بقلم أشرف غراب.. السيسى في كفر الشيخ.. بالعلم يكتمل الإنجاز

«خد بالك».. بقلم: أشرف غراب
«خد بالك».. بقلم: أشرف غراب

عصر البناء المُتكامل للعقول والبنيان.. هكذا يُمكننى أن أُطلق على تلك المرحلة الذهبية التى نحياها من عُمر الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسي، فيومًا بعد يومٍ يُفاجئنا الرجل بحيويةٍ ونشاطٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ على التفوُّق لم نعتدها من قبل، خاصةً خلال الثلاثين عامًا الأخيرة، قبل توليه المهمة الرسمية رئيسًا للدولة.

صبيحة ثلاثاء اليوم فُوجئنا جميعًا بزيارةٍ تاريخيةٍ للرئيس السيسى لجامعة كفر الشيخ، ذلك الكيان العريق الذى يدرس به نحو 75 ألف طالبٍ فى 22 كلية ومعهدًا، كما يعمل به أكثر من 1700 عضو هيئة تدريس، وما يقرب من 2300 موظف، ويتخرَّج فيه ما يربو على 12 ألف طالبٍ سنويًا، ويحتضن 11 ألف طالب دراسات عليا و1300 طالب وافد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية وحقَّق مراكز مُتقدِّمة فى البحث العلمى فى بعض التخصصات؛ مثل العلوم البيطرية والزراعية، خلال الفترة الماضية، وهو ما يعنى تقدير الرئيس القوى للمبنى العريق وطلابه ومُدرسيه، وما يُقدِّم لمصر وللبشرية من إسهاماتٍ علميةٍ جديرة بالاحترام والاهتمام.

ما أسعدنى فى هذه المناسبة الكريمة التى حظيت بها محافظتى كفر الشيخ، موطن رأسى، أنها جاءت فى توقيتٍ، كانت المحافظة فيه أحوج ما تكون لأن تنطلق رسائل الرئيس منها لأهل العِلم وطلابه؛ فعدد الخريجين فيها سنويًا يستدعى أن تكون منبرًا لشد الأرز ورفع المعنويات لأن يستمر التفوُّق والإبداع واستمرار النجاحات، خاصةً فى مجالنا العلمى، الذى نحن فى أمسِّ الحاجة إليه الآن؛ لنتقدَّم ونرتقى ونُواصل مسيرة الإنجازات التى تحدث على أرضنا فى شتى نواحى الحياة، ولكى يعلم الساعون للريادة أنهم فى قلب وعقل الدولة والقيادة السياسية، متى واصلوا مسيرتهم العلمية كما ينبغى ونأمل منهم، وأن الجامعات الحكومية ليست أقل كفاءةً ولا مستوى عن مثيلاتها، وبإمكانها تخريج كوادر لسوق العمل المرحلى والمستقبلى، جنبًا إلى جنبٍ مع الجامعات التى تنشأ حديثًا وتلك المُسمَّاة بالأهلية وغيرها من جامعات العالم البارزة من حولنا.

ومن الروائع التى أطلقت العنان للجميع أن يحلم ويتمنَّى، استجابة الرئيس خلال الزيارة لجميع رغبات الطلاب، فخلال حضور الرئيس لمحاضرةٍ بكلية الذكاء الاصطناعى بالجامعة، طلب أحد الطلاب من الرئيس، أن يُشارك خريجو الكلية فى تطبيق الذكاء الاصطناعى بالمدن الجديدة التى تُنشئها الدولة مثل العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها، فأجابه الرئيس بأننا فعلاً نحتاج شباب الذكاء الاصطناعى معنا فى بناء النظام وصيانته وتشغيله بتلك المدن، وهذا طلبٌ من الرئيس لهم، ورحَّب الرئيس بزيارة كلية الطالب والكليات المُماثلة لهذه المشروعات، لرؤية إنجازات الدولة فيها، والشركات التى تعمل وكيفية إدارتها، وأخبره بأن الدولة فعلاً فى حاجةٍ إليهم.

كلية الذكاء الاصطناعى، علمٌ كبيرٌ جدًا، موجودٌ فى كل دول العالم، ولدينا فرصة اليوم لتعلُّم حاجة عظيمة مثل دى، أشكر حضرتك جدًا عليها.. تلك كانت رسالة أخرى من طالبة بذات الكلية للرئيس، فما كان منه إلا أن أجابها بأنه يُوجَّه رسالته أيضًا لكل مَنْ يلتحق بالجامعة بعد الثانوية العامة، بألا يتردَّد فى دخول هذا المجال، وأنه حتى لو الاسم كان غريبًا عليهم فلا يخافوا، لأن الذى ندرسه هو المستقبل كله، ومجاله كبير بمصر وخارجها، وذلك الحوار أعتبره من وجهة نظرى، من أروع ما تسمع من رئيس دولة لأبنائه؛ لتحفيزهم على النجاح، وفتح شهيتهم على اختراق الصعاب لبناء المستقبل، وليس مستحيلًا تحقيق المراد ما دامت الإرادة موجودة بقوةٍ داخلنا.

اجتماع القائد بأبنائه لا يخلو من جدول أعمال الرئيس فى كل مكانٍ توجَّه إليه، وتلك من الرسائل المهمة التى يوجِّهها السيسى لشعبه فى كل محفلٍ تواجد فيه، وبأنه قريبٌ منهم يستمع إليهم وما يُؤرِّقهم، لا يفصل بينه وبينهم منصبٌ ولا مراسم، فقد اجتمع القائد بأبنائه وتناول معهم الإفطار، وأدار حديثًا معهم فى حوارٍ مفتوح وجهًا لوجه، طلابًا وأعضاء هيئة تدريس وموظفين، ليس بينهم وبينه حجاب، وأعطى تعليماته التى ارتكزت على ربط البحث العلمى مع التعليم الجامعى، ورعاية النوابغ والمتفوقين ودعمهم، والاهتمام بالأنشطة الطلابية لتنمية وصقل مواهب الطلاب وقدراتهم، وهو ما أمَّن عليه المجلس الأعلى للجامعات، وكان محل إشادة الحضور والمُستمعين عبر الشاشات، والمُتواجدين على أرض المحافظة التى سعدت باستقبال الرئيس بين طلابها ومؤسساتها.

ختامًا أرى فى زيارة السيسى لكفر الشيخ اهتمامًا بالغًا بالجامعات الحكومية والتعليم والبحث العلمى، وتلك العلوم المستقبلية كالذكاء الاصطناعى والرقمنة، ولتوفير سوق عمل مستقبلى مُتسع وفسيح لخريجنا، كى يجد فرصته أينما ذهب، وما يكن لكفر الشيخ وجامعتها الفريدة لأن تكون أهلًا للزيارة، وبقعة لمكانة العلم فى قلب وعقل القائد، ولا يفوتنى بالطبع ما لاقاه الرئيس من إبداعات لكورال جامعة حلوان، وما أسعده فى قدرات أعضائه وما يمتلك من فنونٍ يجب أن تُبرز على السطح، وتستحق التبنى، والتطوير، وأيضًا الفيلم التسجيلى الذى شاهده الرئيس وكان عنوانه أجمل ما فى كرنفالية الزيارة "الجمهورية الجديدة.. بالعلم يكتمل الإنجاز"، والذى بحقٍ أردت أن أختم به مقالتى، حفظ الله مصر وجعلها فى المُقدمة دائمًا وأبدًا.