حكايات| الممرضة «الحسناء».. بيفرلي أليت «الملاك القاتل» للأطفال

الممرضة «الحسناء».. بيفرلي أليت «الملاك القاتل» للأطفال
الممرضة «الحسناء».. بيفرلي أليت «الملاك القاتل» للأطفال

تستيقظ يوميا في السابعة صباحا تستعد بنشاط للقيام بوظيفتها الإنسانية حتى أنها لتعلقها بهذه الوظيفة والتي تعد شكلا من أشكال الرحمة قد تظل لمدة يومين كاملين دون راحة أو حتى الذهاب للمنزل فمساعدة مريض وظيفة إنسانية عليا وتخفيف الألم أرقى مراتب الرحمة فما بالك أنها ممرضة أطفال فهذا يضيف إلى رصيد الرحمة في وظيفتها ويضيف أيضا مسؤولية مضاعفة.

 

فالطفل لا يتمكن من التعبير أو شرح ما يمر به من ألم وخاصة إذا كانت أعمارهم شهور وأكبرهم لا يتعدى عمره العام لذلك دائما ما تكون حريصة على متابعتهم والحرص على عدم شعورهم بأي ألم وطمأنة عائلاتهم فأبنائهم هم قطعة من أرواحهم وأملهم في المستقبل وسر تمسكهم بالحياة، ومن هنا لقبت بـ«ملاك الرحمة».. ولكن عليك الانتظار فكل ما قرأت لا يمت لملاك قصتنا من قريب أو حتى من بعيد.

ملاك قصتنا تحولت لقابض أرواح وتحولت وظيفتها إلى وسيلة لتحقيق رغباتها في جذب الانتباه عن طريق قتل الأطفال فهي صحيح تقضي ليالي في المستشفى ولكن لكي تتمكن من إكمال مهمتها في قتل رمز البراءة وليس لتخفيف أوجاعهم لتستخدم أبشع الطرق للتخلص منهم سواء بإفساد أجهزة تنفسهم أو إعطائهم مزيد من جرعات الأنسولين أو ليجنوكايين الممنوعة على الأطفال.

 

وفي حالة فشلها مرة وتمسك الطفل بالحياة فإنها تعيد المحاولة مرة أخرى حتى تنهي مهمتها بنجاح لتحصل وبجدارة على لقب «ملاك الموت».. هذا ملخص قصة بيفرلي أليت تلك الممرضة البريطانية التي ولدت في أكتوبر من عام 1968 التي تسببت في مقتل عدد من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين شهرين وحتى 15 شهر.

 

ومن لم تتمكن من قتله وأنقذته العناية الإلهية تسببت له في أضرار جسدية وصلت إلى حد الشلل الدماغي ففي خلال 59 يوما وصل عدد ضحاياها إلى 13 طفلا، بحسب موقع«biography». 

 

اقرأ أيضًا|  أخطر كرسي بالعالم.. كل من يجلس عليه يموت في الحال 

 

كانت طفولة «أليت» تنم عن وجود مشكلة نفسية تعاني منها كانت الدافع لها لارتكابها لكل هذه الجرائم فنشأت في أسرة لتكون واحدة من 4 أبناء لذلك كان الاهتمام والانتباه الذي تحصل عليه من والديها ضعيف فأرادت أن تحصل على المزيد من جذب الانتباه عن طريق ادعائها للمرض والإصابة فكانت ترتدي ضمادات وجبائر فوق جروح وإصابات وهمية لذلك كانت تمنع أي طبيب من محاولة فحصها.

 

 

حتى أنها قضت معظم طفولتها داخل المستشفيات للحصول على الرعاية الطبية لشكاوى جسدية وهمية حتى أنها حاولت إقناع طبيب بإزالة الزائدة الدودية السليمة تماما وادعائها بوجود مشاكل صحية وفي حالة عدم تصديقها كانت تقوم بإيذاء نفسها لتستمر كل هذه المحاولات المرضية معها حتى التحاقها بكلية جرانثام في لينكولنشاير بإنجلترا.

 

وفي الحياة الجامعية، تدربت حتى تصبح ممرضة ولكن زادت سلوكياتها الغريبة طوال فترة تدريبها كممرضة في دار لرعاية المسنين؛ حيث كانت تقوم بإلقاء البراز على الجدران ثم تنفي قيامها بتلك التصرفات ثم تدعي أن أحد المسنين هو من قام بهذا الفعل.

