فى المليان

كيروش يحير الـنقـاد والـجـمـهور من المخرب إلى المعجزة والمايسترو

حاتم زكريا
حاتم زكريا

أصابنا المنتخب الوطنى لكرة القدم بحيرة شديدة خلال فترة قصيرة منذ أن تولى مهمة الإشراف عليه البرتغالى كارلوس كيروش مديراً فنياً 8 سبتمبر الماضى..

فى البداية قوبل كيروش بعاصفة من الانتقادات بشأن اختياراته لعناصر المنتخب واستبعاده لبعض النجوم خاصة من الأهلى فى المرحلة الأولى ثم من الزمالك فى مرحلة تالية، وهم من وجهة نظر أصحاب الرأى فى ذلك المضمار اختيارات جانبها الصواب كثيراً..


وفى بطولة كأس العرب التى تستضيفها - وما زالت - دولة قطر بالعاصمة الدوحة كانت قمة المفاجآت فى الاختيارات ثم كانت النتائج والعروض واكتشاف عناصر وطنية مغمورة وظهورها الى النور وهو ما أسبغ على كيروش ألقاباً ما كان يحلم بها فى بلاده أو مقر عمله الآن وهو جمهورية مصر العربية..

من المفاجآت المدوية لقبوه بالمخرب قبل الظهور المفاجئ للعناصر المكتشفة ثم بالعبقرى والمايسترو فى الدوحة سبحان مغير الاحوال، وذلك حتى قبل مباراة نصف النهائى مع تونس مساء الأربعاء الماضى التى لا تدخل فى حساباتنا اليوم لأنها خارج الموضوع المنشود ..  

أهم إنجازات كارلوس كيروش فى بطولة كأس العرب هو إظهار عدد من اللاعبين المغمورين أصحاب الموهبة أمثال احمد ياسين واحمد رفعت ومروان داود ومروان حمدى وعمر كمال ومهند لاشين وحسين فيصل ، وهؤلاء شكلوا مع زملائهم الأكثر خبرة أمثال عمرو السولية واحمد حجازى واكرم توفيق وايمن اشرف وحمدى فتحى وامامهم محمد الشناوى الحارس العملاق سيمفونية رائعة عزفوا ألحاناً وطنية الهبت مشاعر الجماهير المصرية بالدوحة وارض الوطن وكافة ارجاء الوطن العربى من عشاق كرة القدم ..

وقد تكون كلمات كارلوس كيروش بعد مباراة الأردن الحماسية خير تعبير عن هذا الفريق الشاب : « اذا لم تخاطر لن تفوز بأى مباراة ، وهذا ما فعله اللاعبون وشخصيتهم جعلتهم يستمرون ويعودون للسيطرة على المباراة»..

كنت سعيداً برد فعل اللاعبين على الملعب.. كنت سعيدًا من أجل اللاعبين لأنهم يريدون الفوز والاهداف كانت جميلة جدا وكل الشكر للاعبين والآن هم فى مكان يستحقونه ( الدور نصف النهائى) .. وأعتقد ان تجربة كأس العرب تجربة جيدة جدا لكارلوس كيروش وجهازه الفنى ، والمنتخب المصرى بصفة عامة ..

وأرى أن الأداء الذى ادى به اللاعبون مبارياتهم يستحقون عليه الإشادة بشدة لأنه اخرج ما فى جعبتهم من مشاعر ورغبة جادة فى رفع اسم بلدهم عالياً، وذلك بعيداً عن مباراة تونس التى دخلها المنتخب مساء أول أمس ولن أتعرض لتفاصيلها اليوم لأن هدفى من التناول هو توضيح التضارب فى الحكم على المدير الفنى البرتغالى الذى بدأ أعماله بقرارات قد لا تؤخذ من ظاهرها للحكم على إمكانات الرجل الفنية والتقديرية وغيرها .. 


واعتقد ان ما حدث فى مباريات بطولة كأس العرب يجعلنا نفكر كثيراً قبل انتقاد اى مدير فنى لمنتخب مصر ..

فالمهمة ثقيلة وتتطلب شجاعة فى القرار سواء قرار اختيار عناصر المنتخب فى ظل كافة الظروف وقرار اختيار الفريق الذى يبدأ به المباريات وفق رؤيته الفنية ومدى قدرة العناصر المختارة على تنفيذ المطلوب منها على أرض الملعب ..

ويبقى فى النهاية قدرة المدير الفنى على التفاعل مع اللاعبين وتفهم مشاعرهم وتقديره لجهودهم طوال المباريات ..

 ولا يمكننا اليوم الا ان نتقدم بالتهانى والاشادة للمدير الفنى وجهازه الفنى على ما قدم المنتخب من عروض فى بطولة كأس العرب حتى كتابة هذه السطور ( أول أمس الأربعاء ) ..

 كما أرجو من اتحاد الكرة ان يعطى مزيداً من الحرية فى التصرف والحركة للجهاز الفنى فى المرحلة الصعبة القادمة خلال الاستعداد لبطولة كأس الأمم الافريقية بالكاميرون وتصفيات كأس العالم التى تقام نهائياتها بقطر ..