منذ 55 عاما، شق العم أحمد الإسماعيلاوي طريقه في مهة طهي وتجهيز الأسماك، عندما كان يساعد والده في الحادية عشر من عمره، في الإسماعيلية، ومنذ 16 عاما، جاء إلى نجع حمادي ليكون أول من يستخدم الشواية في تجهيز الأسماك.
وبعد رفض زوجته أن تأتي معه إلى الصعيد، قرر العم أحمد الاسماعيلاوي، أن يتزوج من فاطمة الصعيدية، والتي تعرف عليها بجوار عمله بشادر الأسماك بنجع حمادي، وتزوجها منذ 5 سنوات وأنجب منها الحسين، ليبدآن رحلة البحث عن الحياة سويا، متمثلة في الحب والعمل "عشان ياكلوها بالحلال".
ففي مكان بسيط، وأدوات بدائية، يصنع الاسماعيلاوي وزوجته فاطمة، التي تقف بجانبه من التاسعة صباحا وحتى الحادية عشر مساء يوميا، ليجهزان المأكولات المصنوعة من الأسماك، فهما يتقنان عمل السمك المشوي والجمبري والأكلات البحرية وشوربة السي فود.
يقول الاسماعيلاوي: إنه بدأ يمتهن هذه المهنة، منذ أن كان في الحادية عشر من عمره، فلقد كان يساعد والده في الإسماعيلية، وبعد أن أتقن المهنة، انتقل للعمل في محافظات عدة، منها القاهرة والشرقية، وتزوج وكون أسرته، إلا أنه عندما قرر الذهاب إلى الصعيد، وتحديدا إلى نجع حمادي، رفضت أسرته أن تأتي معه إلى الصعيد.
ويتابع: أنه جاء إلى نجع حمادي منذ 16 عاما، وعمل في مهنة طهي وتجهيز الأسماك، في أماكن متفرقة، حتى استقر به الوضع في منطقة شادر الأسماك، وتزوج منذ 5 سنوات فاطمة، التي تبلغ من العمر 35 عاما، وأنجب منها الحسين، ومن هنا بدأت حياته الجديدة في نجع حمادي، الذي وصف أهلها بإكرام الضيف والغريب، ويحسنون التعامل معهم ويمدون يد العون والمساعدة لهم.
ويشير إلى أن زوجته تحدت العادات والتقاليد، وقررت أن تقف معه في محل عمله، لمساعدته، لافتا أنه لا يرغب أن يعمل معه أحد إلا زوجته لأن السر في التتبيلة الذي يتميز بها عن غيره، ولا يريد أحد أن يأخذها منه إلا زوجته.
وتشير فاطمة الصعيدية، إلى أن وقوفها بجانب زوجها، ليس عيبا، بل قررت أن تقف جواره، طوال اليوم، لمساعدته، وعدم تركه وحيدا، خاصة بعد أن وصل عمره 66 عاما، لافتة أن وقوفها بجانبه تفتخر به، وستستمر في ذلك حتى آخر نفس في حياتها.
اقرأ أيضا |حكايات| زهرة الوحش.. الأكبر في العالم عمرها 7 أيام فقط