 

وعلى الرغم من هذه السلوكيات الغريبة وحضورها الضعيف أثناء فترة التدريب بسبب كثرة مرضها ورسوبها في امتحان التمريض إلا أنها تم تعيينها بعقد مؤقت لمدة 6 شهور في مستشفى «جرانثام وكي ستيفين» الذي كان يعاني من نقص مزمن في الممرضين في لينكولنشاير عام 1991. 

 

 

وبالفعل بدأت العمل في جناح الأطفال والذي لم يكن فيه سوى ممرضتين مدربتين في نوبة العمل وأخرى للمبيت لتبدأ معها سلسلة جرائهما التي هزت أرجاء بريطانيا ببشاعتها.

 

ففي 21 فبراير من عام 1991 نفذت أول جريمة قتل لطفل يبلغ من العمر 7 شهور يدعى ليام تايلور، بعد أن استلمته في جناح رعاية الأطفال لاحتمال إصابته بالتهاب رئوي، وفي اللحظة التي كانت أليت تطمئن فيها عائلة ليام على صحته، وأنها ستكون أفضل من يرعاه كانت تفكر في وسيلة قتله وتنتظر لحظات موته.

 

وبالرغم من أن مؤشراته الصحية والجسدية كانت على ما يرام إلا أنه وفجأة تعرض لأزمة تنفسية تم انعاش قلبه ومعالجته من جانب الأطباء في محاولة أخيرة من الطفل للتمسك بالحياة لتتطوع أليت للقيام بواجب إضافي ليلي لرعاية ليام لتنفرد به أثناء الليل وفجأة للمرة الثانية توقف ليام عن التنفس.

 

بذل الفريق الطبي جهودا مضنية لإنعاش الطفل لكنها كانت محاولة يائسة لإبقائه على قيد الحياة، ووسط اندهاش زملائها من عطل أجهزة المراقبة وعدم إصدارها لإنذار عندما توقف عن التنفس قبل أن يصل لهذه المرحلة، أصيب ليام بتلف شديد في الدماغ ليتوفى بعدها، ويتم تسجيل سبب الوفاة على أنه قصور في القلب.

 

وبعد أسبوعين فقط، استقبلت أليت على نفس سرير الموت في جناح الأطفال الطفل تيموثي هاردويك، الذي كان يعاني من شلل دماغي بعد إصابته بنوبة صرع ليتم إعلان وفاته بعد لحظات قليلة من رعاية أليت له؛ إذ توقف قلبه مثل الضحية الأولى ولم يتمكن الأطباء من إنعاشه وبعد فحص الجثة لم يتبين سبب واضح للوفاة إلا أنها نسبت إلى صرعه. 

 

وما بين هذا وذاك كان مارس هو شهر القتل لـ«أليت»؛ حيث تمكنت من إصابة وإنهاء حياة 5 أطفال من بينهم كايلي ديزموند - 12 شهر، والتي تعد حالتها بمثابة المسمار الأول في نعش اكتشاف جرائم أليت، فقد دخلت كايلي جناح الأطفال في المستشفى لإصابتها بعدوى في الصدر لتستقبلها ممرضة الموت.

 

وفيما كانت كايلي في طريقها للشفاء التام أصيبت فجأة وبعد 5 أيام بسكتة قلبية لسبب غير مفهوم، وتمكن الأطباء من إنعاشها ليقرر والديها نقلها إلى مستشفى أخرى وأثناء فحصها لاحظ الأطباء وجود ثقب غريب تحت إبطها وفقاعة هوائية يبدو أنها كانت حقنة عرضية ولم يتم التحقيق فيها مطلقا.

 

وباتت كايلي ضحية مارس الثانية بينما الضحية الثالثة في تعداد «ملاك الموت» فهو الطفل بول كرامتون (5 شهور)، الذي دخل إلى جناح الأطفال بسبب نقل عدوى في الشعب الهوائية ليتعرض إلى توقفه عن التنفس 3 مرات في 3 محاولات مختلفة لقتله حتى يدخل في النهاية في غيبوبة تستمر لمدة 3 أيام ويتم نقله إلى مستشفى أخرى وعند فحص دمه تبين أنه يحتوي على نسبة عالية من الأنسولين حيث حاولت أليت قتله عن طريق جرعة زائدة من الأنسولين.

 

انتقلت أليت بعدها لقتل «برادلي جيبسون - 5 سنوات» بنفس طريقة بول وهي الجرعة الزائدة من الأنسولين؛ حيث تعرض إلى سكتة قلبية مرتين متتاليتين ليتم نقله أيضا ويظهر بالفحص وجود مستويات عالية من الأنسولين في الدم وبسبب فشلها مرتين غيرت طريقة القتل مع "ييك هونغ تشان، عامين"الذي كان يعاني من كسر في الجمجمة نتيجة سقوطه فقامت بإفساد جهاز الاكسجين الخاص به ليتعرض إلى سكتة قلبية يتم نقله على إثرها إلى مشفى آخر لإنقاذه من شبح الموت البشري.

