احذر.. التنجيم وادعاء تأثير الأبراج من أفعال الجاهلية

 الاعتقاد فى الأبراج والنجوم مخالف للعقل والشرع
الاعتقاد فى الأبراج والنجوم مخالف للعقل والشرع

مع نهاية كل عام تكثر التنبؤات للعام الجديد ويبدأ البعض فى البحث عن التوقعات من خلال الأبراج والنجوم ووسائل أخرى، خصوصاً بعد إصابة العالم بفيروس كورونا وما تبعه من آثار اقتصادية واجتماعية، فما هو حكم الاعتقاد فى الأبراج والتنجيم والفرق بين علم الفلك والدجل؟
يقول  الشيخ محمد حسن قاعود من علماء الأوقاف: عالم الأبراج والتنجيم والزعم بمعرفة الغيب للإطلاع على أسرار الملكوت هو من فعل الجاهلية الأولى، فلقد كانت الكهانة التى هى بمعنى التكهن بمعرفة الغيب والتماس الحقيقة

بأمور لا أساس لها صنعة قوم يتصلون أو تتصل بهم الشياطين ويسترقون السمع من السماء، ثم يأخذون الكلام الذى نقل إليهم بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون عليه أقوالا ويزيدون كلاما، ثم يحدثون الناس بها فإذا وقع الشىء مطابقا لما قالوا اغتر الناس بهم واتخذوهم مرجعا فى الحكم بينهم وفى استنتاج ما يكون فى المستقبل، قال تعالى: «وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا».


ويضيف: بعض الناس خاصة البنات المقبلات على الزواج الآن يبحثن فى صفات الأبراج خاصة عندما يتقدم لهن عريس لمعرفة هل صفاته تتوافق مع صفاتها أم لا؟ وأقول إن الظن والاعتقاد بأن كل يوم له صفات معينة هذا غير صحيح فإن فى الساعة الواحدة يولد ملايين من البشر، وهؤلاء لا يحملون الصفات نفسها، فضلا عن مواليد الشهر نفسه ومما يدل على بطلان ذلك الاعتقاد أن المنجمين أنفسهم يختلفون فى عدد الأبراج وفى أسمائها وفى مدتها وفى صفات أصحابها، فكيف يقبل أصحاب العقول السليمة والعقيدة المستقيمة من هؤلاء كلاما يزعمون فيه أنهم على علم بما يحدث لهم فى السنة القادمة والأيام التالية، بل إن منهم من يقول افتراء وكذبا بأنه فى  نصف السنة الأول ستكون الأمور منضبطة لأصحاب أبراج معينة ولكن مع بداية النصف الثانى من العام ستتغير، فمن أين علموا ذلك؟


وأؤكد أن الإنسان الذى يحرص على قراءة الأبراج سواء للتسلية أو لتضييع وقته أو يذهب إلى الدجالين والمنجمين والعرافين ويحرص على ما  يقولون من كلام مكذوب كل منهم عاص لله ولرسوله وآثم، ولا يقبل له صلاة أربعين يوما، فلقد روى مسلم فى صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافا فسأله عن شىء لم يقبل له صلاة أربعين ليلة ومن أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)، فمن يعتقد ويوقن بأن أحدا من خلق الله يعلم الغيب فقد أتى بابا عظيما من أبواب الكفر أعاذنا الله منه، قال تعالى: «قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله» وقال تعالى: «وما كان الله ليطلعكم على الغيب».


ويؤكد: المؤمن الحقيقى يعتمد ويتوكل على الله فى جميع أموره، ومن يؤمن بأن برجه مسئول عن سعادته أو شقائه فإنه يقدح فى توحيده بالله.

 

محمد حسن قاعود


وأنبه أن هناك فرقاً بين علم الفلك والدجل المسمى بالتنجيم فعلم الفلك علم مبنى على دراسة حركة الأجسام والظواهر السماوية، وهذا يساعد الإنسان فى حياته وعمله ويسهم بشكل فعال فى تطور البشرية، وهذا لا مانع منه شرعا ودينا، أما الدجل باسم معرفة النجوم وحظ الناس ومستقبلهم وأنها تؤثر فى سعادتهم وشقائهم ومرضهم وفقرهم وغناهم هذا أمر مرفوض شرعا وعقلا.

 

أقرا ايضا  | الإمام الأكبر: الأزهر والفاتيكان تلاقيا من أجل الأخوة الإنسانية والسلام العالمي