فى الصميم

هل ضاعت البوصلة.. لتسود برامج النميمة؟

جلال عارف
جلال عارف

لو أنك طفت ذات مساء على عدد من قنوات التليفزيون، لتصورت أننا مجتمع لا تشغله إلا أحاديث النميمة والثرثرة فى القضايا الشخصية التى تضمن تحقيق «التريند» إذا ارتبطت بأسماء معروفة فى سماء الفن أو الرياضة حتى وإن كانت بلا قيمة حقيقية!!


 أخبار النجوم مادة إعلامية جاذبة إذا قدمت بالصورة اللائقة التى تحترم الخصوصية، وتحترم أكثر عقول المتابعين فلا تغرقهم فى حالة تتبارى فيها القنوات الإعلامية مع غيرها من وسائل الاتصال فى تتبع آخر أخبار طلاق ممثل من زوجته «!!» أو خناقة ممثلة سابقة اعتزلت من أربعين عاماً مع أفراد أسرتها «!!»..

أو تذهب فيه الكاميرات إلى مهرجان سينمائى فتكتفى بمتابعة فساتين ممثلات يبحثن عن الأضواء..

ثم ولا كلمة عن أفلام المهرجان وبعضها عالمى المستوى!!


 لا أريد أن أتحدث عن مقارنات لأن الزمن قد تغير، لكن ستبقى هناك دائماً مسافة بين الحديث فى الإعلام والثرثرة فى وسائل التواصل الاجتماعى.. وستبقى دائماً المسئولية تجاه المجتمع تواجه خطر فقدان البوصلة أمام طغيان أحاديث النميمة التى أصبحت تنافس حكايات الجن وسباق الفتاوى ممن يعرف أو لا يعرف، على حساب العقل والمنطق والوجدان السليم.


 لو أن بعض الجهد الذى يبذل مع «شاكوش وحمو بيكا» خصص للحوار مع نماذج مضيئة من علمائنا فى مختلف الميادين، أو لدعم أفكار شابة تسعى للتغيير نحو الأفضل، لما قادنا الفراغ إلى الثرثرة فى حكايات الطلاق والزواج!!

ولو أن نجوم الفن رحمونا من المشاركة فى هذا المهرجان العبثى لكان ذلك أفضل لهم ولنا، ولقضايا الفن الحقيقية التى تحتاج للنقاش الطويل لكى تتخلص قوى الإبداع الحقيقى من المشاكل التى تعترض طريقها، لتنطلق بكل قوتها ضد قوى التخلف التى مازالت تقاتل ضد كل جميل فى حياتنا.