بعــــد أن فقـــدت مصــــر فـــى العامــــين الماضيين الكثير من المواقع الأثرية لأنهم شوية طوب، عجبنى تعليق مونيكا حنا أستاذ مساعد قائم بأعمال عميد كلية الآثار والتراث الحضارى عندما قالت إن علم الآثار هو علم دراسة اشوية الطوبب، ووزير السياحة والآثار لم يدرس علم الآثار بحكم دراسته الأساسية فى الإرشاد السياحى فيجب عليه على الأقل أن يكون على دراية كافية بما هو علم الآثار!
الحقيقة أن وزير السياحة والآثار أغفل نقطة مهمة جداً وهى أن المنتدى الرسمى لوزارة الآثار طبقاً للقانون بتعديله سنة 2020، يحمى جميع المواقع الأثرية سواء كانت أهرامات أو اشوية طوبب أو امبنى عدى عليه 100 سنةب.
للأسف لازالت وزارة الآثار لم تخرج عن عباءة أوجوست مارييت الذى أنشأ مصلحة الآثار، وأن إدارة التراث فى مصر لازالت تحت الاستعمار الغربى لأفكار القرن التاسع عشر، فالعالم بشرقه وغربه تعدى هذه المرحلة ولذلك قام اليونسكو بعمل اتفاقية حماية التراث التى وقعت عليها مصر عام 1972، ولكن لازالت وزارة السياحة والآثار تحكم على التراث بمفهوم مارييت الاستعمارى القديم.
وأنا كباحث دأب على توثيق التعديات الأثرية منذ 2011، أريد أن أوثق أنه فى العامين السابقين تفقد مصر العديد من آثارها وتراثها أكثر من أى وقت مضى بسبب الإهمال والفساد والموافقة من قبل إدارة الوزارة على مشاريع تضر بالتراث المصرى مثل: هدم طابية أسوان الفاطمية، شطب الحمام العثمانى بقنا، بيع التلال الأثرية فى دلتا، على سبيل المثال جزء هام من تل اليهودية الأثرى، محلج محمد على بفوة، منزل محمد عبد الواحد الفاسى بعد صرف أكثر من 20 مليون جنيه على ترميمه، شطب محطة القطار الملكية بكفر الشيخ، سقوط السقف الأثرى للسلطان حسن، قناطر ابن طولون، وكالة العنبريين، وسوف نظل ندافع عن اشوية الطوبب لأنها إرث مصر للأجيال القادمة.