الأمومة.. والعمل المقدس 

خاطر عبادة
خاطر عبادة

خاطرعبادة

لاشك أن المرأة هى النور الذى خلقه الله من ضلع آدم لتشرق به حياته وتكون جزء من إنسانيته لا يمكن الاستغناء عن وجوده ليواجها معا مهام الحياة.. وهى تقوم بأسمى المهام التى أسندها الله إياها لتكون أيضا طاقة حب وحياة ورعاية وأمومة ومصابيح بدونها تظلم البيوت.. 

فالأمومة عمل مقدس ورسالة ورعاية المنزل وأفضل وظيفة سامية ومهمة صعبة.. هى الإنسانية مغلفة بمعانى الفضيلة والكرم وبحر يفيض بالحنان، ويتجاوز جمالها ومعناها حدود المكان والزمان.. فالجنة تحت أقدام الأمهات 

المرأة هى آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع، أن يحسن إليها أولو الأمر سواء كان الأب أو الزوج أو الدولة

الأمومة والعمل

نجد نماذج ناجحة ومشرفة للنساء فى شتى مجالات الحياة، ليثبتن أن النوع لا يصنع الفارق بل سمو الغايات والعلم والأخلاق وهى أيضا معانى لا غنى عنها لبناء أسرة ناجحة..
 لكن تكمن الصعوبة فى كيفية تحقيق التوازن للمرأة العاملة بين العمل ورعاية المنزل والأبناء وهى مهمة ليست سهلة لكثير من النساء وفقا لطبيعة العمل، بينما قد تضطر أخريات لتأجيل بعض طموحاتهن العملية .. أو تقدس دور سيدة المنزل.. لكن ماذا لو كان هناك خيارا ثالث؟

فى الوقت الذى تولى فيه الدولة اهتماما خاصا بالفئات الأولى بالرعاية والحماية بتوفير معاش تكافل وكرامة، فإن النساء العاملات يجب أن يحظين بدعم خاص حتى يمكنهن مواصلة مشوار الطموح أو مواجهة أعباء الحياة ووظيفة الأمومة التى لا تقتصر على فترة الرضاعة فقط.

يجب أن ينحاز القانون للمرأة المتزوجة بمنحها عدد ساعات عمل أقل من الرجل لأن الأمومة ورعاية الأبناء عمل مقدس، وزيادة فترة أجازة الأمومة والوضع فهذا حق أصيل للطفل.. وهى بذلك تقوم بدور إضافى آخر وتبذل طاقات أكبر لرعاية الأسرة والأبناء بخلاف تحقيق طموحاتها الوظيفية أو المادية أو العمل فى وظائف لها مكانة أو دور سامي مثل الطب والتعليم والصحافة وغيرها؛ فتعتبر بعض النساء أن توفير بيئة ناجحة ومستقبل مادى مشرق هو أعظم شيء تقدمه لأبنائها فى الحياة.. فى وقت يرغب فيه الكثير لو أتيحت الفرصة  لتبادر بعمل مشروع تجارى بسيط ولو من المنزل لتخفيف العبء عن زوجها 
  كما أن هناك نساء مكافحات تضطرها الظروف الصعبة للعمل والتجارة للإنفاق على بناتها أو الأطفال الصغار أو لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.. فهؤلاء أيضا لهن الحق فى دعم خاص.

لا تمتلك المرأة نفس القدرات البدنية للرجل، لكن عوضها الله بطاقة أكبر لتكون الأم وربة المنزل والنواة التى ترتكز عليها الأسرة والمجتمع.. ومع ذلك فإن طموح الحياة العملية هو حق معلوم يستحق منا عمل مبادرات لدعمهن لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والاجتماعية والأمومة..كما أن النساء العاملات فى مجال الطب تحديدا لا ينبغي أن يواصلن العمل لساعات طويلة والمبيت ليلا، فالأولى بذلك هم الرجال فللذكر مثل حظ الأنثيين !.. 

ولا ننكر جهود الدولة لدعم المرأة صحيا وتعليميا وماديا، والجهود المبذولة حتى تعود للمرأة المصرية مكانتها..  وطالما انتهجت المسار الصحيح لتحقيق حقوق النساء.. لكن دائما ما يتطلب الأمر مواصلة الدعم 

وفى السنوات الماضية.. بدأت الدولة تتكفل بقضية الغارمات والإفراج عن النساء المدينات وعمل برامج تمويل للمرأة لتحويلها لطاقة منتجة بدلا من متلقية للدعم ودراسة أسباب ظاهرة الغارمات للقضاء عليها ودعم النساء الأكثر احتياجا والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر استفادت منها النساء بشكل كبير، وذلك فى إطار سعي الدولة لتحقيق وظائف تتلاءم مع طبيعة المرأة والمساواة فى توفير فرص العمل.