إنها مصر

ما أحلى الرجوع إلى المنتدى

كرم جبر
كرم جبر

كتب هذا المقال فى 19 ديسمبر 2020..
فى مثل هذه الأيام من كل عام نكون هناك فى شرم الشيخ، حيث ينعقد المؤتمر الدولى للشباب، والقلوب تحن للمدينة الرائعة بشمسها الذهبية وشوارعها الرائعة، وقاعات المؤتمر التى تتحول لمهرجان للفكر والإبداع.. شرم الشيخ مثل نهر النيل تماماً، فمن يستمتع بسحرها يظل يحلم بالعودة إليها، مثل من يشرب من مياه النيل يحلم بالعودة إلى مصر، وسعيد الحظ هو من يقع عليه الاختيار.. لكن كورونا أفسدت كل شيء، وزادت اللهفة فى القلوب المشتاقة، والدعاء أن يزيح الله الغمة وتعود الحياة لطبيعتها، وتمتلئ الفنادق والشوارع والشواطئ، بشباب نوابغ من كل دول العالم، يرون فى مصر أجمل ما فيها..  منذ عدة أسابيع كنت فى شرم الشيخ بمناسبة افتتاح جامعة الملك سلمان وعدد من المشروعات، وكانت المدينة شبه خالية إلا من بعض السائحين من أوكرانيا، وتحدث معى مدير الفندق بأسى وحزن، لأن الموسم الشتوى ليس فيه حجوزات، لإيقاف رحلات شارتر فى كل دول العالم بسبب كورونا، فانقطع الجسر المستمر الذى يأتى للمدينة بالسائحين من كل أرجاء العالم.. شرم الشيخ كانت تنتظر الشتاء الذى يأتيها بالخير، فتزدهر الحياة ويعم النشاط فى أجوائها الدافئة، وتُتوج المدينة الرائعة بالمؤتمر الدولى للشباب، الذى يحولها إلى مركز الاهتمام والجذب فى العالم كله.
دفء على دفء، والجلسات الحوارية والحلقات النقاشية والمنتديات الثقافية، التى كان الرئيس يحرص على متابعتها وحضورها، كانت تخلق الانسجام والتواصل بين شباب العالم، فى تبادل الأفكار والثقافات، والرسالة الأهم من كل ذلك على لسان الجميع: مصر مستقرة.. حين كانوا يعودون إلى بلادهم "سبعة آلاف شاب وفتاة"، كانوا يحملون آمالاً وأحلاماً وطموحات يقصونها على أصدقائهم وأقاربهم ووسائل الإعلام، ويشكلون أقوى شبكة مراسلين فى العالم، تتحدث عن مصر، وتنقل أحداث المؤتمر مباشرة.
شباب نوابغ ونماذج رائعة، ولا تصدق أنهم يحققون التفوق رغم صغر سنهم، وتدرك جيداً أن المستقبل لن يكون مثل الماضى أو الحاضر، ولكن له قوانين أخرى مختلفة يصنعها هؤلاء الشباب العاشقون للتفوق.
الدول تكتسب مكانتها بالعطاء والتواصل والانفتاح على غيرها من الشعوب والحضارات والثقافات، وشرم الشيخ هى جسر التواصل العظيم الذى امتدت روافده إلى مختلف دول العالم، باعثاً فى النفوس أمل الحوار الراقى بين الحضارات والثقافات، حوارات المستقبل والتصالح والتسامح وليس النبش فى جذور الخلافات والتنابز بالمشكلات.
● ● ●
اليوم بعد أن اتخذت جميع دول العالم الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا وحث مواطنيها على تلقى اللقاحات للحد من مخاطر هذا الفيروس، عادت الحياة إلى سابق عهدها إلى مدينة شرم الشيخ الساحرة لتستقبل الوفود السياحية، وفى انتظار النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم الذى ينطلق فى النصف الأول من شهر يناير القادم لنستمتع ونتناقش ونتحاور، وتحتضننا المدينة بدفئها وسحرها.