«فاردزيا».. مدينة الـ 300 كهف في جورجيا |صور

مدينة الـ 300 كهف في جورجيا
مدينة الـ 300 كهف في جورجيا

في قديم الزمان كانت وسائل الدفاع عن الممالك متعددة ومختلفة، بناء على فكر الملك أو قائد الجيش وطبيعة المكان يتحدد أفضل الوسائل الدفاعية والتي يمكن أن تساعد إلى حد كبير في حماية المملكة من الغزاة والأعداء فنجد من يلجأ لبناء القلاع المحصنة القوية والمنيعة التي يصعب الدخول إليها نتيجة ارتفاعها الشاهق والذي يعطي للمسيطر عليه الأفضلية.

كما نجد من يلجأ لحفر القنوات المائية كوسيلة تحد من زحف العدو وأيضا هناك من يفضل حفر الأنفاق السرية والتي تمكنه من الالتفاف خلف صفوف العدو للانقضاض عليه ولكن ما فكرته فيه ملكة جورجيا "تمار" ابنة الملك " جيورجي الثالث" اختلف عن كل هذه الوسائل الدفاعية فاتخذت من طبيعة الأرض وجبالها مدينة محمية قادرة على حماية المملكة من هجمات المغول الشرسة ولكن الطبيعة كان لها رأي آخر.

اقرأ أيضا| من بينها «بيزا».. أشهر 3 أبراج مائلة في العالم

في عام 1185 عندما كانت تعاني جورجيا من هجوم قوات المغول الزاحفة، أمرت الملكة تمار ببناء دير محصن على شكل كهف بجانب جبل " إروشيتي" الواقع في جنوب "جورجيا" ليكون حصن دفاعي قوي يحمي سكان ورهبان المدينة لتبدأ عمليات الحفر وإنشاء الكهوف على مستويات مختلفة بداية من تحت الأرض حتى سطح الجبل، واحتوت هذه الكهوف على أكثر من 6 آلاف غرفة كما تم بناء كنيسة كبيرة مع برج جرس خارجي و25 قبو لتحتضن أكثر من 2000 راهب لتعلن عن مدينة "فاردزيا".

ولزيادة التحصين كان المدخل الوحيد لهذه الكهوف عبارة عن نفق سري مدخله بالقرب من ضفاف نهر " متكفاري" مع استغلال المنحدر الخارجي للجبل في تغطيته بمصاطب خصبة مناسبة للزراعة مع تصميم شبكة ري معقدة للزراعة وتوصيل مياه صالحة للشرب داخل هذه الكهوف المحصنة وتمكنت بالفعل هذه الحصون الطبيعية في الوقوف أمام الزحف الماغولي ولكن للطبيعة رأي آخر.

في عام 1283 تعرضت مدينة " فاردزيا" إلى زلزال مدمر ضرب المكان بأكمله وأدى إلى تحطيم منحدر الجبل وتدمير أكثر من ثلثي المدينة مما أدى إلى الكشف عن الأجزاء الداخلية المخفية للكهوف ليتمكن الفرس من الاستيلاء على الموقع بعد كشفه عام 1551 ليتم استعادته مرة أخرى ويتحول الموقع مع الزمن إلى مدينة مقدسة ووجهة سياحية فريدة فاليوم تعد مدينة " فاردزيا" صاحبة الكهوف ورمز الثقافة والطبيعة في جورجيا أحد أهم المواقع السياحية.

فيتمكن السائح من عيش تجربة كاملة داخل أقدم الحصون الدفاعية بداية من دخول ما يزيد عن 300 كهف وغرفة صخرية مرورا بزيارة كنيسة العذراء والتي فقدت واجهتها الخارجية اثناء الزلزال ولكنها ماتزال محافظة على تصميمها الداخلي من رسومات تاريخية على الجدران تعود إلى القرن الـ 12 كما تصور العديد من مشاهد العهد الجديد بالإضافة إلى رسم للملك جيورجي الثالث وابنته تمار.

وتنتهي الزيارة بالدخول إلى الأنفاق السرية الموجودة أسفل الكنيسة والتي يصل طولها إلى 150 متر وتنتهي هذه الأنفاق إلى الصعود أعلى الكنيسة لتكشف لك المدينة من أعلى في تصميم وفكر عبقري مع التعرف على شبكة أنابيب الري القديمة والتي كانت مخصصة لتوصيل المياه الصالحة للشرب إلى داخل الكهوف والأنفاق حتى تصل في النهاية إلى أسفل منحدر التل عبر الممرات الممهدة للزائرين في تجربة تسافر بك إلى القرن الـ 12.