باحث في شؤون الجماعات الإسلامية: «القرضاوي» فشل في احتواء خلاف الإخوان

 يوسف القرضاوي
يوسف القرضاوي

قال خالد الزعفرانى الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية، إن يوسف القرضاوي سبق وأن تدخل من أجل احتواء الخلاف داخل جماعة الإخوان، وفشلت كل جهوده ولم تنجح، لاسيما وأن الخلافات عميقة.


وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، ببرنامج "من القاهرة" والمذاع عبر فضائية "سكاي نيوز عربية"، اليوم السبت، أن القيادى محمود حسين منذ أن كان مسؤول الجماعة فى أسيوط وهو مسار لإثارة الكثير من المشاكل بين الإخوان والجماعات الأخرى فى أسيوط، متابعًا: "كرم ذهدى وناجح إبراهيم أخبرونى أن من أسباب تشددهم وانحيازهم للعنف هو تشدد محمود حسين، واضطهاده لشباب الجماعات الإسلامية فى الجامعة".


وأوضح أن شباب الإخوان والمتعاطفين مع الجماعة ينظرون إلى الخلافات بشيء من الإحباط، وهناك بعض الأعضاء فى الجماعة قالوا إن المنشقين عن الجماعة ومنهم محمود حسين صدعوهم بمبدأ السمع والطاعة والانضباط وتقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد وهم ينشقون على الجماعة وخدعوا الشباب بموضوع السمع والطاعة من أجل التشبث بالكرسى والمناصب.


وأشار إلى أن هذه الأزمة أقوى من أى أزمة سابقة لأنها تقع فى ظل ظروف هزيمة الإخوان فى مصر والعالم العربي، بعدما كانت الإخوان جماعة ضغط أثناء حكم مبارك، ولكن طمعهم فى السلطة جعلهم يخرقون ما وعدوا به الشعب والسياسيين والقادة، وبعد الحكم ظهرت عيوب الجماعة.


ولفت إلى أن الخلافات كانت موجودة دائما ولكنها لم تكن تظهر، وبعد الهجرة إلى تركيا وعدم ثقة الشباب فيهم بدأت هذه الخلافات تظهر على السطح.

ومن ناحية آخرى أثبتت شهادة صادرة من جدول المحكمة الإدارية العليا فى يوليو 2021 نهائية الحكم التاريخى الصادر من محكمة القضاء الإدارى بكفر الشيخ فى فبراير 2014 برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة فى الدعوى المرفوعة من بعض العاملين بالأزهر للمطالبة بإلغاء قرار محمد مرسى العياط رقم 24 لسنة 2012 بتشكيل هيئة كبار العلماء فيما تضمنه من عضوية الدكتور يوسف عبد الله القرضاوى بتلك الهيئة وإلغاء القرار السلبى بالامتناع عن إسقاط عضويته من هيئة كبار العلماء بعد أن فقد الشروط الجوهرية لعلماء الأزهر علماً وسلوكاً وما يترتب على ذلك من أثار أخصها إنهاء علاقته بالأزهر الشريف والتى على إثرها قدم القرضاوى استقالته عبر وسائل التواصل الاجتماعى وقد قبلها شيخ الأزهر وأصدر قراره رقم 8 ھ لسنة 2013 بتاريخ 23 ديسمبر 2013 بإنهاء عضوية الشيخ القرضاوى بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف مما اقتضى الحكم باعتبار الخصومة منتهية والزمت المحكمة  شيخ الازهر المصروفات باعتبار أن قراره  بإنهاء عضوية الشيخ يوسف القرضاوى من هيئة كبار العلماء لم يتم من تلقاء نفس الأزهر وإنما نتيجة رفع الدعوى وبعد إقامتها .

