إنتباه

مفاجأة «الشارع ليس مأوى»

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

تخيل معى أن نسبة الإشغال فى مؤسسات الرعاية لا تتجاوز ٥٦٪!
الرقم كان مفاجأة هائلة، أظن أن الكثيرين سوف يتقاسمونها معى، وقد تصيبهم صدمة.

إذا كان نحو نصف الأماكن التى يمكن أن تقى أطفالاً كالملائكة، وشيوخا يعانون من تحجر قلوب الأبناء، من أن يكون مصيرهم افتراش الأرصفة، والتحاف الكبارى، إذا كانت كل هذه الحجرات فى الملاجئ وبيوت الإيواء شاغرة، فلماذا تصدم ضمائرنا قبل عيوننا هذه المشاهد من أطفال وكبار يهيمون على وجوههم، ويتعرضون للمخاطر والإيذاء كل يوم بل كل ساعة فى شوارع غابت عنها الرحمة؟!. نسبة الإشغال المتواضعة - بأى معيار- أعلنتها وزارة التضامن، بمناسبة إطلاق حملة «الشارع ليس مأوى». والغريب حقا، أن تعلن الوزارة عن عزمها شن حملة لتعبئة وجذب المواطنين بلا مأوى إلى مؤسسات الرعاية!!.

أليس الأمر يدعو للاستغراب والدهشة، فلا يُعقل أن يكون متاحا لطفل أو شيخ حياة آمنة كريمة، ثم يختار حياة الرصيف بلا أمن أو كرامة، أين التقصير؟.
دون أن يتفرق الذنب، تمهيدا للتحلل من عواقبه، فالكل مسئول، من يرى ويصمت، ومن يكتفى بمصمصة الشفاه، ومن يكتفى بتهدئة سرعة سيارته لإلقاء نقود أو طعام ليمضى إلى حال سبيله، ثم فرق «أطفال وكبار بلا مأوى» التابعة لوزارة التضامن الذين يجلس معظمهم بانتظار بلاغ حتى يتحركوا، باختصار كلنا مسئولون!. أطفال الشوارع مشاريع محتملة لمجرمين، وشيوخ يهيمون على وجوههم إدانة للجميع، ليس لأهلهم ممن نُزعت الرحمة من قلوبهم فحسب، وإنما لكل من يشاهد مأساة تمشى على قدمين، ولا يتحرك بصورة إيجابية لإنهائها.

لابد أن نعى أن الأمن الاجتماعى ليس مسئولية الحكومة فحسب، لكنه مسئولية مجتمعية، ومد يد العون لإنقاذ أطفال الشوارع أو شيوخ فقدوا المأوى، يجب أن يتشارك الجميع فى القيام بهذا الواجب، على الأقل من منطلق إنسانى، وابتغاء وجه الله.
هؤلاء الأطفال والشيوخ بلا مأوى، لابد من تصنيفهم ضمن الفئات الأكثر احتياجا إن لم يكونوا الأولى بالرعاية والاهتمام والحنوّ.
أغيثوهم.. أغاثكم الله.