ ‬الكنيسة،‭ ‬فشارك‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬500‭ ‬شخصاً‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين‭ ‬انصهروا‭ ‬جميعاً‭ ‬في‭ ‬روح‭ ‬واحدة‭ ‬وتناغم‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬داخل‭ ‬جدران‭ ‬كنيسة‭ ‬سان‭ ‬جوزيف‭ ‬للاتين‭ ‬الكاثوليك‭ ‬بوسط‭ ‬البلد‭.‬”

ومن‭ ‬المُدهش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأمسيات‭ ‬الروحيَّة‭ ‬الخلاَّقة؛‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الترانيم‭ ‬يتم‭ ‬إنشادها‭ ‬بعدة‭ ‬لغات‭ : ‬الإيطالية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والانجليزية‭ ‬واللاتينية‭ ‬والعربية‭ ‬والأسبانية،‭ ‬وبرغم‭ ‬عدم‭ ‬فهم‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات؛‭ ‬ولكن‭ ‬يسود‭ ‬الجميع‭ ‬حالة‭ ‬رائعة‭ ‬من‭ ‬الانسجام‭ ‬الروحي‭ ‬والنفسي‭ ‬والعقلي‭ ‬مع‭ ‬الموسيقا‭ ‬والترانيم‭ ‬الكنسية‭ ‬المهيبة؛‭ ‬كدلالة‭ ‬قاطعة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لغة‭ ‬الموسيقا‭ ‬هي‭ ‬لغة‭ ‬الأرواح‭ ‬الشفافة‭ ‬السامية‭ ‬السابحة‭ ‬في‭ ‬ملكوت‭ ‬رب‭ ‬السموات‭ ‬والأرض؛‭ ‬بلا‭ ‬تعصب‭ ‬أو‭ ‬حقد‭ ‬أسود‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬البشر؛‭ ‬لتكون‭ ‬راية‭ ‬الحب‭ ‬والسلام‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ترفرف‭ ‬خفاقة‭ ‬فوق‭ ‬الأعناق‭ ‬والقلوب،‭ ‬لتعرف‭ ‬البشرية‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬الحقيقي‭ .. ‬إلى‭ ‬الله‭ !‬

وكان‭ ‬اللافت‭ ‬فى‭ ‬هذه‭  ‬الاحتفالية‭ ‬حرص‭ ‬الإعلاميين‭ ‬والكُتاب‭ ‬والشخصيات‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬بالحضور‭ ‬منهم‭: ‬المستشار‭ ‬محمد‭ ‬شيرين‭ ‬فهمي‭ ‬الرئيس‭ ‬بمحكمة‭ ‬جنايات‭ ‬القاهرة،‭ ‬ومهندس‭ ‬الأنفاق‭ ‬العالمي‭ ‬هاني‭ ‬عازر‭ ‬مستشار‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬سفير‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإيطالية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬والملحق‭ ‬العسكري‭ ‬الإيطالي،‭ ‬سفير‭ ‬دولة‭ ‬الفاتيكان‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬السفير‭ ‬البلجيكي‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬القنصل‭ ‬العام‭ ‬الفرنسي‭ ‬وأسرته،‭ ‬نيافة‭ ‬المطران‭ ‬كلاوديو‭ ‬لوراتي‭ ‬مطران‭ ‬اللاتين‭ ‬بمصر،‭ ‬الأنبا‭ ‬توماس‭ ‬عدلي‭ ‬مطران‭ ‬الجيزة‭ ‬للأقباط‭ ‬الكاثوليك‭.‬

كما‭ ‬حضرمن‭ ‬الفنانين‭: ‬لقاء‭ ‬الخميسي،‭ ‬أحمد‭ ‬شاكر،‭ ‬ميرنا‭ ‬وليد،‭ ‬حمزة‭ ‬العيلي،‭ ‬أحمد‭ ‬فرحات،‭ ‬مي‭ ‬نور‭ ‬الشريف،‭ ‬محمود‭ ‬فارس،‭ ‬الموسيقار‭ ‬نبيل‭ ‬علي‭ ‬ماهر،‭ ‬المخرج‭ ‬مجدي‭ ‬أبو‭ ‬عميرة،‭ ‬السيناريست‭ ‬مجدي‭ ‬صابر‭.‬

ومن‭ ‬الشخصيات‭ ‬العامة‭: ‬الدكتورة‭ ‬غادة‭ ‬جبارة‭ ‬رئيس‭ ‬أكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬و‭ ‬النائبة‭ ‬ماريان‭ ‬عازر‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري،‭ ‬المستشار‭ ‬أمير‭ ‬رمزي،‭ ‬مهندسة‭ ‬أمل‭ ‬مُبدّى،‭ ‬الإعلامية‭ ‬لميس‭ ‬سلامة،‭ ‬الأستاذ‭ ‬راجي‭ ‬إسكندر،‭ ‬الإعلامي‭ ‬محمد‭ ‬الغيطي‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الاحتفالية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقدمها‭ ‬الأستاذ‭ ‬أسامة‭ ‬دانيال،‭ ‬وجه‭ ‬الأب‭ ‬مراد‭ ‬مجلع‭ ‬الرئيس‭ ‬الإقليمي‭ ‬للرهبان‭ ‬الفرنسيسكان‭ ‬بمصر‭ ‬الشكر‭ ‬للأب‭ ‬بطرس‭ ‬دانيال‭ ‬والآنسة‭ ‬ماجدولين‭ ‬ميشيل‭ ‬ولكل‭ ‬أعضاء‭ ‬الكورال‭ ‬على‭ ‬المجهود‭ ‬الكبير‭ ‬الذين‭ ‬بذلوه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬لكي‭ ‬يخرج‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬المشرّفة،‭ ‬كما‭ ‬وجه‭ ‬الشكر‭ ‬لجميع‭ ‬الضيوف‭ ‬الذين‭ ‬حضروا‭ ‬ولكل‭ ‬المصريين‭ ‬مسلمين‭ ‬ومسيحيين‭ ‬لمشاركتهم‭ ‬معاً‭ ‬كنسيج‭ ‬واحد‭ ‬احتفالات‭ ‬ميلاد‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭.‬

‭     ‬ماأجملكِ‭ ‬مصرنا‭ ‬الحبيبة‭ .. ‬حين‭ ‬تجتمع‭ ‬حبَّات‭ ‬عِقدك‭ ‬الثمين‭ ‬الغني‭ ‬بماسات‭ ‬وجواهر‭ ‬قلوب‭ ‬أهلك‭ ‬الأوفياء؛‭ ‬لتزين‭ ‬جيدِك‭ ‬بكل‭ ‬العشق‭ ‬الأبدي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ .. ‬ولن‭ ‬ينفرط‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن‭ .‬

فهذه‭ ‬المشاركة‭  ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين؛‭ ‬والنخبة‭ ‬الرائعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين؛‭ ‬جميل‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬بين‭ ‬الحضور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬العمائم‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف؛‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬النبلاء‭ ‬غصََّت‭ ‬بهم‭ ‬قاعة‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬صفاء‭ ‬روحي‭ ‬وأجواء‭ ‬هي‭ ‬الجمال‭ ‬والنقاء‭ ‬بعينه،‭ ‬فالكل‭ ‬في‭ ‬واحد‭ ‬بكل‭ ‬الحب‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تلوثه‭ ‬الأهواء‭ ‬أوالتعصب‭ ‬العقائدي‭ ‬المقيت،‭ ‬وإيمانًا‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬الدين‭ ‬لله‭ ‬والوطن‭ ‬للجميع‭ .‬