 

ومع بداية شهر أبريل حولت «أليت» انتباهها إلى التوأم «كاتي وبيكي فيليبس» البالغان من العمر شهرين فقط، وتم وضعهما تحت المراقبة في جناح الأطفال نتيجة الولادة المبكرة ووجود اشتباه التهاب معوي لتكون البداية مع «بيكي» التي تولت أليت رعايتها، وبعد يومين فقط ظهر عليها أعراض تشنجية وادعت ممرضة الموت أن السبب هو نقص السكر في الدم لتزداد برودة جسم الطفلة وبعد لحظات يعلن وفاتها دون أسباب واضحة ليأتي دور كاتي، والتي تم إدخالها إلى الجناح كإجراء احترازي بعد وفاة توأمها.

 

ولكن للأسف كانت «ملاك الموت» في استقبالها لتعاد الحكاية من جديد مع إصابة الطفلة بسكتة قلبية تتوقف على آثرها عن التنفس ولكن يتمكن الأطباء من إنعاشها غير أنها عانت بعد يومين من نوبة مماثلة أدت إلى انهيار رئتيها ليقرر والديها نقلها إلى مستشفى أخر، وبعد الفحص تبين أن خمسة من ضلوعها مكسورة بالإضافة إلى تعرضها لتلف دماغي خطير نتيجة حرمانها من الأكسجين وسبب نوبات انقطاع النفس كانت نتيجة تلقيها جرعات كبيرة من الأنسولين والبوتاسيوم.

 

وبعدها تعرض 4 أطفال آخرين لهجمات «أليت» المميتة حتى جاءت الضحية التي كشفت جرائمها «كلير بيك - 15 شهرا» دخلت المستشفى بسبب تعرضها لنوبة ربو في 22 أبريل 1991 وكانت بحاجة إلى وضعها على جهاز تنفس صناعي لتنفرد بها أليت وتصاب بسكتة قلبية الأولى تمكن الأطباء من إنعاشها.

 

أما الثانية فقد استسلمت كلير إلى قاتلتها ومعها بدأ الجميع يتساءل عن سبب ارتفاع معدل الإصابة بالسكتات القلبية غير المبررة للأطفال الأصحاء ليقرر مدير المستشفى إجراء تشريح لجثة كلير، ويتم اكتشاف أن لديها آثار من مادة (ليجنوكين)، وهو عقار يعطى أثناء السكتة القلبية ولكن يمنع على الأطفال في أنسجتها لتنتهي معها أسطورة أليت .

 

تم تحويل الأمر بالكامل إلى الشرطة والتي بدأت تحقيقاتها وفحصت سجل المرضى وسجلات 25 حالة مشبوهة وفي معظم حالات الضحايا كانت لديهم مستويات عالية من الأنسولين أو البوتاسيوم أو كليهما في أنظمتهم وكان العامل المشترك الوحيد الذي يربط جميع الحالات هو «بيفرلي أليت» الممرضة الوحيدة المناوبة لجميع الاعتداءات على الأطفال ولديها إمكانية الوصول إلى الأدوية.

 

وبعد أيام قليلة تم إلقاء القبض عليها ووجهت إليها 4 تهم بالقتل و11 تهمة بمحاولة قتل و11 تهمة بالتسبب في أذى جسدي خطير ولمعرفة دوافعها قررت المحكمة فحصها عقليا ليؤكد الأطباء أنها تعاني من مرض عقلي هو «متلازمة مانشهاوزن عن طريق الوكيل» وهو الرغبة في القتل أو الإصابة لجذب الانتباه أو تزوير أمراض في الآخرين من أجل جذب الانتباه وهو ما كانت تقوم به في فترة طفولتها؛ حيث كانت تدعي المرض ومع التقدم في الحالة أصبحت بالوكالة من خلال قتل الأطفال.

 

ورغم مرضها العقلي تمت إدانتها في 28 مايو 1993 في 13 تهمة ليصدر الحكم عليها بالسجن المؤبد 13 مرة، وأوصى القاضي بأن تقضي أليت مدة لا تقل عن 40 عاما في مستشفى رامبتون سيكيور في نوتنجهامشير حتى تتمكن من التقدم بطلب الإفراج المشروط وتم بعدها غلق قسم الولادة والأطفال في المستشفى الذي كانت تعمل فيه.