إدمان المواقع الزرقاء| قصص فتيات سقطن في بئر مشاهدة الأفلام الإباحية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

خطر مستتر، الكثير يكذبون وجوده، لكن الحقيقة لا تتوارى كثيرا وتظهر في النهاية، ربما لن نصدق الأقاويل والجًمل الدارجة والشائعات، لكن لغة الأرقام لا تكذب، فأحد أهم المواقع الإباحية يتأرجح في ترتيب المواقع التي تتصدر الزيارات في مصر، وفق مؤشر «ألكسا» الشهير.

وتنتشر الكثير من مواقع  الأفلام الإباحية المتنوعة على شبكات الإنترنت، وزاد معها إقبال المشاهدين على تلك النوعية من الأفلام، حيث يُشَكِّل محتوى  الأفلام الإباحية 30% من البيانات المنتقلة عبر الإنترنت.

«بوابة أخبار اليوم» تدخل على خط الأزمة التي لا تخرج من أبواب البيوت، وتتسبب وهي وراء الستار في الكثير من الكوارث الاجتماعية والصحية.. حيث تواصلنا مع عدد من الفتيات اللاتي أدمن مشاهدة  الأفلام الإباحية دون الكشف عن هوياتهن، عن طريق إحدى المجموعات الخاصة بالدعم النفسي عبر موقع الفيسبوك «مش لوحدك- للمشاركة والدعم النفسي».

بدأت الفتيات في سرد قصصهن على تلك المجموعات وكيف بدأن إدمان مواقع الإباحية في أمل للتعافي وتلقي الدعم النفسي والنصيحة للإقلاع عن تلك العادة الغير محمودة.

بداية عن طريق الخطأ

منذ ٤ سنوات وبالصدفة تعرفت نشوى إبراهيم - اسم مستعار- ٢٥ عاماً على مواقع  الأفلام الإباحية بعدما ترك أخيها عن طريق الخطأ الموبايل على تلك المواقع دون غلقه.

لحظات بسيطة شاهدت فيها نشوى صور رئيسية لتلك النوعية من الفيديوهات، لا تترك الموبايل سريعا بعدما شعرت بقشعريرة انتابتها أثناء مطالعة الموقع، وخوفاً من ارتكاب سيئة كبيرة.

لكن لم تنس الفتاة العشرينية تلك المقاطع، فبعد مرور أسبوعين على تلك الواقعة، أخذها الفضول في البحث عن تلك المواقع ومشاهدة ما تحتوي فقط النظر إليه لمعرفة العالم الخفي.

في بداية الأمر، تملك الخوف من نشوى، وترجمة جسدها مشاعر التوتر والقلق بقشعريرة، ونبضات قلب تتسارع مع كل مقطع لفيلم إباحي تشاهده.

ظلت نشوى على هذا الحال قرابة أسبوعين في كل مرة تقرر تصفح تلك المواقع، حتى استقر الوضع وبدأ شعور اللذة .

4 سنوات مرت على نشوى وهي تتابع مواقع  الأفلام الإباحية، عرفت فيها ما لم تكن تعرفه عن الثقافة الجنسية، حتى أدمنت تلك النوعية من المواقع فلا يمكن أن يمر أسبوع كاملاً دون أن تشاهد ولو مقطع واحد صغير.

تروي نشوى قائلة: «أنا بشتغل، وحياتي ماشية، وكل اللي يشوفني يفتكرني حد كويس ومثالي، وخصوصا إني أواظب على الصلاة، لكني مش عارفة أبطل العالم اللي دخلته».

وتابعت: «بحاول أتقرب من ربنا وأبعد الموبايل عني وقعدت فترات كبيرة مش بتفرج، لكن فجأة بنتكس وأرجع اتفرج تاني عليهم، ودلوقتي بحاول اشوف حل نفسي للموضوع».

أقرأ أيضا: إدمان المواقع الزرقاء.. تزوجوا ولم يقلعوا عن مشاهدة الأفلام الإباحية

التحرش قادها للأفلام

بينما تعرضت سوزان - اسم مستعار - للتحرش وهي طفلة، وتقول إن عددم البوح بالواقع كان له أثر في دخولها دائرة إدمان  الأفلام الإباحية، التي تعرفت عليها عن طريقها من خلال والدها الذي كان يدمن مشاهدة تلك المقاطع أثناء الليل.

عرفت سوزان بالصدفة أن والدها دائم لزيارة المواقع الإباحية عن طريق تسجيلات متصفح الإنترنت أو (history)، ليأخذها الفضول لفتح الصندوق الأسود، ومعرفة الكثير عن أسباب التحرش الجنسي التي تعرضت له.

حاولت سوزان إقناع ذاتها أنها ستتخلى عن مشاهدة تلك الأمور بعد زواجها، لذا تزوجت في سن صغير وأنجبت، إلا أنها لم تستطع التخلي عن تلك العادة وبالأخص بعد سفر زوجها الدائم والجلوس بمفردها لفترات طويلة.

العصبية المفرطة والشعور بالخزي والعار بات حال سوزان طيلة الوقت، بسبب عدم توقفها عن إدمان  الأفلام الإباحية، وبالرغم من المحاولات العديدة التي خاضتها، إلا أنها بلا جدوى.

تقول سوزان: «أنا بصلي وبعرف ربنا كويس، وبحاول أطلع صدقات وقرب منه، عشان أقدر أتخلى عن الأفلام دي، بس برجع ليها بسرعة، بقيت خايفة أموت وأنا معرفتش أبطل مشاهدة».

الإعلانات الممولة أول الطريق

لم تختلف قصة حنان - اسم مستعار- عن باقي القصص التي أقبلت على المواقع الإباحية بسبب حادث تحرش وهي في سن صغير.

ربما لم تكن لديها الوعي الكامل عن ما شعرت به أثناء التحرش ولكن مشاعر الضيق والحزن سيطرت عليها حينها ولكنها لم تعرف طريقة صحيحة للتعبير عن مشاعرها، التي ظلت تلازمها طيلة مرحلة الإعدادية.

بعد ٦ سنوات على تلك الواقعة، وعبر إعلانات ممولة على الفيسبوك، شاهدت حنان مقطع فيديو إباحي لم يتعدى ٣٠ ثانية، شعرت فيها بلذه، لتبدأ بالبحث عن تلك النوعية من المقاطع.

في بداية الأمر، لم تعرف حنان كيف تصل لمواقع متخصصة في  الأفلام الإباحية، ولكنها قرأت كثيرا عن تلك النوعية من الأفلام، حتى وجدت ضالتها عبر إحدى المواقع.

٥ سنوات على مشاهدة حنان للأفلام والمواقع الإباحية شاهدت فيها جميع أنواع الأفلام، لكنها لم تستطع التوقف عن ذلك، فبالرغم من محاولات التقليل للمشاهدة إلا أنها أصبحت عادة في وقت الفراغ والتقلبات المزاجية السيئة.

 

اقرأ أيضا: إدمان المواقع الزرقاء| شهادات شباب وقعوا أسرى للأفلام الإباحية