وتعود وقائع القضية أنه بعد نجاح ثورة الشعب فى 30 يونيه 2013 للخلاص من نظام حكم جماعة الإخوان ورئيسهم محمد مرسى العياط، أقام بعض العاملين بالأزهر الشريف دعوى أمام القضاء بكفر الشيخ ضد الشيخ القرضاوى لقيامه بالخروج على منهج الأزهر المعتدل والتطاول والإهانة للأزهر الشريف والتحريض ضد رجال القوات المسلحة والشرطة والغطاء للإرهاب فى سيناء وداعية القتل ومفتى الدماء من خلال إساءة استخدامه لمنبر رسول الله للهجوم على مصر والبلاد العربية وقيامه ببث روح الفرقة والبغض وتعصية الشعب على نظام الدولة والتحريض على العنف وتطاوله على شيخ الأزهر والمفتى وأنه فقد الشروط الجوهرية لعلماء الأزهر فيمن ينضم لهيئة كبار العلماء مما لا يتناسب مع صفته عضو بهيئة كبار العلماء لأنه غير ملتزم بمنهج الأزهر علماً وسلوكاً .

وأمام القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس المحكمة قرر تأجيل الدعوى إلى جلسة 23 ديسمبر 2013 وطلبت المحكمة من شيخ الأزهر أن يقدم تقريراً عما اذا كان  الشيخ القرضاوى فى فتاويه ضد الأزهر ذاته والقوات المسلحة ورجال الشرطة وحض الشعب على مخالفتهم قد التزم بمنهج الأزهر علماً وسلوكاً من عدمه؟ وقد تم التأجيل لأربع جلسات متتالية لم يقدم الحاضر عن الأزهر الشريف هذا البيان أو أية مستندات فقررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى إلى جلسة 27 يناير 2014 لينفذ الأزهر قرار المحكمة السابق وقررت المحكمة تغريم شيخ الأزهر بمائتى جنيه لعدم تنفيذ قرار المحكمة المؤجل عدة جلسات متتالية لذات السبب، وفى تلك بجلسة قدم الحاضر عن الأزهر حافظة مستندات طويت على قرار شيخ الأزهر رقم 8 ھ لسنة 2013 بتاريخ 23 ديسمبر 2013 بإنهاء عضوية الشيخ القرضاوى بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فحكمت المحكمة بجلسة 25 فبراير 2014 بحكمها المتقدم.

وقالت المحكمة إن الثابت فى الأوراق أن المدعين أقاموا دعواهم عقب ثورة الشعب فى 30 يونيه 2013 طالبين إلغاء قرار محمد مرسى العياط رقم 24 لسنة 2012 بتشكيل هيئة كبار العلماء فيما تضمنه من عضوية الدكتور يوسف عبد الله القرضاوى بتلك الهيئة والغاء القرار السلبى بالامتناع عن إنهاء عضويته من هيئة كبار العلماء لفقدانه شروط البقاء والاستمرار بها لما صدر منه من إساءة فى حق مؤسسات الدولة والشعب المصرى إلا أن الأزهر الشريف لم يتخذ قرارا فى هذا الشأن  منذ  بداية هجوم الشيخ المذكور على مصر وشعبها حتى أقام المدعون دعواهم وقد فقد الشروط الجوهرية لعلماء الأزهر علماً وسلوكاً وأثناء نظر الدعوى قدم الشيخ المذكور استقالته من قطر عبر "فيس بوك" فبادر شيخ الأزهر بإصدار القرار رقم 8 ھ لسنة 2013 بتاريخ 23 ديسمبر 2013 بإنهاء عضويته من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وهو ذات ما يطلبه المدعون فيضحى من المتعين الحكم باعتبار الخصومة منتهية فيها وألزمت المحكمة  شيخ الأزهر المصروفات باعتبار أن قراره بإنهاء عضوية الشيخ يوسف القرضاوى بهيئة كبار العلماء قد تم فى تاريخ لاحق لرفع الدعوى.

وعقب  صدور الحكم هتف الحاضرون من مختلف القرى معبرين عن فرحتهم بعبارة "تحيا مصر" وقال أحمد طلعت المحامى أن حكم المحكمة برئاسة القاضى الجليل الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى جاء انتصارا للعدالة ولهم لاستجابة الأزهر لمطالبهم بسبب دعواهم لمفتى الدماء وأسدلت المحكمة الستار عن تلك القضية التى شغلت الراى العام شهورا طويلة بعد أن تأكدوا أن الشيخ المذكور أصبح مقطوع الصلة بالأزهر الشريف.
 

اقرأ أيضا: السعودية تشن حملة واسعه على الجماعات المتشددة وعلى رأسها «التبليع والدعوة»