بعد انتهاء السابعة.. هل تتجه مفاوضات فيينا إلى الجولة الثامنة؟!

كبير المفاوضين الإيرانيين واثنان من ممثلى الاتحاد الأوروبى فى المفاوضات
كبير المفاوضين الإيرانيين واثنان من ممثلى الاتحاد الأوروبى فى المفاوضات

كتبت : مرام عماد المصرى

أسدل الستار على الجولة السابعة لمحادثات فيينا بتحذير المفاوضين الغربيين من احتمال تعثر المحادثات حول الملف النووى الإيراني، رغم تحقيق تقدم طفيف فى المباحثات حول سبل إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، مشددين فى نفس الوقت على ضرورة استئنافها فى أسرع وقت تجنبا لفشلها. وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا «نتجه سريعا إلى نهاية الطريق فى هذه المفاوضات».


واختتم المفاوضون مع نظرائهم من إيران والصين وروسيا الجولة السابعة من المفاوضات بعد عدة أيام من المحادثات المكثفة ولم يحددوا موعدا على أمل عقد جلسة قبل نهاية السنة، معتبرين أن «التوقف مخيب للآمال» فى المحادثات لسبب لم يحدد.

وأكد الدبلوماسيون أن جميع الشركاء الآخرين «مستعدون لمواصلة المحادثات» ودعوا الإيرانيين إلى «استئنافها سريعا» وتسريع وتيرتها.


ولم تحقق المحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووى الموقع بين إيران والقوى العالمية سوى قدر ضئيل من التقدم منذ استئنافها قبل ما يزيد على  أسبوعين،


وكادت جهود إحياء الاتفاق النووى الإيرانى أن تصل إلى حافة الانهيار حينما تراجع الوفد الإيرانى عن التسويات التى جرى التوافق عليها خلال جولات المفاوضات الست السابقة، التى جرت قبل وصول الرئيس إبراهيم رئيسى إلى الحكم فى طهران


وتطالب طهران برفع جميع العقوبات الأمريكية.  وثانيها ضمان التزام الدول الغربية بعدم انتهاك الاتفاق والتخلى عنه مرة أخرى وثالثها وضع آلية تنفيذية للتحقيق من رفع العقوبات القاسية، مما أثار استياء مسؤولين أوروبيين وأمريكيين.


إلا أن لغة التحذير التى استخدمها الرئيس الأمريكى جو بايدن عن خيارات أخرى، وبأن واشنطن تعد إجراءات إضافية ضد إيران، بالتزامن مع إشارات أمريكية وأوروبية  بالانسحاب من المفاوضات فضلاً عن ضغوط روسية وصينية، أثمرت كلها فى دفع طهران إلى تعديل موقفها المتصلب الذى أعلنوه بداية الجولة السابعة والمتمثل فى رفض التفاهمات السابقة


لكن المعركة حول بنود الاتفاق ما زالت طويلة، فنقاط الخلاف الضخمة المتبقية فى الاتفاق قد لا يتم حلها بسهولة، بينما تثير سياسة حافة الهاوية التى استخدمتها إيران أسئلة كبيرة لدى الولايات المتحدة عما إذا كان النظام الإيرانى المنتخب فى يونيوالماضى، مهتماً بإبرام صفقة بالفعل، أم أنه يرغب فى استمرار المماطلة مع تقدم برنامجه النووى بسرعة.


ووسط مخاوف من استمرار فشل المحادثات، أعلن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الأسبوع الماضى أن الولايات المتحدة تُعد مع حلفائها «بدائل»  للاتفاق النووى الإيرانى  فى حال فشلت مفاوضات فيينا الرامية إلى إنقاذه.


وعلى الرغم من التصريحات المتفائلة التى أطلقها على باقري، كبير المفاوضين الإيرانيين فى فيينا عن إرادة أكثر جدية لدى الأطراف للدخول فى محادثات فعالة، إلا أن توقعات النجاح لا تزال قاتمة، إذ لم يتبين حتى الآن، المدى الذى يمكن أن يذهب إليه المفاوضون الإيرانيون حول مطالبهم السابقة بإزالة كل العقوبات الأمريكية المفروضة منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاقية فى 2018 وإصرارهم على أن تقدم الولايات المتحدة ضمانات بأن الرئيس المستقبلى لن يتخلى عن الصفقة مرة أخرى، كما أنه لم يعرف أيضاً ما إذا كانت إيران مستعدة للعودة إلى مستويات التخصيب التى نص عليها الاتفاق الأصلى عام 2015 وهى 3.67%، بعدما وصلت فى مستويات تخصيب اليورانيوم إلى 50% وحصلت على معرفة تكنولوجية متقدمة. 
ورغم لجوء واشنطن الى لغة التهديد احيانا يرى البعض ان  البيت الابيض يفضل خيار التفاوض بشكل أكبر إذا استمرت طهران فى إبداء حسن النوايا وأقرت بالتفاهمات السابقة، ويؤكد إريك بريوار نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية

على أهمية تركيز الولايات المتحدة على منع إيران من الاقتراب من تصنيع قنبلة نووية عبر التوصل إلى اتفاق معها يقضى على برنامجها النووى تحت رقابة دولية صارمة مقابل تخفيف العقوبات.
وحتى فى حال تعثر أو انهيار مفاوضات الاتفاق النووى الإيرانى المعروف باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، يمكن للأوروبيين اقتراح اتفاقية مؤقتة تعلق فيها طهران بعض أنشطتها الأكثر حساسية مثل تخصيب اليورانيوم فوق حاجز 3.67 فى المئة، أو وقف أعمال الطرد المركزى المتقدمة أو إنتاج معدن اليورانيوم، فى مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة على مبيعات النفط الإيرانية أو السماح لإيران باستخدام الأصول المالية المجمدة.

أقرا ايضا | الأزمة الأوكرانية تضع العلاقات الروسية الغربية فوق صفيح ساخن