الأرواح المعلقة «شيشين ميساكي».. أشهر أساطير اليابان

 أسطورة شيشين ميساكي
أسطورة شيشين ميساكي

تعتبر الأساطير، جزء من ثقافة كل دولة وحكاية كل عصر فكما تجد "أمنا الغولة" و"النداهة " في مصر، تجد "لالورونا" تلك السيدة المنتقمة في المكسيك والتي يرجع إليها ظاهرة خطف الأطفال ليلا كما تجد أيضا أسطورة "عيشة قنديشة" في المغرب والمخصصة في قتل الرجال ليلا فلكل دولة ثقافة خاصة بها ترجع إليها في حالة صعوبة المنطق على تفسير ظاهرة معينة فالأساطير إحدى وسائل إراحة العقل من التفكير الطويل لحل إحدى ألغاز الحياة.

ومن الألغاز التي تحير العقول هي أسباب غرق شخص يتمكن من السباحة وعلى الرغم من أنها قد تعود لقوة سحب المياه وعدم قدرة الجسم على مقاومتها إلا أنه في اليابان كان هناك رأي ثاني فالغرق أو الموت في حوادث قتل أو حوادث طرق تعود إلى قوى أخرى وأرواح معلقة قررت الوصول إلى رحلتها النهائية المريحة فبحثت عن روح أخرى تكون بديلة لها لتستمر عائلة " شيشين ميساكي" السبعة.

وبحسب موقع "yokai" فإن أسطورة "شيشين ميساكي" هي أحد أشهر الأساطير وأكثرها انتشارا في مقاطعة "كوتشي" الواقعة غرب اليابان وهي عبارة عن عائلة أشباح أو أرواح معلقة تتكون من 7 أفراد يرافقون البشر الذين ماتوا جراء حوادث ففي حالة وفاة شخص في جريمة قتل أو غرق أو حتى في حادثة طريق تنتقل روح واحد من هؤلاء الأشباح بسلام إلى العالم الآخر ويحل مكانها الروح المقتولة لتظل معلقة حتى لحظة الانتقام بوفاة شخص آخر لتظل العائلة محافظة على عددها المكون من 7 أفراد ومن هنا جاءت التسمية فـ " شيشين ميساكي" باليابانية تعني الأرواح الـ 7.

ولأن أساس الأسطورة دائما ما يكون مختلف حسب راويها وحسب العصر فإن أصل عائلة " شيشين ميساكي" الأسطورية أيضا مختلفة فأقدم الروايات تقول أن هذه العائلة عادة ما تكون بالقرب من المسطحات المائية نتيجة غرق عائلة كاملة في أحد البحار ليظل أرواحهم عالقة ليتحولوا إلى أشباح منتقمة تقدم كل من يقابلها قربان للوصول إلى العالم الآخر.

 

اقرأ ايضا

«فاردزيا».. مدينة الـ 300 كهف في جورجيا |صور

لذلك غالبا ما تجدها على طول شاطئ البحر أو على ضفاف الأنهار من يقابلهم صدفة تكون هي إشارة نهايته في هذه الحياة فكل شخص أعلن عن رؤيته لشئ ما غريب بالقرب من نهر أو بحر بعد فترة وجيزة يموت في حادثة غامضة بداية من تعرضه لحمى شديدة وصولا إلى الموت الغامض وغالبا ما يكون في إحدى الحوادث لينضم هؤلاء الضحايا إلى صفوف الشيشينين ميساكي ويحلوا محل الروح المسؤولة عن قتلهم.

ومع مرور الوقت اختلفت رواية بداية الأسطورة فمن غرق عائلة إلى كونهم أرواح جنود "تايرا" الذين ماتوا في فخ خنزير أثناء فرارهم من أعدائهم مرورا بكونهم أرواح لـ 7 أشرار تم قتلهم على يد مجموعة من سكان البلدة كانوا يعذبونهم وعادوا للانتقام ولكن الرواية الأكثر شهرة والتي تأتي من موطن تواجدهم مقاطعة " كوتشي" وهي أرواح لـ 7 من الخدم الذين اقبلوا على الانتحار بعد مقتل سيدهم على يد المنافس له على قيادة العشيرة خوفا من تعذيبهم ليظلوا أشباح تنتقم لسيدهم الذي تم قتله.

وحتى الآن يلجأ بعض سكان المقاطعة إلى هذه الأسطورة وإلقاء اللوم على هذه الأرواح الـ 7 في حوادث المرور وغيرها من الأحداث الغريبة التي تقع في مدينة " كوتشي" اليابانية.