نقطة على حرف

علي سعدة يكتب: الحفر في الصخر

المهندس علي سعدة
المهندس علي سعدة

فاجأتنا موجه البرد القارص منذ ايام فحبستني اضطراريا بين جدران اربعه في منزلي بالتجمد الاول الذي كان يطلق عليه قديما التجمع الاول .
كنت ادعي دوما انني شاب في العشرينيات يمتطي جسدا سبعينيا اكل عليه الدهر وشرب .. الا انني خضعت للمكوث اسفل عدد لابأس به من الاغطيه للمحافظه علي القليل الباقي من دفء الاوعيه الدمويه في اصابعي لاتمكن من مواصله الكتابه لمن يتابعون مقالاتي الاسبوعيه باهتمام .
هذا الشاب السبعيني ( رغم وهن العظم منه ) مقاتل شرس لايخشي محاربه الفساد بقلمه ولا يكتب الا مايمليه عليه ضميره في الحق.
كنت قد كتبت في الاسبوع الماضي عن تجربه قاسيه خضتها مع جهه حكوميه متميزه في مدينه ساحليه المفترض انها المدينه الرقميه الاولي في مصر ومحافظها هو الفائز بجائزه افضل محافظ علي مستوي العالم العربي العام الماضي .. حيث اكتشفت المركزيه المطلقه والبيروقراطيه والتكاسل والتراخي من المسئولين عن وحده الشهر العقاري المميزه ومكوثي في انتظار توثيق ورقه عاديه لمده خمسه ساعات كامله والمفترض الا تزيد مده التوثيق عن ١٥ دقيقه علي اسوأ تقدير .
ارسلت المقال لجريده خاصه مقروءه وواسعه الانتشار الا انني فوجئت بعدم نشره دون اي مبرر منطقي وبدون ابداء الاسباب ايضا او الاعتذار .
اصطدمت للاسف بحقيقه لم اكن اعلمها وهي ان الصحف القوميه اكثر جرأه ووطنيه واحترافيه  في نشر النقد البناء لصالح الوطن ولمحاربه الفساد في كل صوره دون الغوص في تضارب المصالح او معادلات التواءمات .. 
كتبت الدكتوره نجوي كامل تعليقا علي مقالي الذي لم ينشر مايلي :
(تعدد أنماط ملكية الصحف كان دائما الأمل الذي نراه محققا  لدور أكبر للصحافة في خدمة قضايا المجتمع ، باعتبار انه يضمن التعبير عن كافة الاتجاهات والأراء ( الوطنية )  ..وتحقق الأمل وأصبح لدينا صحفا قومية وحزبية وخاصة وهذه الأخيرة كان من المفترض ان تكون منبرا للنقاش الحر وضمانة حق الجمهور في المعرفة ولكن للاسف وبدون تعميم أصبحت الصحف القومية أفضل فقد تجد فيها رأيا مختلفا لكاتب مقال أو عمود ..!! مناسبة هذا الحديث أن صحيفة خاصة رفضت مقال لكاتب يعرض فيه وبمنتهي التوازن معاناته في مكتب الشهر العقاري ( المميز ) في مدينة ساحلية قيل انها المدينة الرقمية الأولي علي مستوي الجمهورية ، من سقوط السيستم لعدة ساعات وتعطل ماكينة الدفع بالفيزا والتصميم علي الدفع عن طريقها ..وهكذا ظل في مكتب الشهر العقاري أكثر من خمس ساعات ليقوم بمهمة لا تستغرق المفترض أكثر من ١٥دقيقة في مكتب يقولون عنه مميز ومدينة يصفوها بالرقمية  ..وأنهي مقاله “ بأن التحديث يجب أن يكون في عقول البشر وليس في اناقة وشياكة المكاتب والحجر”  هل معاناة الكاتب يمكن اعتبارها فردية وأمر شخصي أم انها قد تكون ظاهرة تستحق  ان ينتبه اليها المسئولون والبحث في اسبابها ووضع الحلول لها ..أليس هذا هو دور الصحافة أيا كان نمط ملكيتها ؟ تصدقوا بالله انا كتبت هذا البوست لأني حزينة علي مهنة بنقضي عليها عامدين متعمدين فقط لاننا ملكيين أكثر من الملك !!
انتهي ماكتبته الدكتوره نجوي كامل استاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعه القاهرة.)
لن اكل او امل من محاربه الفساد.. ولن يثبط عزيمتي بعض الاقلام المرتعشه .. انا اؤمن ان قطرة المطر تحفر في الصخر .. ليس بالعنف ولكن بالاصرار علي تكرار المحاوله