لحظة صدق

100 عام على حديقة المريلاند

إلهام أبو الفتح
إلهام أبو الفتح

إلهام أبو الفتح

كنت أتمنى أن أتابع هذه الأيام إجراءات الاحتفال بمرور مائة عام على إنشاء حديقة المريلاند الشهيرة فى مصر الجديدة، والمسجلة فى وزارة الاثار المصرية وفى هيئة اليونسكو العالمية كأثر هام يحتوى خضرة وأشجارا نادرة، وهى رئة مصر الجديدة ومسرح ذكريات سكانها، هذه الحديقة التى تم إنشاؤها فى البدايات الأولى لتنفيذ مخطط البارون أمبان لإنشاء مصر الجديدة، لتكون جديدة فى كل شيء فى طابعها المعمارى المميز إلى نوعية الأشجار المزروعة بها أو فى النشاطات التى أقيمت فيها مثل سباق الخيول أو المهرجانات الاجتماعية والثقافية والأعياد، وزودت بمقاعد للجلوس ومنصة تاريخية وهى منصة غرناطة أمام حديقة المريلاند التى كانت تتزين فى الأعياد والمناسبات التاريخية والقومية.   لكنى فوجئت بالعديد من الاستغاثات من أهالى حى مصر الجديدة.. الاهالى يستغيثون من بلدوزرات وأعمال حفر تتم فى الحديقة وخلع للأشجار يقولون ان هذا الهدم هو لإنشاء نصب تذكاري، وانا لا أدرى اى نصب تذكارى يتم انشأوه ولماذا فى هذا المكان وهل ضاقت الأرض بالنصب التذكارى حتى نتلف حديقة مسجلة كأثر؟! كل ما يحدث يسىء لسمعة مصر ويهدد برفع الحديقة من قائمة التراث الإنسانى فى اليونسكو.
والحقيقة اننى استغربت لما يحدث فقد كنت اتمنى لهذه الحديقة العريقة ان تشهد اهتماما وتنسيقا وحتى زيادة فى المساحة لا تقليلا خاصة انها تعرضت لمشروعات غريبة منذ عام 2011 جعلتها منطقة مغلقة.


 الرئيس عبد الفتاح السيسى  يوجه دائما بالحفاظ على الخضرة والتوسع فى المساحات الخضراء، لتوفير حياة بيئية وصحية أفضل للمواطنين، فضلاً عن إضفاء طابع التنسيق الحضارى للدولة المصرية الجديدة. وهو مجرد بداية لما يطمح ويسعى إليه الرئيس الذى يرسى دائما قيم الجمال وحب الحياة والخضرة وارتباطها الوثيق بإحياء المتاحف والاهتمام بالاثار لإبراز الوجه الإنسانى العريق والحفاظ على التراث الإنسانى والحفاظ على التاريخ.


انا لا أدرى من اتخذ هذه القرارات.. قد تكون شركة مصر الجديدة وقد يكون محافظ القاهرة ولكنى اناشد من اتخذ القرار رفقا بمصر وتراثها وتاريخها حماية للأجيال القادمة.