بضاعة أتلفها الهوى

هبه عمر
هبه عمر

بقلم/ هبه عمر

لا أخفى تعاطفى مع طلبة وطالبات الجامعة حين تجمعنا مناقشات حول التقصير فى الأداء العلمى والثقافى والمعرفى، إذ تبدو البيئة الثقافية فى زمنهم أكثر تواضعا من أجيال سبقتهم، ويبدو مظهر الأشياء أهم من جوهرها، ويغيب المعنى والهدف من الحياة أمام قلق ينتابهم من عدم القدرة على تحقيق الطموح، وهم أيضا متعجلون للاطمئنان على وجود فرصة عادلة فى المستقبل تشجعهم على السعى والاجتهاد لنيلها والحصول عليها دون البحث عن وساطة أو صلة بمن يملك فتح الأبواب المغلقة أمامهم، حتى أصبح بعض هؤلاء يؤمنون أن تعليمهم بلا جدوى حقيقية، وأنهم مثل (بضاعة أتلفها الهوى) وأنهم حصيلة ظروف لا ذنب لهم فيها.

وبينما ذكرت دكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن عدد خريجى التعليم الجامعى سنويا يتراوح بين ٨٠٠ إلى ٩٠٠ ألف خريج، تذكر النشرة السنوية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد خريجى التعليم العالى فى العام الماضى بلغ ٦٤٤ ألف خريج، بينما لا يتم استيعاب كل هؤلاء الخريجين فى سوق العمل لأسباب كثيرة منها أن المناهج التعليمية تفتقر للإبداع وغرس روح التفكير والذكاء وتكوين شخصية حقيقية، وهذا هو الواقع المر الذى يحتاج إلى حلول عاجلة تبدأ من التعليم قبل الجامعى لتفرز عقولا قادرة على اختيار نوع الدراسة التى يحتاجها سوق العمل، حتى لا يصبح حصاد رحلة التعليم الطويلة هو مجرد بضاعة أتلفها الهوى.